أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - تونس : حزب الرئيس القادم .‏














المزيد.....

تونس : حزب الرئيس القادم .‏


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 6133 - 2019 / 2 / 2 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


‏ يحيل الحزب السياسي الى مجموعة من الناس المتآلفين في ما بينهم حول أفكار وسياسات يودون ‏تطبيقها عند بلوغهم السلطة السياسية في بلد من البلدان ، وتلك الأفكار والسياسات يعبر عنها برنامج ‏الحزب ، الذي يمثل عادة مصالح طبقة أو فئة اجتماعية ، غير أن الأحزاب عامة لا تقدم نفسها على أنها ‏كذلك ، وإنما تزعم لنفسها الدفاع عن الوطن والشعب والأمة والدين والأخلاق وغيرها ، و تختار أسماءها ‏على ذلك الأساس ، وقليلة هي الأحزاب التي تشهر هويتها الحقيقية .‏
‎ ‎وفي تونس اليوم تعود الناس على تأسيس أحزاب بمسميات متشابهة ، وقلما ينجحون في التمييز بينها ، ‏فالأسماء قليلا ما تدل هنا على الأشياء ‏، وهناك ما يربو عن المائتي حزب غير أن أغلبها لا علاقة له ‏بمفهوم الحزب ، فهي أقرب الى طوائف وملل ونحل وقبائل ، تتحكم بها المصالح الفئوية والفردية ، ‏وهي لا تنشد مصلحة الوطن والشعب ، بقدر ما تنشد مصلحة أصحابها المستعدين لقول وفعل الشئ وضده ‏، طالما يحقق لهم ذلك الفوز بالوزارة والولاية والسفارة والنيابة .‏
وأدى ذلك الى ردود فعل شعبية ، عنوانها الأبرز الكفر بالأحزاب والسياسة ، ومقاطعة العملية الانتخابية ‏وسيادة اللامبالاة على نطاق واسع ، وينبه بعضهم الى الخطر الداهم جراء ذلك ، فالأوتوقراطية ( الحكم ‏الفردي ) تقف خلف الباب ، بما يعنيه ذلك من استغلال ردود الفعل تلك لإلغاء التعددية الحزبية والعودة ‏الى نظام الحزب الواحد ، وربما أكثر من هذا بإلغاء الحزبية ذاتها ، على طريقة انقلابات الضباط الأحرار ‏وشعاراتها المعلومة التي منها : من تحزب خان ومن خان يعدم ، التي تلت ازدهار التعددية الحزبية في ‏عدد من الأقطار العربية خلال النصف الأول من القرن الماضي .‏
‎ ‎والمولود الجديد في قائمة الأحزاب التونسية رأى النور يوم 27جانفي 2019، بإسم حزب “حركة تحيا ‏‏تونس” ، عزفا على وتر الوطن ، واختفاء وراء العمومية ، وتوجيها للتونسيين نحو غاية واحدة هى غايته ‏، ومكان الولادة مدينة المنستير ، استثمارا لبورقيبة وغيره من الرموز القابعة في قاع المخيال السياسي ‏التونسي ، مثل خير الدين التونسي وعلى باش حامبة وفرحات حشاد ،لإضفاء الشرعية عليه ، فالحزب ‏ليس لقيطا وإنما له آباء ، وهو حلقة في سلسلة لم تنقطع عراها منذ قرون. وأدى ذلك الى ردود فعل ‏وصلت حد رفع جمعية المحامين الشبان قضية بخصوص الإسم ، باعتباره مشتركا تونسيا ، غير قابل ‏للخوصصة الحزبية والاحتكار السياسي. ‏
‏ وبينما يقدم أصحابه حزبهم باعتباره يمثل إضافة للمشهد السياسي التونسي الغارق في أوحال الأزمة ‏وأنه سبيل لحلها ، تحوم شكوك حول ما إذا كان مؤسسه غير المعلن ونعني رئيس الحكومة ، الذي فشل ‏طيلة سنوات في حل المشكلات الاقتصادية الاجتماعية السياسية ، سيقدر على ذلك لو كتب لحزبه الفوز ‏في الانتخابات القادمة ؟ كما حول استغلاله إمكانات الدولة المادية والمعنوية لتأسيس حزب لا هدف ‏منه غير ‏ضمان بقائه في السلطة ، فضلا عن ارتباط ذلك بمفارقة تونسية ، فمن في الحكم ينشئ حزبا لكي ‏يظل في الحكم ، بما من شأنه كتم أنفاس " الديمقراطية التونسية الناشئة " أو على الأقل كشف حدودها . ‏وتصبح تلك الشكوك أشد وطأة بالقول إن الوليد الجديد ليس حزب الداخل وإنما حزب الخارج ، حزب ‏صندوق النقد الدولي ، الملتزم بتوجيهاته ، وأن نجاحه الانتخابي مضمون سلفا ، طالما تمتع برضا ذلك ‏الصندوق ، فمن يتحكم باقتصاد تونس يتحكم بسياستها أيضا ، ولو كانت تلك السياسة خارجة من ‏صــندوقها الانتخابي ، وهو ما يفسر هرولة المولعين بالمناصب نحوه .‏
‏ وعلى صعيد الداخل ، يتهم الاسلام السياسي المتناغم مع الخارج ، في ممثله الأكثر بروزا ، ونعني ‏حركة النهضة ، بكونه من يقف وراء بقاء يوسف الشاهد في الحكم ، بعنوان ضمان الاستقرار الحكومي ، ‏ومن يتحكم بولادة الحزب الجديد ، وهو ما ذكره رئيس الدولة صراحة ، وردده أحد أقطاب حزبه الذي ‏قال إن الغنوشي الإبن والغنوشي الصهر، هما من وضعا خطة تأسيس الحزب ، في إشارة الى تورط شيخ ‏الحركة في تكتيك تفتيت حزب الرئيس الحالي بتكوين حزب الرئيس القادم ، قبل تقويضه بدوره ، وصولا ‏الى الهدف الاستراتيجي ، ممثلا في سيطرة الإسلام السياسي على السلطة كاملة ، ووقتها ربما سلمت ‏تونس روحها لتدفن ، وسط صيحات المنادين بحياتها ، ولكن عبثا ، فقد فات الأوان .‏



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة ... خساسة ! ‏
- صراع على صالح بن يوسف في تونس
- الاضراب والحرب الأهلية والانقلاب.‏
- ماذا حدث يوم 14 جانفي2011 في تونس ؟
- عرب عارية
- الانقلاب التونسي
- تونس المتسولة ! ‏
- الاحتجاج بالموت حرقا.
- خطاب منتحر .
- تونس : رئيس تحت التهديد.
- راعية المواشي ،المجازة في الانكليزية ،مفجرة جسدها ‎!
- خاشقجي وثروة السعودية.
- ‏‎ ‎أسئلة خاشقجي وأجوبة أمريكا المعلقة .‏
- عودة كارل ماركس .
- مملكة الأغبياء .‏
- مارسال خليفة وجوائز المستعمرين .
- الشعبوية ‏
- تونس : لقاء الشاهد والطبوبي وخطة الإغتيال .
- موريس أودان : الدم يفور في العروق .
- الفلسفة والفلاحة


المزيد.....




- اتهمت جيفري إبستين باستغلالها جنسيًا.. رواية فيرجينيا جوفري ...
- فيديو: انهيار ناطحة سحاب في بانكوك جراء الزلزال يثير تساؤلات ...
- إسرائيل تعلن توسيع نطاق عمليتها العسكرية في غزة مع إخلاء -وا ...
- عملية أمنية أوروبية تطيح بشبكة ضخمة لاستغلال الأطفال جنسيا و ...
- اتهام موظف رفيع في وزارة أمريكية بالقرصنة الإلكترونية
- مستشار ترامب: الرئيس قادر على إيجاد طريقة للترشح لولاية ثالث ...
- مشروبات الجمال والصحة
- -ما حدث في غرينلاند يمكن تكراره في إسرائيل- - هآرتس
- ترامب يستعد لـ -أم المعارك- التجارية: العالم على شفير هاوية؟ ...
- مناورات صينية بالذخيرة الحية حول تايوان تحاكي ضرب موانئ ومنش ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - تونس : حزب الرئيس القادم .‏