أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - -ورد مسموم- محاولة بائسة صنعت فيلما سطحيا بلا هوية














المزيد.....

-ورد مسموم- محاولة بائسة صنعت فيلما سطحيا بلا هوية


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 6133 - 2019 / 2 / 2 - 14:33
المحور: الادب والفن
    


فيلم " ورد مسموم" للمخرج أحمد فوزي ينطبق عليه مقولة "ضجيج بلا طحن" أو "ليس كل ما يلمع ذهبا"، فرغم الدعاية الضخمة له والمشاركة في مهرجانات عدة داخلية وخارجية، والتمويل من جهات عدة، إلا أن هذا ليس بأي حال من الأحوال معيارا للحكم على الجودة والتميز، فوراء هذا الحالات المتكررة في الوسط الفني ماكينة دعاية ضخمة سواء مؤسسية أو فردية، علاوة على الشللية التي تسوق العمل وتفتح له آفاقا أكبر مما يستحق.
فالفيلم بأي حال من الأحوال لا يمكن إعتباره فيلما روائيا طويلا، ولا تجربة مهمة، وفي أحسن الأحوال هو فيلم روائي قصير عادي جدا، تم تطويل مشاهده بدون داع، ما أربك أيقاع الفيلم وجعله مترهلا، وبطيئا، ويولد أيضا شعورا بالملل، وهو عيب فني خطير يعرفه كل من يتصدى للعمل الفني صنعا أو متابعة.
ويمكن أيضا الذهاب إلى القول إنه محاولة بائسة لصنع فيلم روائي مخلقة من تجربة تسجيلية سابقة لذات المخرج عن ذات التيمة، ما جعل الفيلم ضائع الهوية بين الروائي والتسجيلي.
الاشكالية إن البعض يتصور خطأ أن مجرد تصوير عوالم المهمشين بشكل سطحي وعابر، دون تعمق في تفاصيل ودلالات هذه العوالم والعلاقات البينية والعلاقة بين هذا العالم ومحيطه الخارجي.
وأن الاقتراب من المناطق المحظورة ك"زنا المحارم"، هو الوصفة السحرية لصنع فيلم جذاب يحظى باهتمام الخارج قبل الداخل، وحصد الجوائز والترويج له بصورة أيسر، فضلا عن اللعب على الرسائل المحببة للغرب والأوروبين بشكل خاص، والتي تروج لما يبتغونه، وهو كبح جماح المهاجرين من الجنوب، وتصوير الهجرة أنها رحلة موت، وهو ما أبرزه المخرج بسذاجة دون حتى اهتمام أو مقدرة على سرد هذه التجربة الشاقة نفسيا قبل جسديا، والتي بها مساحة كبيرة من الصراع الدرامي وإبراز المشاعر الإنسانية المتضاربة من أمل وطموح جارف إلى لحظات إحباط، إلى صراعات داخلية وخارجية على طريق الوصول إلى هذا الهدف وهو الهجرة، وليس الإكتفاء فقط بمعركة ساذجة على طريق "الخناقات البلدي" في الحارات الشعبية، وهذا عيب واضح في بناء هذا الفيلم الآحادي النظرة والفقير في التفاصيل وبناء الشخصيات بأبعادها المختلفة خاصة النفسية، علاوة على أن العلاقة الخاصة بين بطلي العمل ملتبسة ولم تتضح حتى النهاية ماهيتها، هل هما فعلا اخوان فقط، أم تجمعهما علاقة آثمة فعلية أو شعورية، أو أنهما تؤامان وثمة ارتباط قوى بين الأثنين يدفعها للخوف عليه والاهتمام الزائد به بشكل أمومي وليس شهوانيا.
حيث سعى المخرج الذي هو في ذات الوقت كاتب السيناريو طوال الوقت على الخلط بين كونهما في علاقة ظاهريا أشبه بعلاقة زوجين، فيما هما أخوان، وهذا أيضا محاولة بائسة للتشويق وإثارة الجدل بشكل متصنع، وليس احترافيا، فالغموض الفني هو غموض شفيف، وله ضرورة درامية وليس مجانيا.
ثم أنه لم يبرز لنا تفاصيل شخصيات أخرى المفترض أنها فاعلة في العمل الدرامي كشخصية محمود حميدة الذي يبدو من ملبسه أنه أشبه بمواطن أوروبي من حيث هيئته المختلفة عن سكان منطقة المدابغ بمصر القديمة، فيما لم يقدم لنا ما يدل عن ماهية هذه الشخصية وعلاقته بالأبطال هل هو شخص معتوه أم ساحر ودجال أم هو أب البطل، حتى شخصية الأم التي لعبتها صفاء الطوخي كانت باهتة وبلا ملامح، فقط تناصر أبنها في رغبته للسفر لأيطاليا، بالإضافة إلى عدم الاقتراب من كل الشخصيات المحيطة بالبطلين في مجتمعهما الصغير، التي كلها تأتي كمرور عابر، وكأن البطلين فقط هما محور الكون ويعيشان بمعزل عن حياة اجتماعية، وحتى حينما خرج المخرج خارج هذا الإطار وجعل البطلة كوكي تظهر كعاملة نظافة في أحد الفنادق، لم يقدم جديدا أو ما يساعد في تطوير الحدث أو يعطي دلالة ما، غير أن زميلاتها العاملات يأكلن ويقومن بلعن الرجال، بينما هي تتجنب هذه الجلسة وتراقب من بعيد، في أحد المشاهد أو تشارك زميلة في تدخين سيجارة والدفاع عن الرجال في مشهد أخرى، الأمر الذي يعتبره مشاهد مجانية تمثل عبئا على ايقاع الفيلم وبنائه، بل وتعكس تناقضا، لأن المخرج قدم لنا شخصية البطلة على أنها ترتدي الخمار وهو مرحلة وسطى بين الحجاب والنقاب، أى أكثر تحفظا، وبالتالي يأتي تدخينها غير منسجما مع معطيات الشخصية.
يبقي في الأخير، أن اشيد فقط بشخصية البطلة كوكي الذي كان أداؤها متميزا بصرف النظر عن هذا الفيلم المرتبك والفاقد لأبسط قواعد الفن السينمائي والبناء الدرامي، وأتصور أنها سيكون لها مكانة متميزة مع مخرج أخر يمكنه أن يبرز إمكانياتها الفنية، كما يمكن الإشادة بمصور هذا الفيلم الذي تطلب منه هذا العمل جهدا غير عادي، خاصة مع التصوير في مساحات محكومة المساحة وبها حركة مستمرة ومجاميع أو أناس عاديون.



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب -عطر أوراقي المنسية-.. شذرات سيرة ذاتية واكتشاف شاعر
- فيلم -إيلياء- ورسائله التطبيعية شديدة السذاجة والسطحية
- -ساعة التحرير دقت-.. تأريخ لحقبة منسية لا يخلو من انبهار واب ...
- مسرحية -العنف-.. صرخة لكبح الوحش المدمر الساكن داخلنا
- محمد رمضان ونجومية الفشل والاستعلاء
- مهرجان -رؤى- للفيلم القصير.. نجاح تنظيمي وملاحظات ضرورية
- -كلام عيال-.. شهادة على -مجتمع البساطة- الذي كان
- -أسبوع ويومان-.. قلق أنثوي لا يفهمه الرجل كثيرا
- -معزوفة الفقد والوجع-..تجليات رومانسية وملاحظات نقدية
- الصراع المصري السوداني الواجب احتواؤه
- لينا على والعزف بالألوان في -نبض حياة-
- خيارات أخرى للشعب العربي في وجه أعدائه
- خطابات مجانية ولا أحد يجرؤ على الانتصار لكرامتنا
- ترامب والقدس والشارع العربي
- رأفت الميهي الجدير بالاحتفاء الفني والإنساني
- مسئولو اليابان في الخارج ومسئولونا وصناعة-الصورة الذهنية-؟!
- المهرجان القومي للسينما في مصر رسب في اختبار هذا العام
- ورحل مصطفي درويش آخر الرجال المحترمين
- -طعم الحياة- في سينما اليابان
- -الرقص على الحبال-: التأرجح بين -الواقعية و-الرمزية-


المزيد.....




- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - -ورد مسموم- محاولة بائسة صنعت فيلما سطحيا بلا هوية