أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - التدخل الأمريكي في أمريكا اللاتينية!














المزيد.....

التدخل الأمريكي في أمريكا اللاتينية!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 6133 - 2019 / 2 / 2 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان سياسة الولايات المتحدة في دول أمريكا اللاتينية هي مثال واضح على الطبيعة العدوانية لنهج واشنطن تجاه هذه الدول التي ومنذ عقود تتعرض للدسائس والانقلابات التي تديرها الولايات المتحدة، ومن الادلة على ذلك ما حدث في تشيلي عام 1973، والارجنتين في عام 1976 عندما استولى الجيش – بدعم واشنطن – بقيادة الجنرال جورج رافائيل فيديلا على السلطة، بعد اطاحتهم بالرئيس ايزابيل بيرون، حيث استمر الانقلاب حتى عام 1983، في حينها قتل 30 ألف شخص، وزج بالآلاف في السجون دون محاكمات، وتعرضوا للتعذيب، وقد عرفت تلك الفترة باسم «الحرب القذرة».

ولا يختلف الأمر عندما اعلنت واشنطن نيتها في اسقاط النظام الشعبي الجديد، في نيكاراجوا وبأي طريقة كانت، وتعني بذلك اسقاط الجبهة الساندينية للتحرر الوطني التي اطاحت بحكم أناستازيو سوموزا دبايل الدكتاتوري في عام 1979م، حيث اقامت حكومة ثورية بدأت في تنفيذ برنامج واسع للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية الجذرية في مصلحة غالبية الشعب، ومن أجل اقامة دولة شعبية.

ودقت واشنطن ناقوس الخطر واعلنت – كما كتب التقدمي جيرونيمو كاريرا – على عجل ان سياسة الحكومة الساندينية تتعارض مع «المصالح الحيوية للولايات المتحدة».

وقد كتب فيليب أجي، العميل السابق لوكالة المخابرات المركزية، ان وكالة المخابرات المركزية تنوي ان تستخدم في نيكاراجوا برنامجًا لاشاعة عدم الاستقرار سبق ان اختبرت في شيلي والبرتغال وجامايكا من قبل، ولكي تمول «العمليات المعادية للساندينيين»؛ خصصت الإدارة الأمريكية 19 مليون دولار لوكالة المخابرات المركزية وحدها!

وبناء على تعليمات الرئيس الأمريكي رونالد ريجان صرفت تلك الأموال على المنظمات المعادية للثورة، وتحديداً تدريب مجموعات التخريب التابعة لسوموزا، وإلى جانب ذلك نشطت وكالة المخابرات المركزية في تنفيذ مخطط للعمليات السرية، ففي يناير 1982 اكتشفت دوائر الأمن في نيكاراجوا مؤامرة للإطاحة بحكومة الساندينيين، وهو ما حدث عندما خسرت الجبهة الساندينية بزعامة دانييل اورتيغا الانتخابات عام 1990 وقد تم ذلك بدعم واشنطن لقوى المعارضة، أي تمويل منظمة كونترا المناهضة لحكومة الساندينيستا بشكل غير شرعي من قبل الولايات المتحدة!.

نشر موقع (SASAPOST) الالكتروني (مايو 2016) تقريراً عنوانه «يد واشنطن الخفية تواصل تاريخاً حافلاً من الانقلابات في أمريكا اللاتينية» تحدث فيه عن الإطاحة «بخواو غولارت» الرئيس البرازيلي عام 1963 لانه «شيوعي صريح»، كما وصفته المخابرات الامريكية. حدث ذلك عبر سلسلة من الاحداث تولى إدارتها قائد الجيش البرازيلي وحصل على دعم الولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بغولارت، إذ كانت واشنطن تخشى من ان تتحول البرازيل إلى «صين الستينيات»، كما قال السفير الأمريكي لينكولن جوردون.

واعترفت وكالة الاستخبارات الامريكية، بأنها مولت التظاهرات في شوارع البرازيل ضد الحكومة؛ كي تتمكن من حسم المعركة وهو ما تكرر حدوثه في ابريل 2016، عندما قرر مجلس الشيوخ البرازيلي عزل «ديلما روسيف». كان الأمر اشبه بانقلاب ناعم، انهى حكم «حزب العمال اليساري» المستمر منذ 13 عاماً. وقد دعمت حملة ازاحتها عن السلطة، من قبل «الصندوق الوطني للديمقراطية» الأمريكي، وكذلك من «الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية»، كما وقفت وراء الانقلاب نخب «وول ستريت» المالية، إذ دخلت هذه المؤسسات من باب الازمة الاقتصادية للبرازيل، ولكي تعمل على فتح الطريق أمام الشركات الأمريكية العابرة للقارات، لشراء الشركات الحكومية البرازيلية!.

روسيف التي عملت على خلق توجه اشتراكي جديد، يخالف مصالح الولايات المتحدة، كان مصيرها غير بعيد عن قراءات المراقبين، قامت روسيف بما يشبه الانقلاب السياسي، من خلال تقاربها من قوى دولية تناهض الاحتكار الامريكي، وانضمامها لمجموعة «بريكس» مع روسيا والصين والهند وجنوب افريقيا، تلك المجموعة التي تعمل على كسر الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العالمي.

أما بالنسبة للتدخل الامريكي في الشؤون الداخلية لفنزويلا فحدث ولا حرج، ففي عام 1998 عندما تمكن هوغو تشافيز من الوصول إلى الحكم، بحصوله على اغلبية ساحقة من الاصوات الانتخابية، ومباشرة، بعد توليه السلطة، بدأ اليساري تشافيز في العمل على احداث تغييرات جذرية في فنزويلا، ابرزها استعادة السيطرة على شركات النفط الوطنية وفرض ضرائب مضاعفة على شركات النفط الاجنبية في فنزويلا، والتي كانت في غالبيتها شركات أمريكية، وعندما هاجم تشافيز الولايات المتحدة ووصف سياساتها بـ«الامبريالية الفاضحة» وهو ما لم يرق لواشنطن، لذلك عملت حكومتها آنذاك (الرئيس جورج بوش ووزير دفاعه رامسفليد) على تأليب الطبقة المتوسطة في فنزويلا على تشافيز، ودعم ضباط الجيش المعارضين له!.

وها هي واشنطن تستغل لأهدافها الخاصة، المصاعب الاقتصادية والتوترات السياسية في دول أمريكا اللاتينية، وما يحدث اليوم في كراكاس من انقلاب واغتصاب سلطات رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، ودعم خوان غوايدو رئيس البرلمان الذي عين نفسه رئيساً للبلاد، يُعد تدخلاً سافراً وانتهاكاً لكافة القواعد الدولية!.

قبل عامين، اتهم مادورو الولايات المتحدة بدعم محاولة انقلابية يقف وراءها عدد من ضباط سلاح الجو، في حينها قال: «مجلس في السفارة الأمريكية هو من كلف بوضع سيناريو الانقلاب»، وفي ذلك الوقت ونقلاً عن الاستخبارات الامريكية نشرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية: «انه من الممكن ان يُقال من منصبه، سواء في انقلاب داخل قصره أو حتى في انقلاب عسكري!».



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «نقمة النفط».. كيف تؤثر الثروة النفطية على نمو الأمم
- بعض توقعات ستراتفور لعام 2019
- المثقف وهاوية الطائفية!
- الإمارات وعام التسامح
- تقارير عن الفقر!
- خليل سعادة
- احتجاجات الفئات المهمشة!
- الدول النامية وأزمة الاستدانة!
- عن منتدى جمعية المرأة البحرينية
- اعيدوا النظر.. انتخبوا الأكفأ
- عن الكوتا النسائية
- حول انسحاب واشنطن من المعاهدة النووية!
- الفساد والفساد السياسي!
- عن دور المرأة في الحياة السياسية
- من هو البرلماني الذي نريد؟
- التحول الديمقراطي والصراعات الداخلية!
- تساؤلات حول العنصرية
- علاقة الموسيقى بالتربية
- دولة الإمارات وتقرير التنافسية
- سمير أمين رحلة طويلة من العطاء


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - التدخل الأمريكي في أمريكا اللاتينية!