كفاح حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6132 - 2019 / 2 / 1 - 21:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
واحدة من الأخطاء التي اعتدنا عليها في اليسار العراقي هي اننا نعتبر ان القائد اليساري قادر ان ينسجم مع مختلف الظروف و المهام في نفس المستوى و الكفاءة و المقدرة..
فجيلنا الذي انخرط في العمل السياسي في مطلع السبعينيات.. عاش مع نفس القادة الذين عملوا على بناء جبهة هشة مع البعث.. و من ثم قادوا الشردة العشوائية إلى خارج البلد.. و بعدها وضعوا نفسهم قادة للحركة المسلحة ضد النظام الذي سبق أن تعاونوا معه.. و من ثم قادوا أغرب عملية لنقلنا إلى بلدان اللجوء و استجداء المساعدات المذلة.. بعد أن قضينا عمرا طويلا في إدانة اللجوء و اللاجئين.. و نفس هذا الكادر يقود الحزب بعد سقوط بغداد و إلى حد اليوم..
خلال فترة وجودنا في الغربة و بلدان اللجوء.. شاهدنا ان الأحزاب تعمل على تحديد مهام مرحلية لقادتها.. يتركون مواقعهم القيادية بعد إنجازها.. و بذلك يحتفظ كل حزب بحيويته و نفوذه و جماهيريته.. و بذلك يكون العمل القيادي عمل محدد بهدف و وقت محدد.. كما أن هذا التناوب يساعد كل حزب على المحافظة على ضخ دماء و أفكار جديدة لقيادة الحزب.. و يسهل من عملية اختيار الكادر القيادي المناسب لكل مرحلة..
و في نفس الوقت تحافظ هذه الأحزاب على نزاهة و سمعة قادتها و كوادرها.. و هذا لا يتم بالدفاع الأعمى عنهم.. بل اللجوء إلى مواقف حازمة ضد من تدور حوله الأحاديث و الشكوك..
فمثلا.. كانت توجد في قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي الكادرة المجربة مونا سالين.. و قد رشحت لمنصب قيادة الحزب.. و لكن بعض الصحف اليومية.. لاحقتها في حياتها الخاصة .. و وجدت فيها مخالفات لقواعد الصرف الحكومي على مصاريف شخصية.. فلم يتردد الحزب في سحب مقترح ترشيحها لقيادة الحزب بالرغم من كفائتها لهذا المنصب..
و كذلك حدث مع حزب اليسار السويدي ( الشيوعي سابقا) حيث كانت تقوده القائدة الناجحة كوردون خيما.. و استطاعت أن تحقق نجاحات تلو النجاحات للحزب.. و أصبح تحت قيادتها ثالث أكبر حزب في السويد.. و في عز نجاحاتها.. كشفت الصحافة المحلية من انها قامت سهوا بمخالفة ضريبة.. و كلفتها هذه السهوة موقعها الحزبي القيادي بالرغم من حاجة الحزب الماسة لها..
فالحزب فوق الأشخاص و الارتياحات.. و ليس لأي شخص امتياز او فضل خاص.. و مصلحة الحزب اذا تطلبت في حجب كادر قيادي عن موقعه القيادي.. فينبغي أن يتم ذلك بدون تردد.. حرصا على الحزب و على الكادر الحزبي حتى و ان كان قرار حجبه سيفقد الحزب كادرا مجربا.. فسمعة و نزاهة الحزب هي المهمة..
#كفاح_حسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟