أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - الكوميديا التراجيدية العراقية!














المزيد.....

الكوميديا التراجيدية العراقية!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1526 - 2006 / 4 / 20 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بلغ الوضع السياسي العراقي مستوى تمتزج معه المأساوية بالكوميديا ولكنها كوميديا لا تضحك. وتلكم عجيبة أخرى من عجائب العراق!!
لا يمكن وصف استمرار أزمة السيد الجعفري أربعة شهور بغير مسرحية تراجيدية غرائبية، من جهة إصرار أحد السياسيين ومن رشحوه على ترشيح لا يلقى اتفاق قوى وطنية أخرى. ليست القضية قضية شخص الدكتور الجعفري، المعروف بنزاهته الشخصية، ولكنها قضية تشبث بالمنصب بينما البلد يحترق؛ ولو كان المرشح قمة المواهب وعبقري العباقرة، لكان عليه وعلى الائتلاف أن يحترموا إرادة العراقيين الآخرين ويراعوا خطورة الأوضاع ومستلزمات التصدي لعلاجها، فيتنازل تضحية منه من أجل المصالح العليا للشعب. ولو كان الدكتور الفاضل قد فعل ذلك لارتفع قدرا لا سيما والطريق مفتوح أمامه في العمل السياسي والقيادي، علما بأن الظروف العراقية في حركة دائمة. والغرائبية الكوميدية التراجيدية أيضا في الانتقال للنجف لدى المرجعية الشيعية لإيجاد حل ما! إذن فلماذا الانتخابات والبرلمان أيها الساسة المحترمون؟!
كثيرون من الوطنيين المخلصين قد كتبوا ما أكتب، دون أن يكون لأحدهم موقف شخصي من مرشح الائتلاف؛ وكثيرون قبلنا كتبوا أن المثال الذي يقدمه الائتلاف في هذا الموضوع والتشبث الشخصي بالسلطة يعطيان صورة قاتمة جدا عن عراق اليوم ومستوى قياداته، التي لم تعرف ولا تعرف كيف تتصرف بالحرية التي قدمت لشعبنا في التاسع من نيسان.
لقد تشبث صدام بالسلطة لآخر لحظة برغم تهديدات المجتمع الدولي التي ظنها غير جدية، وثمة طغاة ورؤساء دول يظلون متشبثين بالسلطة وكأنها ملك شخصي وعائلي، كما الحال مع العقيد والأسد وحاكم مصر. فهل على القيادات العراقية الحاكمة الاقتداء بهؤلاء، أم بزعماء الدول الديمقراطية الغربية، الذين يخضعون للمراقبة الشعبية ويتنازلون عن طواعية عند الفشل الانتخابي أو الخطأ الفادح، الذي يخرق سلامة الدولة أو مبادئ الديمقراطية؟
لو كانت حكومة السيد الجعفري قد نجحت في تحمل مسؤولياتها، لقلنا إن الإصرار على رفض ترشيحه ثانية هو تجن وغير مسؤول. أما الحقيقة، فهي أن حكومته فشلت في ميدان الخدمات، كما في القضية الأمنية، بينما زادت الطائفية انتشارا، وانطلقت المليشيات لتعبث بالأمن والقانون باسم الرد على الإرهابيين المجرمين الذين يتعمدون إبادة الشيعة جماعات لإضرام نار حرب طائفية واسعة، هي قد بدأت في الواقع تدريجيا وتهدد بالاتساع لحرق البلد كله.
أين إذن احترام القانون والدستور وسيادة القانون؟ وهل فرق الموت والسجون السرية الجديدة رد صحيح على جرائم الإرهابيين وطريق فرض الأمن، أم إنها تزيد الأمور تدهورا، وتفاقم من ظاهرة الرعب العام، وتفقد المواطنين كل ثقة بالقيادات الحاكمة؟!
مرة أخرى، سيهب من يهب لتوجيه الاتهامات لكل انتقاد سياسي لقيادات أحزاب الائتلاف والمليشيات، ولكن الحقائق لا تطمسها الاتهامات والتقولات، وإن الحريص حقا على مصالح العراقيين، وعلى مصالح شيعة العراق بالذات، يكون من واجبه التنبيه والتحذير والنقد لأنه ما من إنسان أو قائد أو حزب يتمتع بالعصمة! ولكن يبدو مع الأسف أن مسلك بعض القيادات العراقية تطبيق لما قاله الإمام علي [ع]: " ما أكثر العبر وأقل الاعتبار!"



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطرف الإسلامي والعدوان على الآخرين..
- في فرنسا: عودة لجريمة حرق سوهان..
- اليسار الفرنسي والعنف..
- العراق وإيران: من مفتاح من ؟!
- 31 آذار: ذكرى ميلاد حزب ديمقراطي علماني..
- تركات وأخطاء تهدد باغتيال 9 نيسان!
- فرنسا بين 1968 و2006، وهيمنة نزعات المحافظة..
- تحية للشعب الكردي في عيد الربيع والكفاح..
- في فرنسا: الشارع في مواجهة الإصلاح والبرلمان!
- العاشقان الراحلان: العراقي والبغدادي!
- المأزق الخطير والتقارير المرعبة!
- إنقاذ العراق مسؤولية الجميع..
- لو كانوا حكماء، لتشكلت حكومة طوارئ مستقلة..
- الوضع العراقي من خارج العراق..
- أطفئوا مواقد الإرهاب والفتنة بدل صراع الكراسي!
- آراء في صحف غربية عن الإسلام السياسي في الغرب..
- مواقف ووجهات نظر فرنسية.[2-2
- الحرب -الصليبية الجديدة!
- الغرب أمام التطرف والإرهاب الإسلاميين..
- نساؤنا وعام المرأة..


المزيد.....




- استطلاع لـCNN يكشف موقف الناخبين الأمريكيين من بقاء بايدن في ...
- -خرج منها رجل يحترق-.. شاهد ما حدث بمركبة ترفيهية لعائلة قبل ...
- غالانت: نوجه ضربات موجعة لحزب الله كل يوم والدبابة التي تخرج ...
- أبرز المعلومات عن وزير الدفاع المصري الجديد
- زاخاروفا تعلق على انجراف كلينتون في المؤامرة ضد ترامب
- -هل تصدى الدفاع الجوي المصري لصواريخ باليستية-.. تساؤلات في ...
- بوتين: العلاقات الروسية الصينية تمر بأفضل فترة في تاريخها
- -كتائب القسام- تبث لقطات لكمين محكم ضد جنود وآليات الجيش الإ ...
- الزيارة الأولى من نوعها منذ 6 سنوات.. رئيس الوزراء العراقي ي ...
- مقتل قيادي في -حزب الله- وغالانت: مستعدون لمحاربته إذا اضطرر ...


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - الكوميديا التراجيدية العراقية!