أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد علاوي - يا أيها السلطتين التشريعية والتنفيذية: هل حفظتم الأمانة















المزيد.....

يا أيها السلطتين التشريعية والتنفيذية: هل حفظتم الأمانة


ماجد علاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6129 - 2019 / 1 / 29 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يا أيها السلطتين التشريعية والتنفيذية: هل حفظتم الأمانة
قانون شركة النفط الوطنية لم يحتو على مادة دستورية واحدة!!
ماجد علاوي
عند سن أي قانون أو تشريع أو نظام هناك "كليشة" تتكون مواد شكلية إجرائية لا بد من ذكرها مثل التعاريف أو إلغاء العمل بالقانون السابق أو إضافة عبارة ان القانون لا ينفذ إلا بعد نشره في الجريدة الرسمية. وهناك أيضا مواد تنظيمية تخص تنظيم العمل الداخلي لما شرع له القانون في حالة تشكيل هيئة أو دائرة أو شركة، حيث يجب تحيد مهام الرئيس وحدود رأس المال والهيكل التنظيمي..إلخ. أما ما تبقى، فهي المواد الجوهرية في عمل وأختصاصات ومهام ما شرع القانون لأجله وإطار عمله.
وعند النظر إلى قانون شركة النفط الوطنية من هذه الزاوية وعلى ضوء قرار المحكمة الاتحادية العليا يتبين هول مصيبتنا وبؤس الواقع في المؤسسات المسؤولة عن السهر على صيانة الدستور، رئاسة الجمهورية والهيئة التشريعية والسلطة التنفيذية.
يتكون قانون شركة النفط الوطنية من 21 مادة.
8 مواد منها شكلية (المادة 1: التعاريف، المادة 2: تأسيس شركة، المادة 10: التزام الشركة بالسياسة العامة للدولة، المادة 14: تنظيم حسابات الشركة، المادة 15: إلغاء القانون السابق، المادة 19: ممارسة النشاط خلال ستة أشهر، المادة 20: عدم حل الشركة إلا بقانون، المادة 21: ينفذ هذا القانون بعد نشره في الجريدة الرسمية).
وهناك 4 مواد أخرى تنظيمية شبه شكلية ( المادة 5: رأسمال الشركة، المادة 6: الهيكل التنظيمي للشركة، المادة 9: المهام الإدارية الداخلية لرئيس الشركة، المادة 17: تملك العقارات التي تحتاجها الشركة.
وعلى هذا يتبقى 9 مواد ( المادة 3: أهداف الشركة، المادة 4: وسيلة تحقيق أهداف الشركة، المادة 7: صلاحيات رئيس الشركة ، والشركات التي ستلحق بها، المادة 8: مهام مجلس الإدارة، المادة 11: الاستقطاع من الأرباح، المادة الكارثة 12: الإيرادات وتوزيع الأرباح، المادة 13: استثناء العاملين من قانون الرواتب، المادة 16: استثناء الشركة من مجموعة قوانين، المادة 18: مساهمة الشركة في تنمية القطاعين الزراعي والصناعي) هذه المواد تم الحكم بعدم دستوريتها جميعا بلا استثناء لمخالفتها مواد الدستور، وكما يلي:
المادة 3 من القانون (مهام الشركة) لتعارضها مع المادة 112 بفقرتيها أولا وثانيا والمادة 114 لسلبها صلاحيات الحكومة.
المادة 4 الفقرتان ثالثا وخامسا (تسويق النفط).. لتعارضها مع المادة 112 (صلاحيات الحكومة)
المادة 7 أولا (ان يرأس الشركة موظف بدرجة وزير) لتعارضها مع المادة 62 ثانيا
المادة 7 ثانيا – ح – (احتواء شركة تصدير النفط "سومو") لتعارضها مع الدستور (المادة 110 أولا وثالثا)
المادة 8 من القانون (مهام مجلس إدارة الشركة) لتعارضها مع مواد الدستور 78 و 80 و 112
المادة 11 من القانون (استقطاع الشركة كلف التشغيل والاستثمار مباشرة من حساب وزارة المالية لدى البنك المركزي) لتعارضها مع مواد الدستور 78 و 80 و 111 و 112
المادة 12 من القانون (الإيرادات المالية للشركة وارباحها وتوزيعها) لتعارضها مع مواد الدستور 78 و 80 و 106 و 111 و 112
المادة 13 من القانون (نظام حوافز لا يخضع للقانون العراقي) لتعارضها مع الدستور المادة 62 ثانيا..
المادة 16 من القانون (استثناء الشركة من القوانين العراقية) لتعارضها مع الدستور المادة 5 التي لا تجيز الغاء قانون بنظام او تعليمات
المادة 18 سادساً من القانون (اسهام الشركة بتنمية القطاع الزراعي.. الخ) لتعارضها مع الدستور المادة 78 و 80
أي أن القانون خالف الدستور بموجب قرار المحكمة الاتحادية، 23 مرة في تسع من مواده، أكرر خالف الدستور 23 مرة في تسع من مواده (خالف المواد الدستورية: المادة 112: 6 مرات، المادتين 78 و80: 4 مرات لكل منهما، المواد 62 و 110و111: مرتين لكل منها، المواد 5 و106 و 114 مرة واحدة لكل منها).
وهذه المواد التسعة المنقوضة وبخاصة المادة الكارثة 12: (الإيرادات وتوزيع الأرباح) هي جوهر القانون وغرضه والإطار الذي ينظم عمل واختصاصات وصلاحيات الشركة، أي باختصار هذه المواد هي القانون وباقي المواد أطار وزخرف له. وهنا المصيبة الكبرى، والفضيحة التي أشار إليها الأخ صائب خليل.
هل يعلم أي متابع بوجود سابقة فضيحة تشريعية مثل هذه في أي بلد من بلدان العالم!!
أن الأنسان ليحار كيف مررت الهيئة التشريعية بالإجماع قانونا جميع مواده غير دستورية وتخالف الدستور في 23 موضع منه. وأقول بالاجماع حيث لم نسمع عن نائب واحد تذكر ما أؤتمن عليه عند التصويت، وصوت ضد القانون. وأتمنى صادقا أن تكذب سجلات المجلس ظنوني.
أما ذلك الرئيس الذي صدع رؤوسنا بسهره على الدستور، وتحفظاته في المصادقة على الكثير من القوانين بحجة دراسة دستوريتها، فإنه لم يتورع عن المصادقة على القانون في نفس الليلة التي استلمه فيها، ولم يلحظ هو أو خبراؤه الدستوريون واحدة من 23 مخالفة للدستور بحكم أعلى هيئة قضائية.
ولم يكن موقف السلطة التنفيذية ممثلة بمجلس الوزراء بعد تشريع القانون غير المماطلة حتى في إبداء الرأي في قانون أكل من سلطاتها الدستورية وجعل كل السياسة المالية للدولة تحت رحمة وقرار هيئة غير منتخبة. ولم تتحرك وتبدي رأيها إلا بعد بعد إقامة دعوى الطعن بالقانون، وبعد أن اضطرتها المحكمة على ذلك بإدخالها لمجلس الوزراء كطرف ثالث في الدعوى. ولم يكن أمامها من خيار إلا الطعن بدستورية المواد الأساسية في القانون، الذي كان سيشل عمل الحكومة ويجعلها تحت الوصاية المالية للشركة، فأوعزت عندئذ رئاسة الوزراء لوزارة المالية والبنك المركزي بالطعن في دستورية القانون. ولكن فيما بعد حاول ممثل رئاسة الوزراء في الجلسة قبل الأخيرة تأجيل اتخاذ المحكمة لقرارها في الدعوى متحججا بتقديم دراسة جديدة من قبل رئاسة الوزراء، فأمهلته المحكمة لتقديمها قبل الجلسة التالية، إلا أنه لم يقدمها متعللا بمشغولية الرئاسة بتشكيل الحكومة. ولم تاخذ المحكمة هذه المرة بهذه الأقوال، وأصدرت قرارها التاريخي بعد تسعة أشهر طويلة من الأخذ والرد، تناهبتنا فيها الهواجس الحقيقية والمتوهمة.
فيا أيها السلطتين التشريعية والتنفيذية، لقد استحفظتم أمانة السهر على حماية الدستور...فهل حفظتم الأمانة؟
الجواب في قرار المحكمة الاتحادية ...
ولولا هذا القرار التاريخي، لأخذ القانون طريقه إلى التطبيق ولبدأنا مسيرة الآلام التي تتقزم أمامها كل مصائبنا السابقة، مسيرة إعادة تكوين دويلات المدن العراقية المتقاتلة التي رسمتها القوى التي كانت وراء القانون، وشتان ما بين دويلات مدن متقاتلة كانت صاعدة في مرحلتها التاريخية، وبين الارتكاس المبيت إلى الهمجية.

29/1/2019



#ماجد_علاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطعن القضائي بقانون شركة النفط الوطنية بالدعوى 71/اتحادية/2 ...
- الطعن القضائي بقانون شركة النفط الوطنية بالدعوى 71/اتحادية/2 ...
- الطعن القضائي بقانون شركة النفط الوطنية هو أول الطريق للتصدي ...
- ليس دفاعاً عن د. سمير أمين
- تأبين الرفيق ابراهيم علاوي


المزيد.....




- مقتل يحيى السنوار.. CNN حللت فيديو لحظة مقتلة وهذا ما وجدته ...
- تحذيرات طبية بشأن الإفراط في تناول الباراسيتامول
- كيف تطورت الكلاب لتلبية احتياجات البشر؟
- اكتشاف عوالم حيوانية مزدهرة تحت قاع البحر!
- بماذا سيضحي أردوغان لقبول دولته في -بريكس-؟
- خبير ألماني يتوقع تقليص الإنفاق الأوروبي على أوكرانيا
- عقب مقتل السنوار.. بلينكن يشدد لنظيريه القطري والسعودي على ض ...
- صحة غزة: 1206عائلات فلسطينية مسحت من السجل المدني خلال عام م ...
- هاريس تدافع عن سياستها.. وجمهوريون ينتقدون أداءها
- مساعدات أميركية لكييف تزامنا مع إعلان -خطة النصر- الأوكرانية ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد علاوي - يا أيها السلطتين التشريعية والتنفيذية: هل حفظتم الأمانة