أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير الخويلدي - هل يمكن للفلسفة أن تغير الواقع؟














المزيد.....

هل يمكن للفلسفة أن تغير الواقع؟


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 6123 - 2019 / 1 / 23 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" الفلاسفة يكتفون بتأويل العالم في حين أن المطلوب هو تغييره" - كارل ماركس

لم تكن الفلسفة سوى آثار محفوظة في كتب ومؤلفات وسير ذاتية لشخصيات يرويها الناس بصورة تقريبية مع إضافة بعض الأساطير لبطولات وهمية وقدرات خارقة ومع تنقيص لمواقف متخاذلة وخيانات جبانة.لم تستمر الفلسفة إلى اليوم سوى في صورة دروس رسمية في المؤسسات التربوية وعدة حلقات نقاش في بعض المنازل الثقافية وفي شكل محاضرات علمية ومسامرات فكرية يلقيها بعض من البحاثة هنا وهناك. تحولت الفلسفة بصيغة المفرد وبصيغة الجمع إلى ترف معرفي وتراوحت بين صناعة ذكورية وهواية نسوية يزدريها العامة ويسخر منها الخاصة ويتأفف من شرها الحكام ويحذر من تدخلها القاصي والداني. على الرغم من ذلك تواصل الفلسفة طريقها وتنحت من ذاتها كيانها المستقل سائرة حول كوكبها الدري في نصوص بلورية مكتوبة بلغة بركانية تنادي بمواقف انفجارية وتستهدف زعزعة الاستقرار وتغيير الواقع. لكن كيف تقدر الفلسفة على الواقع وهي لم تغير نفسها ولم تحاول تغيير الذات الطامحة للتغيير الجذري؟ ومتى يتم اعتماد الفعل الجماعي الموحد في التغيير والانتقال من الانطواء الفردي الى الوحدة التاريخية للقوى المناضلة على الصعيد الاجتماعي؟
يحتاج الواقع اليوم إلى فلسفة مختلفة وعقل تطبيقي وسلاح ثوري ويستوجب هذا العصر المتقلب فكرا مركبا ومنهجية متعددة وسبر للأغوار وخوض يومي للمعارك الشرسة مع الرداءة والابتذال والعار.التغيير سنة الكون ومحرك التاريخ ومطلب الشعوب وموقظ المجتمعات ويقتضي التعديل والإصلاح والاستكمال بالاسترجاع والعودة الى الذات ولكنه يتطور نحو الثورة والانقلاب والتفكيك وإعادة البناء. من المفروض أن يتم الاعتداد للتغيير الذاتي على المستوى الفلسفي في مرحلة الأولى وتبرز للعيان فلسفة ثورية متربصة ويقع الاشتغال على الذات الفاعلة بالالتزام والمثابرة على المعرفة والعلم وعلى العمل والإبداع وتصرف كل المجهودات في اتجاه بناء الذات الجماعية بشكل ثوري عن طريق التنوير والأنسنة. غير أن تغيير الواقع مهمة شاقة قد تستغرق أجيال بأسرها وتتطلب التضحية بحياة كاملة بالنسبة للأفراد وتبدأ بتغيير الأنفس البشرية والذهنيات بالتربية الجمالية والثورة الثقافية والإعداد الروحي والبناء العقلاني وتنزل إلى المستوى المادي بعد التمكين على المستوى الرمزي وتتوغل في المجتمع عن طريق الاتصال الجماهيري بالوسائل الحديثة والتعبئة السياسية والتنظيم النقابي والتنشيط الحقوقي والتدريب الجمعياتي. اللافت للنظر أن التغيير الفعلي يسبقه استبدال في رؤية الإنسان للعالم القديم وتبني رؤية جديدة لعين الذات والعالم الذي يسكنه وإصرار على المشاركة في صناعة المستقبل والتوجه التشاركي نحو بناء العالم الجديد والتخلي الطوعي عن سلبيات الماضي وأمراضه وكل أشكال الانغلاق والتعصب والتسلح بالفكر الايجابي وإرادة العيش المشترك ومقاومة الارتداد والتبعية والتخلف وإبداع شكل جديد للحياة والتغلب على الحتمية. لا يقتصر التغيير على الوعي والثقافة والبنية الفوقية والقوانين وإنما يشمل وضع العمال والنساء والفئات الهشة والقضاء على التفاوت بين الطبقات وتكريس المساواة واجتثاث الفقر من جذوره واحترام الكرامة. ليس الوعي هو الذي يحدد مصير الإنسان بل الظروف المادية هي التي تحدد الوعي ، وبالتالي فإن الوعي نتاج اجتماعي ولكن المرء عن طريق تحويل البراكسيس الفردي إلى براكسيس جماعي وبالعمل الخلاّق يمكنه أن سيطر على محيطه الطبيعي ويكتسب الإرادة الفعلية على الأشياء ويقدر على تغيير أحواله. لكن لماذا يترتبط تغيير الأوضاع المادية للعالم دائما باستبدال التصورات القديمة له بتصورات ذهنية جديدة؟
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيادة من حيث هي اقتدار عمومي
- الآداب التعاونية على التآزر والتأمين
- مطلب المقاومة بين الحق والواجب
- الثورة في تونس بين المتحاملين عليها والمتمسكين بها
- العقل الفلسفي بين التكوين والبنية
- الوجود الحضاري الغربي بصدد التفكك
- أشكال اكتساب الثروة واستعجال الحوكمة
- حركة السترات الصفراء وربيع باريس
- التفكير النقدي في العقلانية المعاصرة
- الأنثربولوجيا بين التبشير بالتنوير ومناهضة الاستعمار
- متاهات مابعد الفلسفة
- الثنائية في المنهج الديكارتي
- دواعي شجب حنة أرندت للأنظمة الشمولية
- ارتدادات الثورة العلمية على الصناعي والرقمي
- الرد على تحديات المستقبل من خلال قراءة غرامشي لماركس
- طرق الانعتاق من الكولونيالية عند سيزار وفانون
- الدرس الافتتاحي للفلسفة في عيدها العالمي
- التزام الثقافة بالتغيير الاجتماعي
- وظيفة المثقف في الحالة المجتمعية
- الخطابة الجديدة بين اعتباطية الآراء ودقة البرهنة


المزيد.....




- نجوم مسلسل -شارع الأعشى- يلتقون الجمهور في العيد
- كورى بوكر يحطم الرقم القياسي في مجلس الشيوخ بخطاب استمر 25 س ...
- قتلى وجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي طال عيادة تابعة للأون ...
- مقتل عشرات الغزيين بقصف مكثف بعد إعلان إسرائيل توسيع عملياته ...
- عبر الخريطة التفاعلية.. الجيش الإسرائيلي يوسع عمليته العسكري ...
- استمرار عمليات البحث عن ناجين وسط الدمار الذي خلفه زلزال ميا ...
- مظاهرات تمتد من الولايات المتحدة إلى أوروبا لإسقاط تسلا
- تداعيات حرمان لوبان من الترشح على المشهد السياسي الفرنسي
- أميركا تدرس مقترح التفاوض الإيراني وتعزز قواتها بالمنطقة
- غارات أميركية على اليمن والحوثيون يستهدفون ترومان مجددا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير الخويلدي - هل يمكن للفلسفة أن تغير الواقع؟