أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ساطع هاشم - نافذة صغيرة على الزمن














المزيد.....

نافذة صغيرة على الزمن


ساطع هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 6123 - 2019 / 1 / 23 - 12:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



لا احدا يعرف ما هو الزمن، وهذه حقيقة تؤكدها كل الإذاعات والتلفزيونات والتلسكوبات الأرضية والفضائية، وكل من قال عكس ذلك فهو خبر في كان، والسبب لانه لا يوجد تعريف أصلا لماهية الزمن، فالعلماء يقولون اننا نستعمله لكننا لا نعرف ماهو.
فهل هو الزمن الشخصي للفرد يعني الساعة الداخلية للكائن الحي التي تبدأ بالعد عند الميلاد وفي كل عام يتهدم جزء منا فيذبل وينتهي وتتوقف بالموت؟ أم هو الزمن الكوني الذي يتمدد ويتقلص مع المكان المنسوج بداخله؟ او زمن ساعة اليد والجيب والمؤقِت الذي يوقظنا صباحا؟
ابن سينا اعتقد بان الزمن موجود في أدمغتنا فقط وليس خارجها ويقوم على أساس التوقعات والذكريات، وبعد سبعة قرون قال سبينوزا بان قياس الوقت والإعداد، كلها لاشيء سوى وسائط تفكير او بالأحرى خيالات
وعلى ما أعرف فان لكل واحد منا زمانه الخاص وساعته الخاصة وتبدأ عندما يكون مربوطا الى رحم أمه بحبل الصرة وتنتهي عندما يربط في اخر يوم من حياته بحبل المشنقة اذا كان عراقي، او بحبل التابوت لغيرهم من الاجناس البشرية وتدفن ساعته معه الى ابد الابدين، ثم يتم العثور على هذه الساعة بعد آلاف السنين بواسطة تحليل عنصر الكاربون رقم 14 الموجود بالعظام، فهذا النوع من أنواع الكاربون هو الذي يتم بواسطته تحديد إعمار العظام البشرية والحيوانية المنقرضة، وهو الوسيلة التي عرف من خلالها الاذكياء بالعالم الغربي عمر الغباء في العالم الشرقي، وربما لهذا السبب قال شيخ المتصوفين ابو اليزيد البسطامي قبل الف عام عندما مر بأحدى المقابر مخاطبا ربه: عِظامٌ جَرت عَليها القضايا كُفَ عنها.

اذاً فهل هو الميلاد او الحياة ثم الفناء؟ هل هو الخط الصاعد من الماضي الى الحاضر نحو المستقبل؟ حيث ان فكرة الزمن وكأنه تيار مثل النهر يسير نحو الامام من الماضي ليس الا وهما، لاننا لا نستطيع ان نراه او نلمسه، ولا حتى ان نصف شكله، وقد طرح بعض الاذكياء السؤال التالي: وإذا لا يتدفق الزمن مثل التيار المائي إذا فماذا يعمل؟ ويجيبون ان من المحتمل انه لا يفعل شيئا.

غير ان الحالمين من مثلي وأمثالي يقولون: ان الزمن هو أعظم طبيب، يجبرنا على الصبر، يسلينا بالماضي والتاريخ لنتعلم منه والحاضر لنتذوقه والمستقبل للاماني وهو دائما يسمح باللحظات السعيدة وليس بالأسابيع او السنين السعيدة، ويعلمنا ان كل شيء مصيره الزوال بعد انقضاء وقته والذكرى قد لا تزول، وهكذا سنبقى ونشهد نهاية غيرنا، وفي المساء سننتهي وسيشهد غيرنا رحيلنا، ونبقى ابد الدهر كل ما نقوله ونفكر فيه ونعتقد به لا نعرف عنه شيئا وربما لن نعرف أبداً لان لا أساس له من الصحة.

ربما سأقضي عامي هذا حتى نهايته مع هذه الازمنة، لان الزمن العلمي والزمن العملي غير قابل للعودة الى الوراء، عكس الزمن الشخصي او زمن الذاكرة الذي لا يريد التقدم الى الامام، اقصد زمني الأجرد الذي علمني بأن الفن يجب ان يعلو على التجارة وعلى نهاية الزمان.



#ساطع_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقيدة اللون الاخضر
- حديث اللوحة
- حصان الثورة
- الصورة في مجتمع يكره الصورة
- تأملات في الذكرى المئوية لثورة اكتوبر البلشفية
- الزوال , السرعة , والميكانيكا الكلاسيكية
- العباءة السوداء والعمامة السوداء
- التقدمية وخيبة الامل الحديثة
- جواد سليم في معرض للمخابرات المركزية الامريكية
- من دولة الخروف الاسود الى دولة العمامة السوداء
- ربع قرن في تدمير العراق
- عوالم الانسان الحي
- حرب الالوان العالمية
- الاله اشور ملحمة ومأساة جديدة
- الفن واختراع الكتابة والقراءة
- البعد الرابع في الثقافة والتفكير العالمي المعاصر
- وسط هذا الصخب
- الاحمر والاسود والاول من ايار
- الوظيفة الاجتماعية والفكرية للالوان
- فنان الحواس المعانة محمود صبري ..وداعا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ساطع هاشم - نافذة صغيرة على الزمن