أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الاغظف بوية - الأحزاب المغربية وأزمة الثقة














المزيد.....

الأحزاب المغربية وأزمة الثقة


محمد الاغظف بوية

الحوار المتمدن-العدد: 6122 - 2019 / 1 / 22 - 23:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعيش الأحزاب والهيئات السياسية المغربية في أصعب الظروف وأحلكها، وتعاني من غياب الدعم الشعبي لها، بل ويتجه الشعب نحو القطيعة معها، بشكل يصعب لهذه الأحزاب فهم ما يحدث وما يقع.
وتعود أسباب عدم الفهم إلى غياب الأحزاب عن مواقعها الشعبية، بل وتخلي بعضها عن القواعد، حيث لا يزور قادتها مواقعهم إلا في فترة الانتخابات، أو أية استحقاقات لها أهمية بالغة للأحزاب.
في اللقاءات الحزبية، وعلى الرغم من الاستنفار الإعلامي، تملأ قاعات التجمعات فقط بالأطفال والنساء. وغالباً ما يردد الحضور شعاراتٍ لا علاقة لها بالحزب. وهذا يدل على المأزق الكبير الذي وصلت إليه الأحزاب الوطنية. وقد يستثنى حزب العدالة والتنمية، إذ ينجح عادة في استنفار قواعده، لكنه أصابه الفتور، وباتت قواعده تنسحب وتبحث عن مواقع لها بعيداً عن حماسة زائدة لم تزد الحزب إلا تباعداً من قواعده، مع استمرار قيادة الحزب في ترسيم خطط للاستمرار في الحكم، على الرغم من ضعف الأداء، وكثرة الانتقادات التي توجه إلى قادة الحزب التي عادة ما تمس سلوك بعض قادته.
يصر مناضلو الحزب على تصوير ما يقع في دهاليز الحزب بأنه مؤامرة خارجية، ولا يغيب عن أذهانهم مأزق اليسار المغربي، وكيف تم تفكيكه. لكن المقارنة تبقى مفضوحة، بل لا مقارنة مع وجود الفارق، فاليسار الريديكالي كان في أوج قوته، والنظام السياسي استغل الخطاب السلفي المناهض للتيارات التقدمية. وفعلاً، أسهمت جماعات وحركات إسلامية، باستثناء جماعة العدل والإحسان، في مواجهة اليسار والحركات النقابية.
يمر حزب العدالة والتنمية بأخطر أزمةٍ قد تعصف بتماسكه، ولن تمر احتجاجات مناضليه ضد تصرف قيادة الحزب في قضايا، منها محاكمة حامي الدين المتهم بقتل طالب يساري، وهي المحاكمة التي تجري أطوارها في إحدى محاكم فاس. كذلك سلوكات بعض نشطاء الحزب الذين اتهموا بالازدواجية في السلوك.
وإذا كان حزب العدالة والتنمية يعاني من أزماتٍ حادة قد تعصف بتماسكه، فإن أحزاباً أخرى تعاني في صمت، ومنها من ينتظر إعلان موتها، أو نهايتها السياسية، لكن التجربة الحزبية المغربية لا تعرف موتاً، ونهاية، وإفلاساً لحزب ما، بل يظل الحزب حياً حتى لو بقي حبراً على ورق. فعلى سبيل المثال، لا الحصر، يعد حزب التقدم والاشتراكية أقل الأحزاب وجودا في الساحة، ومخاطبيه قلة. ولكن في الخريطة الرسمية يشارك الحزب في الحكومة، ويملك قوة نافذة وسط التحالف الحكومي. وهذا لا يستغرب على مثل هذا النوع من الهيئات الضعيفة التي لا تستند على قاعدة شعبية، بل تكون مدعومة من اتجاهات ترى في وجودها ضرورة لبناء نوع من التحالفات المتحكم فيها.
تستمر الأحزاب السياسية في المغربفي فقدان قاعدتها الشعبية، والتفكك يهدد عديدا منها. وحالة حزب الاستقلال الذي يظل منهمكاً في ترتيب بيته الداخلي الذي أنهكته الصراعات المناطقية والجهوية، وهو الحزب الذي فقد بريقه، بعد القطيعة مع القيادات التاريخية، بعد سيطرة قيادات قليلة الخبرة، وذات ممارسات سياسية "بسيطة".
يسير الواقع الحزبي في المغرب نحو فقدان هذه الأحزاب قواعدها. وفي المقابل، تحاول هيئات أخرى كسب معركة الشارع لصالحها، فلا أحد يتكهن بواقع الممارسة الحزبية، فبين أحزاب تنخرها وضعيات عدم الاستقرار الأخلاقي، وأحزاب تواصل البحث عن موقع قدم وسط شارع مل الشعارات، تغيب الأيديولوجيا، وتنهار القيم السياسية الوازنة التي كانت تجعل المواطن البسيط يحلم بتغييرٍ يأتي على أكتاف أحزاب مناضلة، لكن الواقع السياسي يكشف أن أحزابا كثيرة اهتمت فقط بإيجاد موطن لها في حكم ديمقراطي، يسعى إلى التغيير بآليات لا شعبية.



#محمد_الاغظف_بوية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الذكر عند المتصوفة الشيخ ماءالعينين نموذجا
- خطاب يكره الذات ..الارهاب
- العيون : يوم دراسي حول - الوظائف البيداغوجية والديداكتيكية ل ...
- سلبية العربي في ظل الاستبداد العربي
- الاتجاهات الدينية المسيسة والكذب على الجماهير
- الصيف في المغرب.. الشواطئ والزوايا
- مهازل العرب
- الاسلاميون : الديمقراطية مرفوضة واقعا
- المواطن الافتراضي
- المغرب : الخرافة رد فعل
- التصوف ضد العنف
- السلفية في المغرب :صراعات ومواجهات
- لماذا نرفض الاخر ؟ والرفض متبادل .
- تكفير الفكر
- الثقافة الحسانية : الارتزاق القاتل
- خذلان الثورات العربية
- التطرف لغة منتشرة ، مشاهدات بين مراكش والعيون
- التغيير في ايران
- تجربة اصلاحات تم التراجع عنها .حزب العدالة والتنمية نموذجا
- المغرب : احزاب المواكلة


المزيد.....




- CNN من منزل الرسام الروسي تحصل على أول لمحة عن لوحة ترامب ال ...
- بعد وفاة البابا: الإرث وملامح المستقبل
- قضية التآمر على أمن الدولة في تونس: تصفية سياسية أم محاكمة ع ...
- ترامب يقوم بجولة شرق أوسطية تشمل السعودية وقطر والإمارات من ...
- -حماس- تدعو الأردن إلى الإفراج عن موقوفي -خلية الصواريخ-.. و ...
- بدل السمك.. أعداد كبيرة من الأفاعي السامة تعلق في شباك صياد ...
- -وفا-: حركة -فتح- دعت -حماس- إلى التوقف عن اللعب بمصير الشعب ...
- وزراء الكابينيت يناقشون توسيع الحرب على غزة وتحديد مهلة نهائ ...
- لماذا يؤجل الرجال الذهاب للأطباء حتى تتفاقم الأعراض؟
- صورة ترامب تتسبب بإقالة قائدة عسكرية أميركية


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الاغظف بوية - الأحزاب المغربية وأزمة الثقة