|
جبهة البوليساريو تُصاب بالاكتئاب
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6121 - 2019 / 1 / 21 - 18:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم الحملة المحتشمة التي خاضتها جبهة البوليساريو ومؤيديها مع الدول الداعية للحيلولة دون مصادقة البرلمان الأوربي على تجديد الاتفاقية الفلاحية مع المغرب ، فان تصويت البرلمان الأوربي على التجديد ، جاء مخيبا لطموحات الجبهة التي بدأت تبحث عن الذرائع المختلفة للالتفاف على الهزيمة ، وتضميد جراح الضربة التي كانت متوقعة ، من خلال نوع العلاقات المنسوجة بين الاوربيين وبين المغرب ، ومن خلال التطورات التي القت بظلالها على المنطقة ، واهمها ضعف الجزائر راعي الجبهة ، بسبب شغور سدة الرئاسة ، وخاصة وان إعادة انتخاب بوتفليقة يعني استمرار الضعف الجزائري ، وغياب دوره في تقرير مصير المنطقة . ما يشغل بال قيادة الجبهة الفاشلة ، ليس الفشل الذي خيب آمالهم من البرلمان الأوربي ، بل انعكاس هذا الفشل في اشعال انتفاضة شعبية صحراوية ، ضد القيادة اليمينية الجاثمة على صدر الصحراويين ، منذ ثلاثة وأربعين سنة ، لم تحصد خلالها غير الفشل المتعدد الاشكال والأوجه . فحتى تستمر القيادة الفاشلة في بسط يديها على الصحراويين ، وتستمر في اختلاس الأموال التي تتبرع بها المنظمات الدولية والدول ، لجأت الى سياسة التمييع ، والتضبيب ، والكذب ، حتى تفوت على الصحراويين أي إمكانية للانتفاضة ، والمطالبة بالمحاسبة . ولو كان للقيادة ذرة من المسؤولية ، لقدمت استقالتها ولتركة الشباب يقررون مصير الجبهة ، ومصير المنطقة ، بابتكار سلام الشجعان على ضوء الهزائم المتكررة ، وعلى ضوء السياسات العلنية التي تنهجها المجموعة الاوربية . فلمواجهة قرار البرلمان الأوربي بخصوص تجديد الاتفاقية الفلاحية مع المغرب ، وبما فيها المناطق الجنوبية منه ، قررت قيادة الجبهة اللجوء مجددا للطعن في قرار البرلمان الأوربي ، القاضي بتجديد اتفاق الفلاحة بضمه المناطق الجنوبية من المغرب . فهل قرار القيادة الهاربة الى الامام ، والمتلاعبة بالوقت اللضائع ، قرار صائب وصحيح ؟ ان الجواب كان سيكون سؤالا ، على ضوء قرار محكمة العدل الاوربية بالنظر في دعاوى الجبهة ، والحكم ببطلان الاتفاقيات الموقعة مع المغرب منذ بدأ النزاع في سنة 1975 ، ومنذ دخول الأطراف في المفاوضات بعد اتفاق 1991 . فبعد هذا السنة ، وامام العراقيل المنتصبة من كلا اطراف النزاع ، لكي تقوم المينورسو بمهمتها ، وامام الكسل الذي طبّع كل تحركات قيادة الجبهة ، واثّر على دورها الذي اضحى اكثر من باهت ، يلاحظ لجوء القيادة الستالينية الى المؤسسات الدولية ، امّا للتشكي والبكاء ، وامّا بخلق معركة وهمية لامتصاص غضب سكان المخيمات ، وامّا إذراف الدموع بكاء على الاطلال ، والهدف من كل هذا الاستجداء من جهة ، أي استجداء المجتمع الدولي ، وتضبيب الساكنة الصحراوية ، وتنفيس غضبها حتى لا تثور ضد قيادة دكتاتورية وفاشلة ، وحتى تستمر هذه في الاغتناء الغير المشروع ، عن طريق سرقة أموال الصحراويين المحتجزين . فهل كان اللجوء الى محكمة العدل الاوربية صحيحا ، وهل اللجوء اليوم الى نفس المحكمة بدعوى الطعن في قرار البرلمان الأوربي ، هو قرار صحيح ؟ الجواب هو ان قيادة الجبهة التي اختلط عليها الوضع ، وأصبحت تضرب اخماس في اسداس ، وتائهة مثل الناقة التي لا تبصر شيئا ، قد فقدت بوصلة الاتجاه الصحيح ، حين أوكلت مهمة الدفاع عن ملف ، الى اشخاص يتسابقون على الظهور والبروتوكول ، في حين رصيدهم المعرفي هزيل ، بل انه افرغ من جوف امي موسى . وكان على هؤلاء ، لو امتلكوا ناصية وشيئا من المعرفة ، عوض اللجوء الى محكمة العدل الاوربية ، ان يلجؤوا الى محكمة العدل الدولية بلاهاي بهولندا . ان الفرق بين محكمة العدل الاوربية ، وبين محكمة العدل الدولية ، ان الثانية تختص بالنظر في القضايا الدولية التي يكون أطرافها دول ، او دول ومنظمات دولية . اما محكمة العدل الاوربية ، ومن اسمها ، فهي تختص بالنظر في القضايا المطروحة بين الدول الاوربية بعضها البعض ، او بين دولة اوربية ومنظمة اوربية ، ومن ثم فان بثها في القضايا التي يكون احد أطرافها دولة غير اوربية ، يكون خارج الاختصاص ، فأحرى ان يكون النزاع بين دولة لا تنتمي الى الاتحاد الأوربي (المغرب) ومنظمة غير اوربية كذلك (الجبهة). بل ان محكمة العدل الاوربية تنظر في دعاوى الدول ، لا في دعاوى المنظمات الانفصالية، نظرا لان العلاقات الدبلوماسية ، هي قائمة بين المغرب الدولة ، واوربة الدول ، وليست هناك علاقة بين الدول الاوربية ، وبين الجمهورية الصحراوية . فالاختصاص المكاني ، والترابي ، والشخصية القانونية ، غير متوفرة في الجمهورية الصحراوية حتى تطرق أبواب محكمة العدل الاوربية ، ومن ثم فان لجوء الجبهة للطعن ثانية في قرار البرلمان الأوربي ، هو خارج اختصاص محكمة العدل الاوربية التي تنظر فقط في القرارات التي تتخذها دول الاتحاد الأوربي ، ولا تنظر من حيث الاختصاص في القرارات التشريعية التي يتخذها البرلمان الأوربي . وكان على قيادة الجبهة الفاشلة الكسولة ، عوض اللجوء الى محكمة العدل الاوربية للطعن في قرارات الاتحاد الأوربي ، ان تلجأ الى محكمة العدل الدولية صاحبة الاختصاص في ذلك . المغرب حين أراد قرارا حول موضوع الصحراء ، لجأ الى محكمة العدل الدولية التي أصدرت قرارها التاريخي في 16 أكتوبر 1975 ، ولم يلتجأ الى محكمة العدل الاوربية . وانا أتساءل عن الغطاء القانوني الذي بموجبه قبلت محكمة العدل الاوربية ، النظر في دعوى الطعن في قرارات الاتحاد الأوربي ، رغم ان الجمهورية الصحراوية ليس ببلد اوربي ؟ وهنا افهم ان الاوربيين المتحكمين في كل شيء ، لماذا لم يَعْطوا ادنى أهمية لقرارات المحكمة بخصوص الاتفاقيات المختلفة الموقعة مع المغرب ، ولماذا رغم صدور قرارات من المحكمة في الشأن ، تجاوز البرلمان الأوربي الجسم التشريعي قرارات المحكمة ، وصوت وبأغلبية كاسحة على قرار تجديد اتفاق الفلاحة مع المغرب . وبما ان البرلمان الأوربي هو برلمان الشعوب الاوربية ، فان هذه الشعوب ومن خلال التصويت داخل البرلمان الأوربي ، تكون هي من جددت الاتفاق الفلاحي بين المغرب وبين الاتحاد ، ويكون قرار البرلمان الأوربي ، خطة طريق مرسومة للجسم التنفيذي ، الاتحاد الأوربي ، بتنفيذ قرارات الشعب المصوت عليها داخل البرلمان . وضع القيادة الفاشلة المرتهنة لدا عسكر الجزائر ومخابراتها ، شبيه بشطحات الديك المذبوح ، يجري في جميع الاتجاهات دون معرفة وجهة الاتجاه الصحيح . ففرق بين القضايا التي تبث فيها محكمة العدل الاوربية ، والقضايا التي تبث فيها محكمة العدل الدولية .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جمال عبدالناصر --- ابعاد النظرية الناصرية . ( 1 )
-
عبداالاله بنكيران ومقاضاة الملك .
-
أول حكم ذاتي لمواجهة النعرة القبلية والمذهبية في الدولة الاس
...
-
الحرب على ايران على الابواب . خطييييييييييييييييييييييييير .
-
ماذا انتم فاعلون ؟ ماذا انتم تنتظرون ؟
-
مساهمة بسيطة كي تخرج جبهة البوليساريو من الجمود .
-
الاطار الاجتماعي للنعرة القبلية والمذهبية ( 5 )
-
سؤال وجيه الى قيادة جبهة البوليساريو
-
رسالة الرئيس الامريكي دونالد ترامب -- الانسحاب من سورية الأب
...
-
النعرة المذهبية الدينية في تشتيت الوحدة الشعبية ( 4 )
-
الاحتفال باعياد المسيح .
-
أسباب نفخ الاسلام في النعرة القبلية والمذهبية ( 3 )
-
تطور القبيلة في الاسلام ( 2 )
-
النظام القبائلي في الدولة الثيوقراطية ( 1 )
-
بخصوص تقادم جريمة ( حامي ) الدين .
-
الحاكم العربي
-
هل اقترب انهاء مدة بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في ال
...
-
زمن العهْر ، زمن الذّل ، زمن القهْر ، زمن الإنكسار .
-
الطاغية العربي
-
لقاء جنيف : أي مخرج .. أي نتيجة ؟
المزيد.....
-
-يا إلهي-.. رد فعل عائلة بفيديو وثق بالصدفة لحظة تصادم طائرة
...
-
ماذا نعلم عن طياري المروحية العسكرية بحادث الاصطدام بطائرة ا
...
-
إليكم أبرز الرؤساء العرب الذين هنأوا الشرع على توليه رئاسة س
...
-
العلماء الروس يرصدون 7 توهجات شمسية قوية
-
أسير أوكراني يروي كيف أنقذ الأطباء الروس حياته
-
على شفا حرب كبيرة: رواندا والكونغو تتصارعان على الموارد
-
ألمانيا تمدد 4 مهام خارجية لقواتها قبيل الانتخابات
-
مرتضى منصور يحذر ترامب من زيارة مصر (فيديو)
-
-الناتو- يخطط لتقديم اقتراح لترامب بدلا من غرينلاند
-
مشهد -مرعب-.. سماء البرازيل -تمطر- عناكب والعلماء يفسرون الظ
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|