أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - شلل الخيارات...














المزيد.....

شلل الخيارات...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 6120 - 2019 / 1 / 20 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شلل الخيارات...
حسن حاتم المذكور
{الأنتفاضة خيار وطني انساني, لا لأنها نبض شريان عمره اكثر من سبعة الاف عام, بل لأن عراقتها تجمع مكونات, لو لم تكن لما كان العراق}
1 ــ هاجرت طيور الخيارات الوطنية, وتركت صقور النكبة, تمضغ النفس الأخير لصغارها, في جماجم كانت أعشاشها, الحياة خيار الأحياء, وخلط الأوراق كالحمى تسبق الموت, او كمن يبحث في التاريخ, عن امريكا صديقة او عن ايران شقيقة, ويطول الجدل المر, وعبثية اقناع الآخر, ان الشمس تشرق من غروبها, وهنا يصبح الأمر, صعب على الذي يريد ان يصدق, فيستعين بجرعة تخريف مسكن, او شعوذات معتقة, تحت لسان معمم, او مقالة لم تجد عقلاً على مقاسها, فتسقط الخيارات الوطنية من اغصانها, كثمار اتلفها النضج, وفات اوان قطافها.
2 ـــ بين جرفي امريكا وايران, شبعت مراكب خياراتنا غرقاً, لا نعلم من هو المنتصر علينا, ومن كسب الرهان, وعبر ثقوب المواقف, نتحسس اوجاعنا, وتشرب الأقلام دموعنا, ثم تطلقه كلام عشوائي, على صدور الخيارات الوطنية, فتسقط الأمنيات الصغيرة, بين شهيدة وجريحة تسبح في بركة احلامنا, وتدفن تفاصل المجزرة, في اقرب مقبرة للهوية, كون رصاص الكلام اطلقته مقالات صديقة, البكاء وبكلام فصيح قال: لنطوي صفحة خياراتنا ونعتمد التخريف, الدموع وببلاغة قالت: لنمزقها ونعبيء سمعنا, باخر خطبة جمعة, لعظماء مرجعيتنا الرشيدة, تقنعنا بحسنات الموت الضميري ومعصية المعقول, ثم نغفو ونصبح على خير.
3 ـــ الأنتفاضة خيار وطني, لا تستسيغه رتابة الواقع, وكأي حراك شعبي, لا يجد له قبولاً في بيئة الأنبطاح المريح, فيسهل على البعض, ان يجد في امريكا بديلاً لأيران, وايران بديلاً لآمريكا, الأنتفاضة كممارسة وطنية, لا تفهم هكذا منطق, ولم تجد له تفسيراً, انها تمثل واقع حي, لا سكينة له في مجتمع المقابر, الواقع العراقي الراهن بيضة فاسدة, والأنتفاضة تحمل في احشائها وليد جديد, لهذا لا نستغرب رفضها, من واقع مؤجل الدفن, انتفاضة الكلمات حقيقة ثقافية, مقطرة بالسيادة والكرامة والمعنى, فأن خلت من ذلك, يصبح المثقف علبة فارغة, شكله لا يدل على مضمون, اذاً على الكلمات ان تكون ثماره, كي لا يسقط غصنه عن تاريخ الأوائل.
4 ـــ عندما تكون الأنتفاضة خيار شعب, على الثقافة ان تكون شجرة العافية, والمثقفين ثمار لا تغادر اغصانها, المثقف ان اراد ان يكون مثقفاً, عليه ان يتعلم ابجديات الثبات وشحذ المعنويات, من فلاح منتفض, حتى لا يتآكل نرجسية ماض بين جدران اللامعنى, ليس ذكاءً ان نتعامل مع الخيارات الوطنية بأنتقائية, فنخطأ في تشخيص المضمون الوطني, او ننزلق في هاوية الأحتيال على الذات والناس والوطن, ثم نتعامى عن رؤية قرون انتهازيتنا, ونتوهمها على رؤوس الآخرين, ونصاب في عقم الدوران حول الذات, على واقع ينتفض, ليس في الأمر احباطاً او بكائية, انه الواقع العراقي, موجوعاً بنا ويوجعنا.

20 / 01 / 2019
[email protected]



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا انتم هكذا؟؟؟
- لا تخلعي الحجاب..
- اسوأ الخيارين...
- يوجعني العراق...
- الأسلام البعثي...
- الأنهيار القادم...
- خرافة المتنازع عليها...
- ثقافة التزوير...
- وجوه العملة البعثية...
- انتفاضة الأغنيات...
- الأسئلة الخرساء...
- جرحخ في الذات العراقية,,,
- مقابر الضمائر الميتة..
- سلطة حثالات اللصوص...
- الأزمنة السوداء...
- الكذب يفسد الضمائر...
- المشه مارد ..
- انا قاسمي والزعيم اوحدي ...
- الأزمات : من حيث تنتهي تبدأ
- ازمة التيار الوطني الديقراطي ...


المزيد.....




- الجيش الأمريكي يستعد لخفض قواته في سوريا
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الأرجنتيني
- فرنسا.. حكم بسجن مؤثرة جزائرية
- إيقاف مستشار رفيع في البنتاغون عن العمل على خلفية التحقيقات ...
- -وول ستريت جورنال-: واشنطن تريد استغلال الرسوم الجمركية لعزل ...
- السفارة اليابانية تعلن تخصيص 3 ملايين يورو لصندوق إعادة إعما ...
- مجموعة السبع تدعو لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السود ...
- وزير الخارجية الأميركي يبحث مع رئيس الوزراء الأردني الوضع في ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط طائرة مسيرة محملة بأسلحة قدمت من ...
- تونس: مصرع ثلاثة تلاميذ جراء انهيار سور مدرسة يشعل الاحتجاجا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - شلل الخيارات...