أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - الإعلام السوري العلني في - جبهة الخلاص الوطني -















المزيد.....

الإعلام السوري العلني في - جبهة الخلاص الوطني -


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1524 - 2006 / 4 / 18 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإعلام السوري العلني في " جبهة الخلاص الوطني "
بدرالدين حسن قربي*
مع انشقاق السيد/عبدالحليم خدام عن نظام العائلة الأسدي ودخوله فضاء المعارضين للنظام والعاملين على تغييره وإعلانه عن تشكيل (جبهة الخلاص الوطني) كتحالف معارضة هدفه-كما أُعلن عنه- التغيير السلمي والوطني للنظام، ضمّ العديد من قوى المعارضة، كان من أبرزهم السيد/ على صدرالدين البيانوني عن جماعة الاخوان المسلمين والسيد/ عبدالحليم خدام نائب رئيس الجمهورية السابق.
اختلفت ردود الفعل على هذا التحالف بين المعارضة والمعارضين أنفسهم، ولكن ردة فعل النظام كانت واحدة. وبعيداً عن موقفنا من تأييدنا لهذه الخطوة التحالفية من عدمه، يلفت نظرنا موقف النظام السوري من هذا التحالف ليس بالتوافق معه لاسمح الله وإنّما بتصريحاته الصاروخية التي أطلقها بهذه المناسبة، ممّا يستوجب الوقوف لوضع النقاط على بعض الحروف، لأنها استهدفت عموم المعارضة السورية وليس التحالف (جبهة الخلاص الوطني) صاحب العلاقة.
تصريحات النظام بهذه المناسبة كانت محدودةً، والمتكلمون ممن أوتوا جوامع الكلم، فاتسمت عبارتهم بقصرها وبلاغتها وحجيّتها وعدم ملاحظتها واكتراثها فيما كان ويكون وكائن.
في تصريحه لوكالة أنباء يونايتد برس، قال مدير عام هيئة الإذاعة والتلفزيون السوري الرسمي (فايز الصايغ):
في داخل سورية مجال واسع للحوار والرأي والرأي الآخر في إطار القانون وتحت سقف الوطن، تركه جماعة جبهة الخلاص الوطني ليسقطوا النظام بالريموت كنترول.
كما تجاهلت الجهات الرسمية والاعلامية السورية الحديث عن المتحالفين لكونهم غير موجودين عملياً على الساحة السورية، وهم غير موجودين اطلاقاً لا في ذاكرة الشعب السوري ولا الخارطة السورية الراهنة ولا قاعدة شعبية لهم وخصوصاً بعد أن انضم اليهم/ خدّام الذي خان شعبه ووطنه وأمته، والبيانوني الذي لم يعترف حتى الآن بجرائم ارتكبها الإخوان ضد خيرة كوادر سورية، وهم في أغلبهم ممن غادر سورية هرباً من خدمة العلم وأصبحت لديه مشكلات في العودة فاختار أن يكون معارضة في خارج سورية.
وصف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد هذه الجبهة بأنها فقاعة ولن تؤثر على الزخم الشعبي والتأييد الجماهيري الذي تتمتع به الحكومة السورية.
أمّا وزير الإعلام السوري محسن بلال في مقابلة صحفية مع البيان الأماراتية: اعتبر أن هذه الجبهة عقدت اجتماعاتها تحت رقابة الموساد الإسرائيلي وحراسته، ولايخرج تحرك المعارضة السورية الأخير عن كونه محاولات إيذاء سورية أو خطط الإدارة الأمريكية التي أعلنت عن رصد مبلغ من المال لمن يحاول أن يؤذي سوريا ولمن يحاول أن يزعزع الاستقرار في سوريا. وهذا الموضوع أصبح معلناً بالنسبة لأولئك الذين يراهنون على الدبابة الأميركية وعلى الحصان الأمريكي، ونحن نقول يا جبل ما يهزك ريح، وسوريا رمز الاستقرار في المنطقة، بنظام حكمها الوطني القومي الديمقراطي، الذي يقوده بشار الأسد الرئيس الشاب والأمل بالنسبة لشعبه وأمته.
وفي حوارٍ مفتوحٍ اعتبر الدكتور يحيى العريضي مدير المركز الإعلامي السوري في لندن أن هذا التحالف جاء متناغماً مع الضغوط الدولية على سورية ولكنه انعكس التفافاً جماهيرياً حول قيادتها معتبراً ان الحكومة السورية بقيادة الرئيس الأسد هي التي تحمل زخم ومستقبل وأحلام الإصلاح في البلاد وليس هذا التحالف الذي لمّ المتعوس على خايب الرجا.


اتسمت التصريحات كلها بلغةٍ خشبيةٍ لسياسةٍ إقصائية مكابرة جمع بينها حبل من الكذب مكشوف وقصير، وسياسةٍ إعلامية نعامية تحتكر الحقيقة وتعتمد الكذب والدجل واستغباء الآخر واستعباطه.
تشير التصريحات بلا شك أن لاجديد في السياسة الإعلامية للنظام السوري مع الوزير الطبيب الجراح الجديد، ولاسيما حين يتحدث عن الجبال والرياح والدبابات والأحصنة ليذكرنا بإعلام العلوج، ويضعنا أمام حيرةٍ، أيهم " غوبلز " هذا الإعلام العتيد..!!؟
مديرهيئة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ (الصايغ) وبتصريح منه شطّب على عشرات الآلاف من السوريين المعارضين الغير موجودين لافي الذاكرة ولا في الخارطة بعد أن شطّب نظامُه العائلي الأسدي على عشرات الآلاف من السوريين قتلاً وتصفيةً وحرقاً وتعذيباً ونحراً وذبحاً وسحلاً ومن المهجّرين أمثالهم. ولكن قبل هذا التشطيب والتسطيح والاستعباط لاشك وضع مقدمته المناسبة واللائقة لهكذا كلام مهضوم ولذيذ ورايق فقال: في داخل سورية مجال واسع للحوار والرأي والرأي الآخر في إطار القانون وتحت سقف الوطن. ودليلنا على صحة كلامه هذا، هو حوار العصي والضرب والسحل والاعتقال الذي أداروه يوم اعتصام المعارضة السلمي والحضاري أمام القصر العدلي في دمشق بتاريخ 9 مارس 2006 واعتصامها أمام مقرّ مجلس الوزراء السوري في 12 مارس الماضي أيضاً.
مقدمة (الصايغ) كانت (قوية كتير وواسعة جداً) حقيقةً غير منسجمة مع مؤخرته، يمهد بالحوار والرأي والرأي الآخر، ثم من كثرة الحوار والبحث والرأي الآخر يُشطّب على عشرات الآلاف من المواطنين.
في حديثه عن السيد/ البيانوني يشير إلى أن جماعته ارتكبت جرائم ولم يعترف بها حتى الآن. كيف ينتظر اعترافاً من جماعةٍ آبقة متهمة بالخيانة والإجرام (على حد قولهم ) أن تقرّ بما تريد السلطة، في الوقت الذي يرفض فيه أهل النظام والقانون وحماية الناس ( على حد قولهم ) الإقرار بمجازرهم ومذابحهم وكشف مصير عشرات الآلاف من المفقودين.!!!
ثمّ إذا كان عشرات الآلاف من المعارضين خارج البلد هم ممن هربوا من خدمة العلم وخرجوا ولم يعودوا لكثرة مشكلاتهم، فلربما يقال ( بعد كم يوم ) عن عشرات الآلاف من المفقودين أنهم هربوا من خدمة الاحتياط ولكن إلى أين..!؟ سؤال متروك تدبير جواب له ( وظيفة أو واجب ) لغوبلزات إعلام " هتلر ".
حديث المقداد للأسف عن فقاعات المعارضة مكرور ومعاد، وكلماته كما يقال قديمة. فكبيرهم( تشاوشيسكو رومانيا) الذي منه يقتبسون، كان في زيارة لآيات طهران وملاليها قبل أربعة أيامٍ من سقوطه، وعندما سئل عن المعارضة عنده أجاب (سبحان ربي العظيم) بمثل إجابة المقداد تماماً (واللي مابيصدق ) يرجع لما كان في الزيارة ليرى أن المعلم واحد.
أما حديث السيد/ بلال عن التخوين والحراسات الاسرائيلية والخطط والدبابات والأحصنة الأمريكية فأسطوانة قديمة مشروخة ومعروفة، والإشارة الأبلغ فيه للمعارضة السورية في الداخل وعلى رأسها جماعة إعلان دمشق بمصادرة رأيها وتوجهها في هذا التحالف مهما قدم المتحالفون، واعتذر المعتذرون، وشاورهم أو نسّق معهم المعارضون فإن الطريق قد قُطِعَت عليهم، لاسيما عندما وضع النظام هذا التحالف في دائرة الخيانة، وأعلن على ذمته الوسيعة أن اجتماعات (جبهة الخلاص الوطني) تمّت تحت رقابة الموساد الإسرائيلي وحراسة حرابه. ومن ثم فإن موافقتهم تعني الخيانة العظمى والتعاون مع الخارج العدو (وليس الخارج المعارضة) ودخولهم منطقة خطرة جداً ومحظورة في كل الأحوال إلا إذا كان لمعارضة الداخل رأي آخر في اجتماعهم القادم في 6 نيسان/ ابريل القادم، وبالتالي فإنهم مقبلون على مقارعة نظام المنازلة والمصاولة والمجاولة من طرفه على الأقل (وهيك حتكون علقه سودة). وبهذه الطريقة تكسر السلطة هذه العلاقة بين الداخل والخارج، وتهدم جسر التواصل بين المعارضتين.


وأما الالتفاف الجماهيري والزخم الشعبي حول القيادة المتفردة الذي تحدث عنه العريضي وأصحابه فهو ماأشار إليه تشاوسيسكو في مقابلته المشار إليها ولكن الدليل والاثبات على ماقاله العريضي هو طلب عودته من لندن الى الداخل السوري ليلتف مع الملتفين قبل أن يهرب من خدمة العلم كما هرب غيره وتمنعه مشكلاته من العودة.
إن الفهم العقيم بات ملحوظاً في رجالات النظام وبات حالةً مستعصية، فلقد كان النظام يعتقد ولفترةٍ قريبةٍ أن المعارضة اللبنانية لوجوده في لبنان ليسـت ذات شأن وأنها فقاعات، وأنه ممسك بكل مفاصل الوضع اللبناني ومسيطر عليه، فلا رادّ لقوله، ولا غالب لأمره. ولكن بين ليلة وضحاها، ثار بركان الجماهير من بـعـد قمعٍ وقهرٍ وبطشٍ طال ليله وامتدّ
نهاره ، فاذا الناس بمئات الألوف في الشـوارع والطرقات متظاهرين، وبالجلاء والرحيل مطالبين.
تُرى أين كانت هذه المعارضة...!؟ متى تكونت...!؟ وكيف ظهرت...!؟ وأين التفاف الجماهير وزخم الشعب..!؟
الطاغية والمسـتبد والديكتاتور يعتقد - عن وعي أو بدونه - أنه القائد الرمز والبطل الهمام (والأمل بالنسبة لشعبه وأمته وصاحب الزخم الشعبي والتأييد الجماهيري على ذمة العريضي والمقداد)، الذي يقود جماهيره لما فيه خيرها ورشادها.
فرعون يقول: وماأهديكم الا سبيل الرشاد. واللـه عزوجل قال: وما أمر فرعون برشـيد. وغوبلزات إعلامنا (بدهم يقنعونا بالذوق أو بالعافية) أن أمر فرعون - من جهاته الأربع - رشاد وراشد وأرشد ورشيد، وإلا فنحن هاربون من خدمة العلم، ومشاكلنا كثيرة، وربنا يستر ألا نطلب الى الاحتياط لأننا في ضلال شديد.
كلهم قال ويقول: أنا لست طاغوتاً ولست جبارا. أنا القائد المقاوم الفذ الفرد المُلهِم والمُلَهم، أمل الشعب والأمة، وقائدها ورمز سيادتها وعزتها وأمل كل من عليها من عربٍ ومسلمين. فأنا الدكتور ولست الديكتاتور، وأنا لست صدام حسين..!!
ياجماعة..!! اتعظوا من فرعون وهامان ممن قضوا، واتعظوا واعتبروا من تشاوسيسكو وغيره من طغاة العصر، وممن هو ليس عنكم ببعيد.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الفرنسية في شامستان
- محطات سورية 1
- محطات سورية
- ذكرى الميلاد المجيد
- محطات سورية ( 5 ) النائب والوزير
- ..!! ؟المعارضة السورية و خدّام هل إلى تفهّمٍ من سبيل
- دعوي سورية النظام على السيد عبدالحليم خدام
- المعارضة السورية ..؟ الغاء قانون الطوارئ أم الغاء حالة الطوا ...
- النظام السوري والمعارضة 1
- ليل السجون السورية هل له من آخر
- النظام السوري والمعارضة 2 / 2
- النظام السوري والمجتمع الدولي الى أين ؟


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - الإعلام السوري العلني في - جبهة الخلاص الوطني -