أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - علم النفس الخرافي














المزيد.....


علم النفس الخرافي


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 6120 - 2019 / 1 / 20 - 16:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



هناك سؤال يؤرقني ، كلما قرأت في علم النفس و تعمقت به أكثر ، هو : كيف يمكن التوفيق بين الإيمان بالأديان و علم النفس ؟؟
أي أنه في عالمنا العربي مثلا ، كيف نثق بتشخيص الطبيب النفسي ، إذا كان هو نفسه مؤمنا بخرافات كثيرة ، قد تعد في علم النفس : رغبات مكبوتة أو هلوسات أو آثار جانبية لعقد نفسية !!؟

في كتابيه (موسى و التوحيد) و (مستقبل وهم) ، يصرح (سيغموند فرويد) _الإسم الأبرز في هذا المجال_ علنا ، بإلحاده ، و يتحدث خاصة في الكتاب الثاني : أن الأديان لا مستقبل لها في عالم تتكشف أسراره للعلم يوما بعد يوم ...
و لكن ماذا عن الكم الهائل من الكائنات الخرافية (كالجن مثلا) و التفسيرات الدينية القروسطية لكثير من الحالات المرضية ، ماذا عن الرؤى و الأحلام و التحدث مع الإله و تنبؤات بعض الأديان بعودة المسيح أو المهدي ؟؟
ماذا لو آمن الطبيب النفسي بكل ذلك !!؟
فإذا أتى مريض ادعى أنه يمتلك ميزة رؤية الجن أو التحدث معهم ، و كان يبدو عليه التعقل التام ، فهل يمكن اعتباره مريضا نفسيا من قبل طبيب نفسي مؤمن بوجود الجن !!؟
سيقول أحدهم : نعم ، لأننا نؤمن بوجود الجن ، لكننا نؤمن أيضا أننا لا نستطيع التواصل معهم أو رؤيتهم ... لكن الرد على هكذا حجة سهل ، بقولنا : أليس الله بقادر فعلا ، لحكمة نجهلها ، على منح أحد عباده هذه القدرة !!؟

يحدثنا الدكتور (ابراهيم بدران) في كتابه (دراسات في العقلية العربية _ الخرافة) عن قصة طريفة تصف استغلال إيمان الناس بالخرافات لربح قضية في المحكمة !!
تقول القصة : أنه في مصر ، تم استقدام رجل و زوجته ، بناء على إدعاء تقدم به أهل الحي الذي يقطنونه ، بأن هناك امرأة تتردد إلى منزلهم ليلا ، كل يوم ، و يعتقد الجيران أنها عشيقة الزوج ، و لذلك هم كمجتمع محافظ غير راضين عن هكذا تصرفات ... لكن الرجل و زوجته أخبروا الشرطة أن من تزورهم ليست امرأة عادية ، بل هي جنية و ابنة ملك الجان ، و قد عشقت الزوج و هددته إذا لم يمارس الجنس معها كل يوم ، فإنها ستسبب الأذى له و لعائلته !!
صدم رجال الشرطة من الأمر ، لكن قناعة الزوجة و رجاء الزوج أن يصبروا عليهم ريثما يجدوا حلا للأمر ، جعلتهم يقتنعون بالموضوع ، و ساعد بالأمر طبعا إيمانهم الأساسي بوجود الجن !!
و لكن الجيران لم يسكتوا عن الأمر ، و في إحدى الليالي أمسكوا بالمرأة المتسللة و سلموها للشرطة ، فعادت الشرطة و استقدمت الزوجان ، حيث اتضح أن الزوجة صدمت بالأمر و أنها كانت مخدوعة فعلا ، و قررت بعدها رفع قضية طلاق ... لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، فعندما عقدت المحكمة ، قدم محامي الدفاع نفس الحجة للقاضي ، بأن المرأة المزعومة ليست بشرا بل جنية متجسدة بهيئة بشر ، و تحدى كل الحضور أن يثبتوا عكس ذلك !!
فالمرأة لم يكن لها قيد في النفوس (لسبب ما) ، و أصرت أنها بنت ملك الجان و بثت الرعب في قلوب الحاضرين بقولها أن والدها سيعاقبهم جميعا على فعلتهم ، مما دعى الزوجة إلى سحب القضية و العودة إلى زوجها بناء على طلب المرأة المجهولة و خوفا من تهديداتها !!

من خلال هذه القصة يتضح لنا حجم المشكلة ؛ أي أن يكون القائمون على تطبيق القانون بلا حيلة أمام ما يؤمنون به ، فكيف سيجزم الطبيب النفسي أن هلوسات مريضه و رؤيته للجن و تحدثه معهم ، ليست حقيقة ، إذا كان هو نفسه يؤمن بوجود الجن !!؟
ثم كيف سيفسر موضوع الأحلام ؟؟
فرويد مثلا في كتابه (تفسير الأحلام) يرى أن الأحلام مهمة جدا في عملية التحليل النفسي ، لأنها تعبر عن الرغبات المكبوتة للأشخاص ... و هنا نتساءل : كيف سيفسر الطبيب النفسي المؤمن أحلام مرضى يرون (الجن) أو (النبي) أو (صحابته) أو (المسيح) أو حتى (المسيح الدجال) !!؟

#Maher_Razouk
#ماهررزوق



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية القلق !!
- ضغوطات انتقائية !!
- أعباء إيديولوجية
- سيكولوجية الوصاية الأخلاقية
- مرثية محمد الماغوط
- فلاسفة العرب المعاصرون , حقيقة أم وهم ؟؟
- الأثر الاجتماعي و السياسي على النص الديني
- رسالة حبّ
- قصيدة : انتصر ...
- ترويض الشعوب
- الحرية ذات القطب الواحد و الحرية المطلقة
- مقطع من روايتي : الصوت الغريب
- التعليم في المجتمعات المتخلفة
- عقدة النقص بين الاستلاب الديني و السياسي
- ثقافة الفضيحة وهشاشة المجتمعات المتخلفة
- قصيدة : الظهور الأخير
- تساؤلات ضرورية (3)
- ثقافة العيب و علاقتها بالخضوع السياسي
- هذه الأنظمة من هذه الشعوب ...
- فادي عزام : خسرت البوكر و ربحت قلوبنا


المزيد.....




- إليك ما نعرفه عن اصطدام طائرة الركاب ومروحية بلاك هوك وسقوطه ...
- معلومات سريعة عن نهر بوتوماك لفهم مدى تعقيد البحث عن حطام ال ...
- أول تعليق من ترامب على حادثة اصطدام طائرة ركاب ومروحية عسكري ...
- حوافه حادة..مغامر إماراتي يوثق تجربة مساره بوادي خطير في قير ...
- كيف نجا قائد الطائرة إف-35 -الأكثر فتكا في العالم- بعد تحطمه ...
- إيطاليا تعيد كنوزا عراقية منهوبة.. قطع خلدت ذكرى من شيدوا ال ...
- FBI يستبعد العمل الإرهابي في حادث اصطدام طائرة الركاب بمروحي ...
- بعد كارثة مطار ريغان.. الإعلام الأمريكي يستحضر آخر حادث كبي ...
- جورجيا تنسحب من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بعد مطالباته ...
- الائتلاف الوطني السوري يهنئ الشرع بتنصيبه رئيسا للجمهورية


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - علم النفس الخرافي