أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير جمول - اخيرا اصبح بطلا للانتاج














المزيد.....

اخيرا اصبح بطلا للانتاج


سمير جمول

الحوار المتمدن-العدد: 1524 - 2006 / 4 / 18 - 11:43
المحور: الادب والفن
    


اخيرا اصبح بطلا للانتاج جثا على ركبتيه بجانب الاسفنجة القديمة التى كادت ان تساوي بارتفاعها الحصيرة القديمة تحتها - ام محمد ..... ام محمد قالها بصوت خافت وهو ينظر حوله كمن يريد ان يفضي بسر خطير وبنبرة مختلطة بضحكة طفولية فرحة : لقد قدموا لي هدية بمناسبة عيد العمال لقد كرموا ابطال الانتاج وانا من بينهم ..تعلمين يا ام محمد ...اوه ..ماذا دهاني اناديك ام محمد وانا لم افعلها ابدا فأنت زهرة مذ عرفتك المهم يازهرة آه لو ترين كيف صفق الجميع عندما تسلمتها ... رفعها قليلا وقربها منها انها بطانية انظري ...!!جديدة!! جديدة ..شمي رائحتها انظري الى الوانها يتنهد بعمق مقاوما الحسرة التي اختلطت بالابتسامة واحتلت مكان تباشير الفرح المزعوم المؤقت على وجهه – كنت اتمنى ان تكون نقودا لكن لابأس ( يلعن ابو المصاري )
- زهرة اسمعي سننام نحن تحتها هذه الليلة اعرف ماذا ستفعلين حرام يا ابو محمد دع الأولاد يفرحون بها .. اعطها لليلى .. لقد اعطيناهم يازهرة كل شيء سننام نحن تحت هذه البطانية مهما حدث لن استمع الى كلامك.
يصحح ابو محمد من جلسته فقد آلمته الحصيرة وكادت ان تأكل قطعة مما تبقى من جلد على ركبتيه بعد تعاون السنين والفقر ليأخذا مايمكن ان يحمي عظامه وحتى بنطاله تخلى عن قطعة لتفعل تلك الحصيرة اللعينة فعلها
- اعرف انك تفضلين النقود من اجل الدواء بدل الاستدانة لكن ما العمل انها هدية ومن المعيب رفضها زهرة حبيبتي ... هم اقترحوا نوعها ... وهم الذين اشتروها وفرضوها علينا ثم ياحبيبتي اللجنة التي اشترت الهدايا هذه المرة كانت نزيهة جدا حتى انظري غالية الثمن الاترين وبرها الناعم .
يقترب ... يضع راحة كفه على جبهتها فيحس بدفءيدخل الى كل جسده دفء سنين طويلة وقفت فيها زهرة الى جانب ابو محمد تغدقه حنانا لاينضب ولم تتذمر يوما كانت تنام على حلم واحد ان يكون الغد افضل من سابقه .
- يقولون - ومن مصدر مسؤول- ان هناك زيادة او منحة قريبة لكني افضل ان تكون زيادة مع تثبيت الأسعار عندها يمكن ان توفر هذه الزيادة أجار المنزل وثمن الدواء يارب ... يارب اطلبي معي يازهرة فدعواتك مستجابة فأنت مؤمنة الاتذكري يوم اصابني المدير بسيارته وقد دعوت ان يحاسبه الله حيث تركني دون ان يساعدني زهرة الا تذكري كيف تم كشف سرقته لأموال المصنع صحيح انه هرب مع مسروقاته ولم يتمكنوا منه او لم يشاؤوا ان يتمكنوا منه لاأدري بالضبط لكن المهم ان الله استجاب وكشف امره.
شبك يديه ببعضهما ضغط على اصابعه بقوة لتصدر صوتا اشبه بصوت تكسير اعواد يابسة ثم رفعهما ووضعهما خلف رقبته مستندا الى الجدار .
- زهرة يبدو ان الأمور ستكون احسن ..بعد هذا التاريخ الطويل تذكروني وها هم يقدمون لي هدية ويضعون اسمي في قائمة ابطال الانتاج يتنهد وكان حملا قد ازيح عن كاهله : يازوجتي مازالت الدنيا بألف خير وان مايقال عن بيع المعمل وتسريح العمال والخسارات التى وقع بها اشاعات وعار عن الصحة اننا نعمل بجد ولساعات طوال... واضافية... وانتاجنا كثير والحمد لله فكيف يخسر بالله عليك انظري الى معمل (( الجرابات )) في الحارة كيف يعمل ثم ان نصف عماله من مصنعنا - يعملون ليلا - ويعطي رواتب اعلى من رواتبنا بالرغم من ذلك انتاجه في ازدياد وقد تم توسيعه مرتين . يتهيأ للوقوف ممتعضا وبلهجة آمرة جادة
- اليك البطانية ... سأغطيك بها انها تعوض عن عشرة اغطية من الصوف البلدي يهم بالانصراف تمسك يده ... يستيقظ ... يشاهد ابنته ليلى ممسكة يده برفق
- اهو كابوس ياأبي ؟؟؟؟؟؟؟؟ آه ياابنتي ... ماتت والدتك وهي تقول متى يتذكرون جهدك ويضعون اسمك في لائحة ابطال الانتاج ؟؟؟؟ ماتت ولم تعرف ان هذه اللائحة برسم اسماء ولاءاتها لاتناسبني .



#سمير_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آسف ايها المعلم
- السيف المغبر
- الأفق مفتوح
- قصة قصيرة


المزيد.....




- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير جمول - اخيرا اصبح بطلا للانتاج