روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6118 - 2019 / 1 / 18 - 00:07
المحور:
الادب والفن
خفف من وضوحك
عن عيني ..
فإني احتضر في وضوح عينيك
لا تنطق باسمي
في سجلات الخالدين
وأنا التي لم أخلد إلى الراحة
بين يديك
لا تكتب عن سيزيف في هلوساتك
فتغضب زيوس
والعاقبة .. أنت وأنا
لا تسرد قصصاً عن بساط الريح
وسياط الجلاد
فسريري ..
بساط يحملني كل ليلة
إلى جلسات الجحيم
لا تغازل فراشات الصباح
على رائحة قهوة
تثير شهوتي .. كلما
ارتشفت من محياك .. غبة
وارتجفت يداي في التقديم
خفف من وضوحك .. خفف
خفف من وضوحك
في قراءة حبات مطرٍ
تسيل من بين نهدي
ما أن تقلع الغيمة من يديك
فعلى حراسة دارنا .. المبني
من قش مغشوش المواصفات
كلب بوليسي .. متمرس
تمرن في أقيبة ملاحقة الثوار
محققاً .. جلاداً
قبل أن تطلق الثورة .. في بلدي
تأوهات مخاض الموت .. وبعدها
يفك طلاسم الكلمات
يشم رائحة الحروف
يقرأ لغز الإيحاءات
يفكك الرسائل المشفرة
يغربل لغة الإيماءات
ويلقي بغبائه .. طعماً
لاستدراج الضحية فريسةً
في إشباع نزواته
ووصايا أمه عن الفحولة
في حراسة الممتلكات
خفف من وضوحك .. خفف
خفف من وضوحك
في استنطاق عصفور
يغرد .. باسمك .. في صدري
ففي حيينا المنكوب
قطط تراقب حركة العصافير
جرذان تخرج في الليل لاصطياد الأعشاش
حراس مخافر ..
تطلق النيران صوب زقزقة العشق
وسلطان ..
ينصب المشانق لدقات القلب
خفف من الوضوح
تحت الشمس
فأنا شمعة ..
تذوب بنسمات عارية
حين تهب مع إطلالة حلم
يحلم بابتسامة
كم حلمت بها .. إكليل غار
يرصع في كبريائه
جبين الوطن
وعقد مطرز برسومات شفتيك
يلتف حول جيدي
في عرس اللقاء
خفف من وضوحك .. خفف
فإني ..
في عذرية الشوق .. لم ابتسم
ولن ابتسم
١٧/١/٢٠١٩
#روني_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟