شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 6117 - 2019 / 1 / 17 - 08:13
المحور:
الادب والفن
(وكان ياما كان)
أبحرت منذ كانت الأحلام
تراود الأيّام
على شفير الوطن الجريح
وفوق هذا الورق الصقيل
عوالمي تدور
ما بين عصر الظلمات وعصور النور
سفينتي طفت على الصخور
وردّد الجمهور
نشيد بغداد الذي يعانق الدهور
تحت المصابيح
وتحت شجر الإيمان
سمعت الحان المزامير
ومن يرتل القرآن
قبيل أن يقدم القربان
في الوطن المغرق
بالأحزان
هنا على الأسوار مرّ ديدبان الوطن المهان
وألف قارون هنا مدان
خلف مرايا ذلك الشيطان
يحمل تحت أبطه الأوثان
من خالص الإبريز والفضّة ما خبّأه القبطان
في سفن القرصان
ساعة غطّى الليل
مواقع الفرسان
فرّ المغنّي تحت جنح الليل والدخان
وكان ياما كان
في آخر الزمان
نسيج عنكبوت
يغطّي ما وراءه نوافذ البيوت
في ليلة مقمرة حمراء
هناك في مجمّع الخضراء
وفي غد ستطرح الأسماء
واللص يا بغداد
يغوص في تلّ من القمامة
موارياً وجهه للقيامة
2
رأيت تلك الحيّة الرقطاء
ساعة يعلو الناي
إشارة للرقص
في المسرح الجوّال
تحت المظلّات غداة يهبط المطر
وتعرض الصور
عن النجوم وعن البقر
هناك في الوجود
لم ينتهي الوقود
وسكّة القطار تمتد لما وراء غيب الغيب
3
القلب والشراع والجسد
سفينة أبحر فيها ليل هذا الليل
حتى زوايا هذه المدينة
فتارة ألقي شباكي فوق سطح النهر
لا سمكاً صدت
ولا لؤلأ
لا محار
وضمرت ما عندي من أسرار
وفرّت الأفكار
مثل العصافير خلال الليل والنهار
وعدت ذاك الجسد الهارب
دار بقرب القبر
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟