أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم مرزة الاسدي - البيئة وضرورة ما نعلم، ونفعل من أجلها.














المزيد.....


البيئة وضرورة ما نعلم، ونفعل من أجلها.


كريم مرزة الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 6116 - 2019 / 1 / 16 - 07:46
المحور: الادب والفن
    



أمّا بعد : !!

مسكينة هذه البيئة، نسكن في أحضانها، ونبصق على وجهها، نستظل بفيئها، ونحرق مع الحارقين أسلاف أسلافها، نروم أنْ نشمّ أريجها العبق، وننشر في أجوائها عوادم الحرق، لم تبق لدينا أنهار تروي بساتينها الباهية، ولا حدائقها الزاهية، سوى آبار نفط جارية، وبطون خاوية، وجيوب خالية !! وصحارى شاسعة ، تهبُّ منها كثبان رمال ٍغابرة، وترى معظم الناس - ولا أستثني نفسي - مشرقين مغربين غافلين، يهيمون لاهين، و في كلّ وادٍ ساهين، يقولون ما لايفعلون، ويفعلون ما لا يفقهون... ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ...!!

الطبيعة بنيت على توازنات دقيقة، لا تعرف للفوضى مكانا، ولا للعبث آمانا، والإنسان وحده - والله الأعلم - هو العابث المرتاب من عواقب عمله، والعاقل الغافل عن غياهب جهله، خلق الله الأكوان بنظام متناهي الدّقة، " ومنْ آياتهِ أنْ تقومَ السماءُ والأرضُ بأمرهِ"( الروم :25 )، وتقبع مجرتنا درب التبّانة في أحد الأكوان، وما مجموعتنا الشمسية إلاّ حبـّة رمل، تستقر في إحدى أذرعها، تجري لمستقر ٍ لها ، وكلُّ شيءٍبحسبان، " إنّّا كلَّ شيءٍ خلقناهُ بقدر ٍ" ( القمر : 49).
ومن هنا نجد للماء، ولثاني أوكسيد الكاربون، والأوكسجين، وبقية الغازات ومجموعة المعادن دورات في الطبيعة، يجب أن تحترم نسبها، وللغطاء الحيوي بمملكتيه الحيوانية والنباتية، وكائناته المجهرية توازن معلوم، وتسلسل محسوب، كائنته النباتية الخضراء معامل إنتاجه، وحيوانته مستهلكة أولى وثانية وثالثة حسب تسلسل مصادر غذائها المقسوم، ومجهرياته ما بين محلل ومركب للعضويات والمعادن، تارة تسبب الأمراض وتارة تتبادل المنفعة، وأحيانا تقع ظواهر دوافعها غيبية خفية، كالزلازل والبراكين والفيضانات والحرائق والحروب والأمراض الفتاكة ... للحد من إزدياد عدد الكائنات الحية، ومنها النوع الإنساني عندما تبلغ أعدادها القمة، كما يقول علم البيئة، ولله في خلقه شؤون !

ويأتي السيد الأنسان بعقله أو عبثه، سيان عن علمه أو جهله، ليتدخل - طوعاً أو جبراً، خيراً أو شرّاً- بمشيئة خلق الله ومخلوقاته , تارة رجاؤه يصيب، وطوراً أمله يخيب، وربما تخرج الأمور عن إرادته، فتنتشر الإشعاعات النووية، وتزداد نسبة الغازات السامة و الخانقة، و تطفح السوائل المبيدة الفاتكة، وتكثر أنواع الجراثيم القاتلة أو المسببة للأمراض، لذلك يستوجب على الإنسان أن يراقب البيئة بحذر، ويخطو بتأن، ويعمل بجد لإعادة الأمور إلى جادتها المرسومة، وخططها المعلومة، ونظافتها المعهودة، ولا يمكن لهذه الأمور أن تستقيم إلا بتظافر الجهود ما بين السلطة بجميع مؤسساتها، والشعب بكافة مكوناته، والوعي البيئي المحسوس والفعل الفردي والجمعي المدروس، من خلال تشكيل حزب بيئي عراقي فاعل ومدعوم ، على غرار الأحزاب الخضراء في الدول المتحضرة، ليرتقي بالمهام الصعبة والشائكة لبيئة عشوائية... ملوثة...شاحبة ...متصحرة إلى قمم السلطات التنفيذية ، والتشريعية، وحتى القضائية، مادام الحزب هو مجموعة منظمة من الشعب، لها أيدولوجيتها، وهدفها السياسي للوصول إلى السلطة التى تلتفت بالدرجة الأولى إلى بيئة العراق المتدهورة في جميع المجالات عقب الصراعات والديكتاتوريات والحروب،

ولا ريب سيفتح هذا الحزب أمام جميع أبناء العراق الحبيب، بعيداً عن الدوافع السياسية الضيقة والطبقية، والمناطقية، والنزعات الطائفية والإثنية، ببساطة لأنه لا يرتكز عليها أساسا، ولاينهل من منابعها، ولا يصب في روافدها، لأبعاده الوطنية الخالصة، وقيمه الإنسانية الرفيعة، ولكن له رأياً فيها، وحلولا لها، هل سيبادر أبناء العراق الغيارى على مستقبل بلدهم الزاهر المزدهر بمثل هذا ؟!!

سؤال سيبقى جوابه بأيدي العراقيين القاطنين في البلد الحبيب - أنا غير مشمول بالدعوة؛ لأنني أسكن خارج العراق، وفي آخر الدنيا!!- وهي مجرد فكرة روادتني عقبى مداخلتي على محاضرة عن البيئة العراقية، ومسؤولية المجتمع عنها، والله المستعان في كل زمان ومكان !!

كريم مرزة الأسدي



#كريم_مرزة_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعر المتنبي : قراءات نقدية خاطفة
- المعري يكره المرأة، ويفتتن بها، ويجلُّ أمه...حواري معه، وأنت ...
- ملامح من التجديد في الشعر الأموي
- فما بالُ العراقِ يئنُّ جوعاً* وكلُّ ترابهِ ماءٌ ونورُ؟
- ثلاثة كتب جديدة بفهارسها، وإصدارات المؤلف
- البلاغة والبديع بين ابن المعتز والصريع
- شاعران كبيران يتحفاني بإخوانيات جديدة.
- خطفاً بين (إذن) و (إذاً) ...وحروف الجواب.
- ثلاث قصائد في عاشوراء الحسين (ع)
- علامات الترقيم : تعريفها، تسميتها، تاريخها، أهميتها...
- عمرو بن كلثوم لابن هند : مَتَى كُنَّا لأُمّكَ مَقْتَوِيْنَا
- الحصري القيرواني :- يا ليلُ : الصَّبُّ متى غَدُهُ؟-
- السرقات الأدبية نقداً جامعاً مانعا...!!
- التهامي : حكمُ المنيّةِ في البريّة جارِ... حياته شعره تحليلا ...
- سجالات شعرية : أنت البهاءُ ، وقامةَ الشّعرِ النّدي
- فكرة حول قضايا الشعر: تعليقان نشرتهما على صحيفة (المثقف)
- والدرُّ يسكن ُ في قعر الدّجى الصدفا
- اأحمد لصافي النجفي : حياته شعره خطفاً مانعا
- (ولا نعرفُ ما الآتي ...!!) هذا تموز ، والعراق يغلي ، وقصيدتي ...
- الأحيمر السعدي : استأنس ذئبه ، وطيّر إنسانه


المزيد.....




- مصر.. انتحار موظف في دار الأوبرا ورسالة غامضة عن -ظالمه- تثي ...
- تمشريط تقليد معزز للتكافل يحافظ عليه الشباب في القرى الجزائر ...
- تعقيدات الملكية الفكرية.. وريثا -تانتان- يحتجان على إتاحتها ...
- مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي ...
- السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم ...
- إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال ...
- اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
- عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
- موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن ...
- زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم مرزة الاسدي - البيئة وضرورة ما نعلم، ونفعل من أجلها.