كواكب الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 6115 - 2019 / 1 / 15 - 21:11
المحور:
الادب والفن
متاهة
كواكب الساعدي
لست وحدك ما دمت تبحث عن الحقيقة
فليتشر
ها أنا أصمُّ أذنيّ عن ضجيج
يأتي به فيلم رديء
لحانة قذرة
ومطرب كفقاعة صابون
وأغنية هابطة
أغمض عينيّ
لأسلك طريق موازي
يأخذني عنوة لمدينة
بأنوارها الساطعة
للتي طالما النيازك أمطرتها مطراً
ليس كالمطر الذي تحته رقصنا
تلوح لي جدرانها
التي تتسع بها الثقوب
التي خلّفتها الحرب الأخيرة
بأهلها يسجدون لنعوش شهدائها
ويقبّلون ترابها حين مرغمين يغادرونها
وأولادها ما أن فرغوا
من عبث الطفولة
حتى ألقتهم الحرب بكهولة مبكرة
وحيث الكناري يكف بصباحاتها عن الزقزقة
وشاعرها الذي يزور الروح
لتفضي سخيّاً بصمته بمواسم قحطها
أظل معلقة بأرجوحة
حبالها أقواس حنين
ساعةً تلقيني بحلم يقظة
وأخرى أندسّ بين قصاصات ورق لأفضي...
————————————
كأن شيء من بريق المرايا
يباغتني... أتأمله
ينعكس على ملامحي
بانفعالات مختلفة
انعكاس لما يجوس بباطن عقلي
————————————
في اللحظات ذاتها يتلألأ ما حولي
كأني واقفة على حتفي
أمام بحر شاسع يؤدي لمتاهة
يخنقني هواء مُتخم برائحة تنفذ لمسامي
أبحث عن منفذ بين أبواب مُشرعة
أجتازها الواحد تلو آخر
يتسارع نبضي
وتزداد لزوجة أنسجتي
أهمس من أعماقي
لا بأس لأحتمي بكلماتي
بنفسي التي كثيراً ما أصبحت تميل للصمت
وأنا أميل لأكتشف ذاتها
ليبقى الحرف وسيلتي للاتصال بالكائنات ذاتها
————————————
تأخذني مرة أخرى نوبة إصرار
لأفك شفرة الموجودات حولي
تعصى بل تتمرد
أتمنى حينها التقوقع داخل الرحم
لأعود جنين في لحظات الخلق الأولى
لأعود ورقة بيضاء
لم تتسخ بمداد الأسئلة
شاعرة من العراق
#كواكب_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟