سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6114 - 2019 / 1 / 14 - 06:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد هناك خيار امام العالم العربى سوى ان يتغير بقرار ذاتى او ان يتغير بقرار من الخارج!
سليم نزال
العولمة تضرب العالم كله و تخلق عاما مختلفا عما شهدناه من عصور سابقة .اثار العولمة لا تقتصر على العالم العربى بل على العالم كله .و قد صار التكيف مع مفاعيل العولمة من مشاغل العالم الغربى الاقدر منا لاسباب عديدة على التاقلم معه .
اما نحن فلم يعد لنا سوى خيار ان نتغير او ان يتم تغييرنا من الخارج .لم يعد هناك فى راى مناص من مواجهة هذه التطورات .على النخب الحاكمة و النخب البعيدة عن الحكم ان تشكل ما يمكن تسميه بكتلة تاريخية حسب تعبير غرامشى .و غرامشى فى نظرى كان من اكثر المنظرين الماركسيين عمقا و قدرة على استشراف المستقبل .
ينبغى ان يكون واضحا للجميع نخبا حاكمة او غير حاكمة ان زمن الدولة السلطانية المحتكرة للحقيقة قد انتهى من التاريخ . شرعية الحكومات فى السابق كانت تعتمد على القدرة على الدافع عن اراضى الوطن فى وجه الغزوات الاجنبية بينما كان الحكم فى الداخل يستند الى منظومة قمعية .
و حتى القمع لم يعد قادر على حماية الجكومات القمعية نفسها فى ظل تطورات العولمة .
شرعية الحكومات لم تعد تقتصر على الدفاع عن الوطن بل بما تقدمة للمواطن من خدمات على مستويات الصحة و التعليم و الرعاية الاجتماعية و بما يتمتع به المواطن من ضمانات و حقوق اساسية .
الانتقال لهذه المرحلة ليست امرا سهلا . يتطلب الامر نضال لاجل عقد اجتماعى جديد .و العقد الاجتماعيى الجديد هو الخطوة التى لا غنى عنها لللانتقال من مرحلة الدولة القمعية الى دولة الرعاية .
لم يعد من الممكن ان تبقى تلك الصراعات البدائية تضرب بلادنا لان اضرارها ستستمر على مختلف الاصعدة الى نهاية القرن الحالى.لذا حان الوقت ان ياقى العقلاء و الحكماء و اطفائى الحرائق بثقلهم لوقفها .و الا تبقى جرحا مفتوحا تنفذ من خلاله كل السموم لبلادنا .
لم يعد فى راى خيار لنا سوى ان نتغير بما يتناسب مع زمن العولمة و ان لم نفعل ذلك ستم تغيير دولنا من الخارج بما يتناسب مع مصالح الخارج .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟