أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - الثورة الفرنسية في شامستان














المزيد.....


الثورة الفرنسية في شامستان


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُؤرِخ يوم الثامن من آذار/ مارس (يوم نكبتنا) من عام 1963 (عام نكبتنا) ذكرى استيلاء حزب البعث بالقوة العسكرية الباطشة على مقاليد نظام حكمٍ مدنيٍ ديمقراطييٍ تعدديٍ في سورية (مهما قيل عنه) بما عرف باسم (ثورة الثامن من آذار)، وهو بامتياز يوم نحسٍ مستمرّ على شعبنا السوري المنكوب.
وعلى ذكر الثورة نذكر حديث أحدهم من الواصلين والموصولين والمتصلين والوصوليين في دولة الثورة منذ أيام عندما قارب بين ثورته والثورة الفرنسية. ( ريته مايبلى على هذا التشبيه وعين تطقو ان شاء الله).

قرر النظام السوري مراجعة قرارت ثورة الثامن من آذار الماجدة في مصادرة الكثير من الأراضي الزراعية التي اغتصبها من ملاكها تحت ذرائع شتى ( حقاً أو باطلاً) وأن يعوِّض بعضاً منهم مادياً على ماكان من أخطاء في التطبيق قبل أكثر من أربعين عاماً فقال هذا الواصل والوصولي منتقداً القرار على الطريقة الديمقراطية (لامات حاسدوه):
هل سمعنا أحداً في فرنسا مثلاً يطالب بإعادة النظر بالقرارات التي اتخذتها الثورة الفرنسية ؟ الاجابة طبعاً: لأ.
فالكشف الجديد الذي لم يكن معروفاً لنا أنّ (هالثورة مثل هالثورة تقريباً) ومن ثمّ (لازم كل شيء يصير ويكون) حسب الثورة الفرنسية وعلى طريقتها.

في ذكرى (هالثورة) النكبة اجتمع بضع مئات من المعارضين لسياسة النظام السوري معتصمين أمام القصر العدلي في دمشق ومطالبين سلماً وبشكل حضاري بانهاء حالة الطواريء والأحكام العرفية والاعتقالات التعسفية المفروضة على شامستان لأكثر من أربعين عاماً، واطلاق الحريات العامة والكشف عن مصير عشرات الآلاف من المفقودين سجناً وقتلاً وحرقاً وتصفيات جسدية.
وبما أن النظام السوري عازم على الاصلاح ومصرُ على التغيير، وماضٍ في طريق الديمقراطية وماشٍ بدون كللٍ في مسيرة التحديث والتطوير متشبهاً بالثورة الفرنسية، فلقد أرسل مجموعة من (فتواته وقبضاياته) مخابرات وعسكريين وطلاب وشبيية كلهم بلباس مدني هذه المرة حاملين معهم أعلام سورية، ويهتفون بشعارات البعث و منادين (الله وسورية وبشار وبس). وما أن اقتربوا من المعتصمين المدنيين حتى نُكِّسَتِ الأعلام، وطُوِيت الرايات ونادوا أن طاب الموت، واذا أعلامهم تتحول الى عِصيٍ وخَيْزُرَانات تضرب المعتصمين لتتكسّر عِصِيّهم على عُصَاة الثورة ، فيبطحون أرضاً من يبطحون، ويسحلون من يسحلون، ويرفسون من يرفسون (تماماً حسب الثورة الفرنسية)، ويبصقون عليهم متهمينهم بالخيانة وأنهم المأجورن وأن الأسد وجنده لهم الغالبون، ثم انهم الى جهنّم يحشرون.
يعني هم حاولوا بكل وسائلهم أن يثبتوا أن شيئاً من الاصلاح والتغيير قد حدث. فهم بدلاً من رشهم بالرصاص والنار وقتلهم على الهواء مباشرةً من قبل قوات جيش النظام ووحداته وسراياه، وعوضاً من تجميعهم في مجموعات تنادي (حافظ أسد من القرداحة والوه على.....لاحة) قبل أن يطلقوا عليهم النار ليقتلوهم جماعياً كما كان في مجازر مدينة حماة. نعم ان التغيير والاصلاح الذي حدث لاشك كبير، فبدلاً من الجيش ووحدات حماية النظام أصبحوا مخابرات وحزبيين وشبيبة بلباس مدني، وبدلاً من الأسلحة الثقيلة والرشاشة باتوا يستخدمون العصي والهراوات وباتوا يضيفون كلمة الله الى نداءاتهم حتى يكون شغلهم حسب الشريعة ولا يغضب الله. نعم انه تطوير واصلاح يحسدون عليه اعتقدوا أنهم به أدركوا الثورة الفرنسية وماعلموا أنهم في ظلمات القمع والاستبداد يعمهون.
لقد فاتهم أن طريقتهم في مواجهة الاعتصام السلمي هي طريقة فاشية من ابداعات نظام موسوليني في ايطاليا للتصدي للقوى الشعبية المطالبة بالحرية والديمقراطية. ومن ثمّ فلقد كانوا حريصين أن يفعلوا كل شيء على طريقة الثورة الفرنسية ولكن يبدو أن وجود قلَّةٍ مؤمنةٍ، وفئةٍ ظاهرةٍ على الحق وبه متمسكة ومستمسكة أفقدهم صوابهم وأخرجهم عن طورهم، فماكانوا موفقين في قمع الاعتصام وخانتهم خططهم لأنه جاء على الطريقة الفاشية (وهاي موكويسي بحقهم أبداً أبداً) لأنها لم تأت على طريقة الثورة الفرنسية.
نعم لقد استطاعت ثورة البعث (العبث) أن تعبث في كل شيء في سورية، واستطاعت أن تصيب كل شيء بالتخريب. فقد فرّطت بالأرض، ونهبت ثروة البلد، ودمرت أخلاقيات الناس وجعلت من الوطن سجناً كبيراً، ووصلت بهم الأمور أن مسخوا رموز عزّ الوطن والمواطنين وشاراتِ كرامتهم وسيادتهم واستقلالهم، وحوِّلوا راياتِه وأعلامَه عِصياً وخَيْزُرَاناتٍ وهراواتٍ لقهر المتطلعين الى الحرية واذلال الشرفاء في سجن سورية الكبير، فويل لهم مما كسبت أيديهم وويل لهم مما يفعلون. فما علموا أن هذه عِصيُّ نهايتهم وهراواتُ حتفهم أحضروها بأنفسهم، فتَحَضَّرَت لتكون خشبَ نعوشهم الى الجحيم - كما الذين من قبلهم - يوم الخلاص الأكبر. ويقولون: متى هو!؟ قل: عسى أن يكون قريباً.
[email protected]كاتب سوريم مقيم في كندا



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات سورية 1
- محطات سورية
- ذكرى الميلاد المجيد
- محطات سورية ( 5 ) النائب والوزير
- ..!! ؟المعارضة السورية و خدّام هل إلى تفهّمٍ من سبيل
- دعوي سورية النظام على السيد عبدالحليم خدام
- المعارضة السورية ..؟ الغاء قانون الطوارئ أم الغاء حالة الطوا ...
- النظام السوري والمعارضة 1
- ليل السجون السورية هل له من آخر
- النظام السوري والمعارضة 2 / 2
- النظام السوري والمجتمع الدولي الى أين ؟


المزيد.....




- بيان من مجلس سوريا الديمقراطية بعد الإعلان الدستوري
- لأول مرة.. السعودية تتفوق على مصر وإسرائيل في المقاتلات العس ...
- اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النو ...
- بي بي سي تدخل قاعدة حميميم في سوريا التي تؤوي عائلات علوية ...
- متى يعتبر نقص الحديد في الجسم مشكلة؟ وما أفضل طرق العلاج؟
- الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية ...
- البرتغال تشكك في شرائها مقاتلات -إف-35- خشية من موقف ترامب
- اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية -الحامل-
- أوربان يعارض القرض المشترك للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا وي ...
- لوكاشينكو: منظومة صواريخ -أوريشنيك- الروسية ستدخل في الخدمة ...


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - الثورة الفرنسية في شامستان