فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6110 - 2019 / 1 / 10 - 18:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من المآثر البطولية التي حفرت بحروف من نور على جبين تاريخ العراق الحديث التصدي والبطولات والتضحيات الجريئة والشجاعة التي قام بها جيشنا العراقي الباسل وقوى الأمن الداخلي الشجعان وقوى الحشد الشعبي الأبطال بتحرير أرض العراق الطاهرة من عصابات داعش المدمرة للإنسان والطبيعة والتراث الخالد. كما أن الدولة العراقية مشكورة قدمت لهم جميع مستلزمات القتال كما قامت بتقديم وتخصيص رواتب ومساعدات آنية لعوائل الشهداء الأبطال والجرحى الميامين والمعوقين الشجعان الذين ضحوا بحياتهم وأجسامهم من أجل أن يبقى العراق خالداً كخلود دجلة والفرات وشامخاً كشموخ نخلة العراق. إلا أن هذه الحرب الشريفة والطاهرة أفرزت ظاهرة مؤلمة وخطيرة لأن كثير من الشهداء الأبرار كان لديهم زوجات وأطفال وإن البعض من زوجات الشهداء الأبطال تزوجن من رجال بعد استشهاد أزواجهن وكان الزوج الجديد أو الزوجة نفسها تترك أطفالهم الذين هم بعمر الورود لدى والديها أو أم الشهيد أو أخوته وأكثرية هذه الأمهات والعوائل الذين يترك عندهم الأطفال لا يملكون القدرة المادية والجسمية لمتابعة ورعاية هؤلاء الأطفال من الصغار من الناحية التعليمية والصحية والأخلاقية لأن بعض الزوجات تمتلك قطعة الأرض التي تشيّد عليها دار كما تمتلك راتب الشهيد يحتفظن به للسكن مع زوجها الجديد وكذلك الراتب يصبح مورد لمعيشة الزوج الجديد وزوجة الشهيد مما جعل الأطفال الأبرياء الذين هم بعمر الورود سائبين في الطرقات ومختلطين مع الأشرار لا يوجد أحد يتابعهم أو يرعاهم ويحميهم من شرور الدهر والحياة البائسة. وبالرغم أن الدولة لم تقصر أو تبخل أمام شهدائنا الأبرار الأبطال بعطاء أو احترام أو منزلة كريمة إلا أن الوفاء لأولئك الشهداء الذين أجادوا بأرواحهم ودمائهم من أجل أن تبقى أرض العراق طاهرة وشريفة ونظيفة من عبث وشرور داعش غسلوها بدمائهم والجود بالدماء والنفس أسمى غاية الجود.
أقترح على أولي الأمر تأسيس جمعية لرعاية أطفال الشهداء لأن لهؤلاء حقوق وواجبات فرض وليس محبب فقط على جميع القوى الطيبة والشريفة من أبناء العراق النجباء لأن هؤلاء تصدوا بصدورهم وتضحياتهم لتلك الهجمة الشرسة والشريرة لداعش المدمرة للإنسان والطبيعة وتقوم هذه الجمعيات بالمتابعة من ناحية الإيواء والرعاية والدراسة والصحة والغذاء حتى تكتمل شخصية هؤلاء الأطفال من الناحية الدراسية والعلمية والمهنية.
مع فائق الشكر والاحترام والتقدير.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟