|
ثقافة البوح..خداع الذات
ماجدة منصور
الحوار المتمدن-العدد: 6109 - 2019 / 1 / 9 - 05:33
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
نحن مزيفون أيها السيدات و السادة..نحن مقنًعون بآلاف الأقنعة...نحن مجرد قوم مهرجون على مسرح الحياة و لدينا من الخبث ما يجعلنا نرتدي قناعا لكل مناسبة. هل حان الوقت الآن كي نكف عن إرتداء اقنعة الزيف و الغش و نٌظهر ذواتنا الحقيقية على الملأ!!! أتحدث إليكم و أنا أحاول جاهدة أن أتخلص من كل الزيف و الغش الذي أقنعت به نفسي و أقنعت الآخرون به أيضا. أنا بحاجة حقيقية و ملحًة كي أتطهر. أتطهر من زيف المدنية المعاصرة فقد أرهقت كاهلي كل مظاهرها البرًاقة ،الملونة، الخادعة، فلما أقهر ذاتي بإرتداء ألوان لا تناسبني و أقنعة زائفة قد توجب عليً أن أخلعها كلها و أرميها في صفيحة زبالة!!
هناك صوت داخلي يتحدث إليً كل صباح... إنه صوت لجوج لا ينفك عن تأنيبي. ( إنه مرضك القديم يعاودك ، قال الملك الذي على -الشمال-، إنه القرف يستبد بك يا أخي المسكين، لكنك تعلم أن هنا أحدا يستمع إلينا ولكن بسيف كلماتك القاطع تفلق العتمة الكثيفة التي تغمر قلبك فهي تكشف الأسى ذلك أننا ماضين في رحلة البحث عن الإنسان الأعلى) هكذا تحدث زرادشت إنني أتحدث إليكم الآن عن زمن الخلاص، نعم الخلاص بأنفسنا و أرواحنا عن كل ما يرهقها و يتعبها و يضنيها و يشتتها و يضلها و يعذبها و يشقيها و يأخذ منها الطمأنينة و السكينة و الصدق و الطهارة ويغتال منها شفافية الروح المعذبة بعنف هذا العالم و سقوطه المرير. منذ بدء الخليقة لم ينحط العالم لتلك الدرجة فنحن نرى أمامنا كل عهر العالم المعاصر و سقوط آيديولوجياته البغيضة لدرجة أننا قد حوًلنا الأرض لساحة قتال دموية يتصارع فيها الأوغاد بشتى أنواع الأسلحة الفتًاكة جهارا نهارا و بكل لؤم و عنجهية و خساسة و نذالة لدرجة أنه لم يبق هناك معنى لكلمة...العيب. إن العار قد اصبح يغلًف وجودنا ذاته...ففي كل لحظة نشهد إنهيار كافة القيًم و الأخلاق أمام رذالة الدولار ...هذا الدولاء -الإله- الذي به ...يثقون. إن الدولار لعنة الحياة...فبئس ما يصنعون بأرواح بريئة تتوق للعيش الآمن بسلام و تناغم مع أمًنا الأرض!! كيف الخلاص؟؟؟ لدي إقتراح لكم جميعا...باشروا بإمتلاك قطعة أرض تزرعونها بأيديكم و تفلحوها بجهودكم و تسقونها من عرق جبينكم ...إنها دعوة مني كي ترجعوا لحياة الإنسان الأولي. لنبتعد عن سقوط هذا العالم و إنهياره البشع. ( ليس عبثا أن تواصل جهودك للخلاص الذي تتوق له روحك و تهفو إليه جوارحك و تطرب له نفسك المعذبة قبل أن تغادر هذا العالم غير مأسوف عليك...) هكذا تتحدث ماجدة منصور و هي -متوحدة- مع قوى الكون الصافي و وشوشة ريح الجنوب بكل شوقها و توقها و عشقها و ولعها و لهفتها للإنعتاق و الحرية من كل ما يُكبًل الروح من السياحة في عظمة هذا الكون العظيم و هندسته الدقيقة و غموضه المحًير لأعظم عقل عالم. لنعش إنسانيتنا الحقًة التي لا تنفك عن سؤالنا:: لما نعيش؟؟؟؟ في الواقع، نحن مخلوقات هشًة للغاية فإنه يكفي لجرثومة مجهرية--لا تراها أعيننا-- كي تقضي علينا و نموت كالحيوانات النافقة. البارحة ماتت صديقة طفولتي نتيجة إنقسام مجهري في خلايا دمها!!! صديقتي تلك كانت قد دعتني منذ عدة أيام لقضاء رأس السنة في ( كراون كازينو ) وقد كانت ممتلئة بالحياة و البهجة و الشباب المتوقد و البهجة العارمة و الغنى المادي الوافر و الجسد المغري الذي يتفجًر بالأنوثة و الإغراء!!!! طالما عارضت أسلوب حياتها و لكنها كانت كمن وضع في أذنه اليمنى طين...و في الأخرى عجين. لقد عاشت حياتها بطريقتها وأخذت مصيرها بيديها. منذ شهرين...رجوت صديقتي أن تتركني لوحدتي أراقب النهر الخالد الذي يمر أمام بيتي. ها أنا الآن ممتلئة بالحزن الأبدي الذي يرافقني منذ طفولتي...أعيشه بكل تفاصيله الدقيقة...و رعشاته التي تهز قلبي و تقتحم وجداني. يا لزيف العمر و خداع الدهر و وهم الحياة و أكذوبة العيش و ضلالة الحلم و هشاشة الأمل بغد...لا نمتلكه!!! كم زيًن لنا الوهم المقيم بغد قد يأتي و قد لا يأتي!!! كيف ننتظر غدا لا نملكه. المجد للحظة الآتية...قبل أن تصبح ماض يغلفه النسيان و يطويه الدهر. عني أنا: فأنا لا أملك سوى هذه اللحظة القصيرة و التي تلعب بها أصابعي على (الكي بورد) يا لوهم الحياة الذي سرقنا من ذاتنا و سرق مننا عمق اللحظة الحاضرة. ( ظللي يناديني!!!ما لي و ظللي!!!ليركض ورائي أما أنا فسأظل أفر من أمامه) هكذا تحدث زرادشت الى قلبه و استمر في الهروب لكن الذي كان ورائه ظل يتبعه) سوف يتبعنا ظللنا لآخر العمر...فهل نستطيع الهروب من ظلالنا الى مالانهاية؟؟؟ أنا سيدة الظل التي ستستمر بالحديث إليكم كلما قرع الألم باب قلبها. طالما كان الألم صديقي و سيظل صديقي حتى آخر نفس ألتقطه . منذ فترة طويلة : قررت أن أنزع كل الزيف و الغش من حياتي و أعيش ذاتي بكل تناقضاتها و سيئاتها و حسناتها كي أكون حرًة بكل ما تعنيه كلمة حرًة من معنى. لأعترف لكم الآن بأنني كنت ضالة و مضللة و شقية و تعيسة كلما إرتكبت خطأ...كانت و مازالت (الخطيئة) تعذب روحي اشد العذاب....فكنت ، حينما أكذب، لا أنام الليل و أمتنع عن الطعام و أتوتر بشدة تنتابني العصبية و أحتقر ذاتي ..لقد كان الكذب يعذبني لذا اخذت قرارا لن أحيد عنه...قررت أن أتوقف عن الكذب مهما كانت العواقب...و رفعت شعارا:: يا ...روح...ما...بعدك...روح. جلست على كرسي الإعتراف أمام خالق الكون...و إعترفت له بكل ما يعذبني...و أول إعتراف لي بأنني قد إمرأة قد إرتدت آلاف الأقنعة و التي أثقلت كاهلي و أتعبت روحي. نصحني رب الكون بالإبتعاد عن ما يشوس عليً صفاء الروح و سكينة النفس و راحة الضمير. فعلت كل ما أمرني به الكون و هذا الصوت اللجوج الذي يزورني كل صباح. إن الحياة الحقًة تكون...حينما نكون أنفسنا و ذواتنا بكل عيوبها و نقائصها و هفواتها و رذائلها و سقوطها...و مجدها أيضا. إن مجد الإنسان الحقيقي يتحقق حينما يُدرك عمق روحه و نداء ربه الأعلى. إنه الإنسان الأعلى أيتها السيدات و السادة. ( خائفين ، خجولين ، مرتبكين ، مثل نمر أخطأ قفزته: هكذا أراكم أيها الناس الراقون غالبا ما تتسللون منسحبين جانبا، لقد أخطأتم رمية نرد. لكن ماهمكم أنتم لاعبوا النرد! إنكم لم تتعلموا اللعب و السخرية كما ينبغي على إمرء أن يلعب و يسخر! ألسنا نجلس على الدوام الى طاولة لعب و سخرية كبيرة؟ و إذا فشلتم في أمر عظيم، فهل يعني ذلك أنكم أنتم أنفسكم فاشلون؟؟و إذا ماكنتم فاشلين، فهل يعني ذلك فشل الإنسان؟ و إذا ما كان الإنسان هو موضوع الفشل، فحبذا و الى الأمام!أولستم كلكم هنا نموذجا للفشل،،، أيها الناس الراقون...لتتعلموا كيف تضحكون من أنفسكم كما ينبغي لإمرء أن يضحك) هكذا تحدث زرادشت هنا أقف من هناك أمشي للحديث بقية
#ماجدة_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثقافة البوح الحلقة 4..ضد الإنجاب
-
الى سكان الأرض سنة 3019
-
ثقافة البوح الحلقة 3
-
ثقافة البوح الحلقة 2
-
ثقافة البوح الحلقة 1
-
علاقة سرية أبوح بها...الحلقة الأخيرة
-
علاقة سرية أبوح بها...الحلقة 6
-
علاقة سرية أبوح بها...الحلقة الخامسة
-
علاقة سرية أبوح بها ...الحلقة 4
-
علاقة سرية أبوح بها...الحلقة الثالثة
-
علاقة سرية أبوح بها...الحلقة 2
-
علاقة سرية أبوح بها
-
إمرأة عارية..في حضرة الله
-
اقتلوهم بطرق أخرى
-
كن بسيطا..تكن سعيدا (الحلقة الثالثة)
-
كن بسيطا..تكن سعيدا (الحلقة الثانية)
-
كن بسيطا..تكن سعيدا
-
همسات...إمرأة حرة
-
رسائل خالدة ل البرنس محمد بن سلمان
-
إني أحترق...و أحلم
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|