أكرّر نفسي

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

الحوار المتمدن-العدد: 6109 - 2019 / 1 / 9 - 02:00
المحور: الادب والفن
    

أكرّر نفسي في كلّ بداية ، أصرخ: "وجدتها!"
أمسك بجديلتها ، تفلت منّي، تتكرّر البدايات ، ولا نهاية
يسألني: هل الحياة سرمديّة أم أبديّة ؟
ماذا تعني بمصطلح الحياة؟
أنظرُ إلى نجم بعيد يغمز لي:
لا تجيبي على أسئلة عبثية
فلا زلت تحبين على أدرانها
رأيتك تهرولين كحمار يذعن لأمر صاحبه
لا تعرفين من أنت
تقولين أنّك مجدليّة
. . . .
تحدثني امرأة عن السّفر
عن المرّة الوحيدة التي زارت فيها العاصمة
وعصبت رأسها بعد عودتها:
لن أكرّرها، فأنا لا أحب الأسفار
لا أحبّ العاصمة . أهلها أشرار
لا أعرف إن كنت مثلها، أم مثل ذلك الحمار
فأنا أسافر وعلى ظهري أكياس أوصلها
فقط أنا وتلك المرأة لا نحبّ السّفر
والعالم يقف على الدّور
كي يحظى بتذكرة
. . .
تعاتبني ، تحاسبني، تضرب نفسها
وكلما شدّت شعرها تقول: أنتِ السّبب
لأنّك كنت رهينة كلّ المحابس
كنتِ مثلي الأعلى
عندما رأيت النور
عندما رأيتُ العواصم . عرفت أنّني خلف الحياة
تحرّري ! هناك في العالم حياة
اذهبي إلى المطاعم، المسابح، وحفلات السّمر
واعدي الرجال
واظهري أجمل مفاتنك على البشر
فأنت بشر
من؟ أنا
تقولين أنّني بشر ؟
ربما
. . .
ما أصدق المرآة !
مرّت على جيبي. . . فاغر فاه
مرّت على شيبي
على يديّ المرتجفتين
على عمري
على فكري
عرّتني
رأيت العيب يلبسني
ويخشاني
وتبحث عفتي في الليل
عن ألم أنهكني ورماني
لازالت المرآة تعيّرني
بزمن رماني
. . . .
اختبأت خلف إصبعي ألف عام
لم أعرفني
أصابتني الغيرة والحسد
لمّست على عقلي
على قلبي
وضربتني ألف سوط ليخرجا مني
وأنسى أنّني على قيد الحياة غصباً عنّي
يختبئ الحسد تحت ثيابي
يسخر: إنّهم يسافرون، يرقصون
يتمتّعون،
ويخطئون لأنّهم بشر
وأنت تقبعين في خلوتك تكتبين عن الألم
لن ينفع بعد اليوم النّدم

. . .
لا أعرف إن كنت كليّ خطيئة
نسيت نفسي ، ندبت حظي
وقفت بين الضّحايا أستمتع بالهوان
تغنّيت بضعفي
أثنيت على عذاباتي
مجدّت البؤس في أغنياتي
صفق لي جمهور خفي:
أنت حقيقيّة، مكافحة، عصامية
بكيت على عتبة داري
حذفت ألقابي من أفكاري
لن أكون ضحية ، لن أكافح
سوف أكون بشراً
لا بأس أن أخطئ
أتعصب لأخطائي
لأنّني أحب أن أكون بشراً

#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات