أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - أعباء إيديولوجية














المزيد.....

أعباء إيديولوجية


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 6107 - 2019 / 1 / 7 - 21:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أود أن أنوه إلى أمر ثانوي قبل البدء بالفكرة الرئيسية ، و هو أنني عندما أمارس النقد العام فإنني في هذه الحالة أصحبه بالنقد الذاتي ، لأنني فرد في هذا المجتمع ، أتأثر به و يتأثر بي ، أعاني من عقده و أحاول من ناحية أخرى أن أنتبه إلى هذه العقد و المشكلات ، و أحللها ثم أسعى إلى علاجها (على المستوى الفردي_الذاتي) ، و آمل أن أنبه الغير إليها ، في محاولة لتغيير إيجابي ...

في روايتي (صوت الغريب) تحدثت عن قوة الأيديولوجيا و أثرها على تكون شخصية الإنسان ، بل و حتى تحكمها بكافة جوانب حياته ، و أورد هنا المقطع من الرواية حيث يقول الصوت الغريب :

(أكثر ما يخافه الانسان هو التغيير ، و من هنا تأتي قوة الأديان و الدكتاتوريات و كل الإيديولوجيات التي نعرفها و لا نعرفها ... إنها تستغل خوف الانسان من التغيير ، وحبه للإستقرار و الروتين ، فالروتين يمنحه شعورا زائفا بالأمان ... سعادة وهمية و هشة ... تقتلها أول صدمة يواجهها ... كموت عزيز ... أو خسارة عمل ... أو نشوب حرب !!)

في هذا المقطع حاولت أن أختصر قضية كبيرة بجمل بسيطة ، فالأنظمة الدكتاتورية تعمد دائما إلى تعزيز هذا الخوف من التغيير ، فتبث في قنواتها (الإذاعية و التلفزيونية) الرعب من أي بديل لها ، و تحاول دائما أن تقنع أتباعها أن سوء المصير هو النتيجة الوحيدة لاستبدالها !!
و قاربت أيضا في هذا المقطع بين الأنظمة السياسية و الأديان ، لأن جميع الأديان تتبع نفس النمط في الحفاظ على وجودها و تحقيق حلمها الأزلي : (البقاء للأبد) ... بل ربما كانت هذه الأنظمة استمدت استراتيجيتها من الأديان ، و أقصد هنا : شيطنة الآخر و بث الخوف من أي تغيير أو تحديث قد يؤدي إلى زوالها !!

و كما يقول أدونيس :
(الخارج الشرعي هو الذي يكوّن الداخل الذاتي للمسلم ، و دور الوعي أو العقل ، ليس في أن يكشف عن حقائق خارج النص - الوحي ، أو في أن يستقصي بحرية ، مجهولات الإنسان و العالم ، و إنما يكون دوره في تفسير العالم و الأشياء استنادا إلى الحقيقة أو الحقائق المعطاة سلفا في هذا النص ، و الذي لا يجد المسلم أمامه إلا أن يتقبلها ، و يأخذها جاهزة ، كاملة ، نهائية)

أي أن الأديان لا تمارس فقط التخويف من التغيير ، بل إنها أيضا تحتكر المعرفة لنفسها ، فتكون هي المصدر الأول و الأخير للتفسير بدلا من الاستكشاف !!

و أحيانا نحصل على تركيبة مذهلة عندما تحكم تلك الأنظمة من خلال الدين ، و تكون هي الوصية الشرعية الحافظة للعادات و التقاليد المستمدة غالبا من الثقافة الدينية (السعودية كمثال)
فتعمل على تعبئة اللاوعي الجمعي بمدى خطورة المساس بهذه العادات ، مما يجعل جميع أفراد المجتمع مجندين بشكل طوعي (لاواعي) لحماية هذه العادات و ضبط عملية التغيير في حال تمرد أي فرد من الأفراد و تصريحه بالرغبة في التغيير ...

مؤخرا كانت حادثة هروب الفتاة السعودية (رهف) أو من عرفت على تويتر (بفتاة تايلند) دليلا رائعا و جليا على ما قلته سابقا ، فبعد هروبها من عائلتها (بغض النظر عن دوافعها الشخصية للهروب) ، استطاعت أن تصل إلى مطار (بنكوك) ، و هناك قام موظف الخطوط الكويتية بالتطوع لحجز جواز سفرها و تسليمه للسفارة السعودية ، بعد أن وثقت به و شرحت له قصتها ، حيث أعطاها (كرته الشخصي) و وعدها بالمساعدة ، ثم خانها و أسلم أمرها لسفارتها التي اعتبرت الأمر ليس مجرد قضية شخصية عائلية ، و إنما تهديد للمجتمع ككل ، فما يخافه هؤلاء هو أن يمر الأمر بسلام ، فيتحول إلى عادة ... و باعتبار أنهم يعلمون مدى الاضطهاد المطبق من قبلهم على أولادهم ، فإنهم يعتبرون الأمر خطرا على عاداتهم و تقاليدهم و أمنهم و استقرارهم !!
فالتصرف الذي قام به موظف الخطوط الكويتية ، يعتبر تصرفا طبيعيا و متوقعا (لشخص مؤدلج) ، فهو يظن أنه يستطيع أن يمنع أي تغيير في العادات التي تضمن له استقرار مجتمعه الأبوي المتسلط و الذي بدوره يمنحه كامل حرية السيطرة على المرأة و الأولاد !!

#Maher_Razouk
#ماهررزوق



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية الوصاية الأخلاقية
- مرثية محمد الماغوط
- فلاسفة العرب المعاصرون , حقيقة أم وهم ؟؟
- الأثر الاجتماعي و السياسي على النص الديني
- رسالة حبّ
- قصيدة : انتصر ...
- ترويض الشعوب
- الحرية ذات القطب الواحد و الحرية المطلقة
- مقطع من روايتي : الصوت الغريب
- التعليم في المجتمعات المتخلفة
- عقدة النقص بين الاستلاب الديني و السياسي
- ثقافة الفضيحة وهشاشة المجتمعات المتخلفة
- قصيدة : الظهور الأخير
- تساؤلات ضرورية (3)
- ثقافة العيب و علاقتها بالخضوع السياسي
- هذه الأنظمة من هذه الشعوب ...
- فادي عزام : خسرت البوكر و ربحت قلوبنا
- العصبية و الخطر الوجودي
- جرأة الرواية العربية المعاصرة
- التمرد أم الثورة ... أيهما أجدى ؟؟


المزيد.....




- النيجر.. إطلاق سراح وزراء سابقين في الحكومة التي أطيح بها عا ...
- روسيا تشهد انخفاضا قياسيا في عدد المدخنين الشرهين
- واشنطن تدرس قانونا بشأن مقاضاة السلطات الفلسطينية بسبب هجمات ...
- هل يمكن للسلطة الجديدة في سوريا إعادة ترتيب العلاقات مع بكين ...
- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يناقش غلاء الأسعار وتسييس القفة ال ...
- إسرائيل تعدل إجراءات الإنذار استعدادا لهجمات صاروخية كبيرة و ...
- القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية ترحيل الطالب محمود خليل المؤيد ...
- باراغواي تستدعي السفير البرازيلي لديها وتطالبه بتوضيحات حول ...
- موسكو: سنطور الحوار مع دول -بريكس- ومنظمات أخرى لبناء الأمن ...
- تبديد أسطورة فائدة أحد مكونات النبيذ


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - أعباء إيديولوجية