أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن عامر - النهضة في مواجهة تيارات السلطة














المزيد.....

النهضة في مواجهة تيارات السلطة


محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 6107 - 2019 / 1 / 7 - 21:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


موقع النهضة الحالي على ضوء تشكلات المشهد السياسي الجديد: التوافق الوجوبي مع النظام

الرؤية العامة لحركة النهضة ٱلذي على ضوئها "تحط الخزمة" في إطار موقعها في المشهد السياسي؛ هو ٱعتبار أن الخصم الأساسي لها هو التيار الدستوري (دوستوريو عهد الإستقلال)،ٱلذي ظل الطرف الوازن في الجهاز الإداري( ما ٱصطلح على تسميته بالدولة العميقة) و يؤثر بفعالية في المسار السياسي للبلاد..و لكنها( أي حركة النهضة) كانت تجيد دوماً التمييز بين مكونات هذا التيار بين خصومها الراديكاليين و الأطراف ٱلتي من الممكن التعامل معهم. بعد "تغيير السابع من نوفمبر" حاول الإتجاه الإسلامي الإنخراط في المنتظم السياسي من مدخل شرعي و قانوني يُعترف لها فيها بحقها كقوة سياسية صاحبة مشروع مجتمعي يحق لها أن "تناضل" من أجل ترسيخه..دعم نهج "التغيير" و دعم الرئيس بن علي، توقيع نور الدين البحيري على الميثاق الوطني، دخول عبد الفتاح مورو للمجلس الإسلامي الأعلى..كل هذا بين رغبة شديدة من الإتجاه الإسلامي(شقها الأغلبي على الأقل..)في دخول عجلة الفعل السياسي من باب الشراكة "المدنية.." . العائق الوحيد ٱلذي واجه الحركة كان الشق الأغلبي في حزب الدستور و جهاز السلطة ٱلذي لم يكن يرى مبررا من إدماج حركة النهضة في المشهد السياسي بٱعتبار فشلها في "ٱمتحانها الديمقراطي الاول" الإنتخابات البلدية ٱلذي قدمت فيه خطابا يتأرجح بين المدنية وديسكور الإخوان المسلمين التقليدي..

التجربة المريرة (عشرية التصفية ٱلتي بدأت بهروب راشد الغنوشي و محرقة التسعينات..)، كانت درسا قاسيا في تعامل النهضة مع تكوينات السلطة و أجنحتها. هذا ما جعلها تسرع بعد الثورة إلى ٱستيعاب جزأ من حزب التجمع المنحل تنظيميا و سياسيا ؛ تنظيميا عبر ٱستيعاب الجزأ الإنتهازي الغير عقائدي فيه (ٱبتلاع جزأ من القواعد و ماكينة التجمع داخل حركة النهضة)،و سياسيا عبر ٱحتضان محمد الغرياني و التيار الذي نشأ و نمى في عهد بن علي عبر التبدل التنظيمي لحزب الدستور، من اجل منعه من "التجذر ضدها".هذا في مستوى الجهاز السلطوي، في المستوى السياسي العام ، لم تولي النهضة في كل تاريخها (نسبيا) ٱهتماما بخصومها " الآيديولوجيين" من اليسار أساسا بقدر ٱهتمامها بالتناقضات ٱلتي تشق السلطة(العداء لليسار مرتبط أساسا بفترة السبعينات و موقف تاريخي تجاه اليسار من تعاطيه مع قمع الإسلاميين في التسعينات..)، في حين بينت ٱهتماما بتكوينات الوسط ، الحليف الأقرب الغير آيديولوجي من جهة، و الأهم رغبة حركة النهضة دائما في لعب دور اليمين و الوسط في ذات الوقت ..
دعم يوسف الشاهد في نهاية المطاف كان تكتيكا يبين المواقف الدائم للإسلاميين تجاه تكوينات السلطة..محاولة إجراء عملية إستئصال لتيار داخل النظام قابل للتعامل معها، في مواجهة أوليغارشيا سياسية لن تقبل بحركة النهضة إلا في إطار التبعية لها..خيار الباجي الوحيد الآن هو إعادة ترتيب التيار الدستوري بعد إعلان القطيعة مع النهضة (قطيعة أكثر من أنها كانت وجوبية ،مفيدة بالنظر للمتغير للسياسي)، عبر القبول حتميا بدفع إبنه إلى الخلف على الأقل. في الأخير حركة النهضة في المستوى السياسي العام في مأزق ؛ محاولة صنع السياسة في مستوى الهيمنة تحت طائلة الظغوطات و التهديد، خصوم يتناسلون و يبنون المشترك فيما بينهم على قاعدة العداء للمشروع الديني الذي تمثله حركة النهضة ..التنازل الدائم مازال الممكن الوحيد للإسلاميين، أما التمكين السياسي (و الأيديولوجي كمشروع إستراتيجي) أمور تدخل في باب المحال في هذه المرحلة..



#محسن_عامر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحايا النظام أم ضحايا حركة النهضة؟ : الحصاد المر للإتجاه الإ ...
- موقف الجبهة الشعبية من مسألة الميراث: ضرورات الإنخراط في الف ...
- إتحاد الشغل والسلطة: الصِدام
- إتحاد الشغل و السلطة : الصِدام
- المتغيٍّر السياسي في تونس على ضوء تحوير القانون الإنتخابي
- توافق ورثة نداء تونس على طاولة حركة النهضة
- ردود المنتصرين: مدخل إلى -مفهوم التوافق-
- صراع السلطة و الإتحاد : رسائل يوسف الشاهد الأخيرة
- يهود تونس فاعل انتخابي من باب حركة النهضة
- الإعلام -السلطة- و الإعلام -المتسلّط عليه-
- اللورد و الواعظ و صناعة المشرق العربي الجديد
- إعلان حماس عن مسؤولية -إسرائيل- في اغتيال الشهيد محمد الزوار ...
- الفصل الثاني من الإنتقال الديمقراطي في تونس : المفهوم الناشئ ...
- الدعاية السياسية حين تتحول إلى ثرثرة : الدعوة إلى انتخابات م ...
- مَا بَعْدَ إِعْلانِ مُبادَرَةِ عبيد البريكي : بِنْيةُ المباد ...
- اليَسَاريُّونْ الأخْياَرْ و اليَسَارِيُّون الأَباَلِسَة


المزيد.....




- قائمة أكثر 10 مطارات ازدحامًا بالعالم..ما هي؟
- مصور يوثق جوهر الجمال في لبنان عبر سلسلة من الصور الجوية
- اختبارات صحية في المنزل تساعدك على معرفة سرعة رد فعلك
- مستثمر إيطالي يشير إلى ارتفاعات مهولة في فواتير الغاز والكهر ...
- السر وراء تدجين القطط… اكتشاف مذهل من مصر القديمة
- من تصفية حماس إلى تهجير السكان.. كاتس يكشف استراتيجية إسرائي ...
- السوداني: وجهت دعوة إلى الرئيس السوري لحضور القمة العربية في ...
- تقرير: استبعاد مسؤولي -الشاباك- من مرافقة نتنياهو إلى غزة
- تورط مواطن مصري في مخطط تخريبي بالأردن
- بعد الزلزلال المدمر في ميانمار.. فيضانات تغمر شوارع ومباني ث ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن عامر - النهضة في مواجهة تيارات السلطة