|
هل يركب ساساة العراق قطار التطبيع مع إسرائيل
محمد كاظم خضير
الحوار المتمدن-العدد: 6107 - 2019 / 1 / 7 - 21:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل يركب ساساة العراق قطار التطبيع مع إسرائيل --------------------------- محمد كاظم خضير فوجئنا في العراق بتصريح محمد علي الحكيم وإذا بالعراق كله يضجّ ضد «تصريح محمد علي الحكيم حول حل الدولتين واعطه دولة صهيونية » والشعب الفلسطيني على مشارف «انتفاضة ثالثة» والشعب العراق يعلن رفضه لتصريح «محمد علي الحكيم »، ، في خضم ذلك فوجئنا بانتشار «تغريدة وزارة الخارجية لإسرائيل 》》في كل مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض الفضائيات تتناوله بالتعليق، وخاصة المعادية للشعب العراق أن «القناة الثانية» الإسرائيلية،
ترحب وتعلق على زيارة ثلاثة أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن ثلاثة وفود حزبية عراقية ضمت 15 شخصا، زارت إسرائيل خلال العام الماضي 2018، وبحثت قضايا خاصة بإيران والتطبيع.
والمصيبة العظمية أن "الوفود ضمت شخصيات سنية وشيعية وزعماء محليين لهم تأثيرهم في العراق، زارت متحف ياد فاشيم لتخليد ذكرى المحرقة، واجتمعت ببعض الأكاديميين والمسؤولين الإسرائيليين"، مشيرة إلى أن الخارجية الإسرائيلية تدعم هذه المبادرة دون إيضاح الهدف منها.
من جهته كتب المحلل والأكاديمي الإسرائيلي إيدي كوهين على "تويتر": "الحكومة العراقية أرسلت هذه الوفود للتفاوض مع إسرائيل على الانسحاب الإيراني من جنوبي سوريا مقابل وقف القصف الإسرائيلي للأراضي السورية".
وأكد كوهين أن "الوفود فاوضت أيضا على حل الأحزاب الشيعية في العراق وسوريا ولبنان ودول الخليج، وبحثت سبل التطبيع مع إسرائيل".
وقد ازدادت في الآونة الأخيرة زيارات الوفود العراقية بعد زيارة إلى إسرائيل كما لم تعد زيارات الإسرائيليين إلى الدول العربية تثير الاستغراب وفود من سياسين يقومون بزيارة إسرائيل! ! ان صح خبر هذا الزيارة يضعوا بذلك العراق وقيادتها وشعبها أمام ما نعتقده أنه (نزق فكري خاص)، وكأنهم لا يفرقون بين «الكيان الصهيوني» المعزول دوليا، بسبب كل ممارسته وضربه لعملية السلام، والاستيطان ! وسيبقى أمر هذا الوفد واختياره هذا التوقيت إلى جانب ارتكاب جريمة «التطبيع السري » ، محل غموض حتى تتضح الأبعاد لهذه الزيارة، بل وحتى تتم محاسبة القائمين بها من خلال المسؤولين والمجلس النواب والحكومة ! ومعرفة من صرح لهم للقيام بهذه الزيارة؟
{ حين يرفض العراق كله ، تصريح محمد الحكيم وتأتي هذه الزيارة التي تم اعتبارها (أول زيارة سري لإسرائيل)! فإن ذلك يعتبر بمثابة (التزوير لإرادة الشعب العراق وخاصة في مثل هذا التوقيت (الملغوم) والمشحون ضد إسرائيل، انتصارا لعروبة وإسلامية «القدس» وكونها العاصمة الأبدية لفلسطين وليس لإسرائيل!
ولهذا فإن من المستغرب في هذه المرحلة أيضا، انتشار «الإشاعات» حول التوجه المتزايد من العراق بالتقارب مع إسرائيل، وخاصة أن مواقف العراق عموما، تنبع من إدراك واضح (للأسباب التي تمنع العلاقات مع إسرائيل)، ولأن دولتنا تدرك طبيعة الشعوب العربية والإسلامية من (التطبيع من دون تحقيق السلام) بأنها طبيعة رافضة، وقد أثبت الشعب العراقي برفضهما التطبيع حتى بعد مرور عشرات السنوات!
أما العلاقات الفردية، أو النخبوية «السرية»، فإنها رغم الرفض الشعبي لها إن حدثت، تبقى في خانة (عدم اليقين) طالما لم يجرؤ أصحابها على إعلانها!
{ زيارة هذا الوفد العراقي ، أمره غريب ومستهجن، ليس فقط لتوقيته، وإنما لطبيعته وهدفه في هذا التوقيت! يتحدثون عن العروبة ، وهم في خانة المهرولين للتطبيع !!!!!
أما «السياسين » الذين يدعون بدورهم إلى التطبيع، فهؤلاء وكأنه (قد بلغت بهم السطحية والنزق والمراهقة السياسية مبلغا لا وصف له)! وهم يروجون أن (القضية الفلسطينية للفلسطينيين ولا علاقة لنا بها) وكأنهم لم يتعلموا درسا واحدا من دروس العقود الماضية منذ نشوء هذا الكيان الصهيوني، أن القضية التي كانت قضية مركزية للعرب والمسلمين، ستبقى كذلك، لاتصالها بالأمن القومي العربي كله، وليس بالفلسطينيين وحدهم إلى جانب كون «القدس» قضية عقائدية لكل المسلمين، وقضية أمن وسلم لكل دول العالم! ولهذا تأتي التغريدات التي (يشيطن كل طرف الآخر بها) في سياق إحداث المزيد من الشروخ والتفكك بين الشعوب العربية، منافية لليقين بأنه لن تنجح أي علاقات أو أي تطبيع مع هذا الكيان من دون حل القضية الفلسطينية حلا عادلا ونهائيا!
{ أما احتفال الصحافة الإسرائيلية بالزيارة (النشاز) فلا يهمنا أمره في شيء، وندعو (البرلمان العراقي ) إلى التحرك، مثلما ندعو المسؤولين إلى محاسبة هذا الوفد الذي لم يقدم إلا الإساءة لعراقيين ولشعبها وتشويه الموقف العراقي من القضية الفلسطينية وإعطاء المبررات لأعداء العراق لشن الحملات العدائية والتشويهية ضدها! والمساهمة في فك عزلة إسرائيل بسبب قرار ترامب، وهو القرار الذي يعني (تصفية القضية الفلسطينية ومفاوضات السلام) ليأتي هذا الوفد «المريب» ويتمختر هذه الوفود ، وكأنه قد حررها من الاحتلال الصهيوني! ويا لبؤس الحمقى والسذج والمطبّعين وخاصة في هذه المرحلة التي يصل فيها العدو الصهيوني إلى كامل استهتاره بالقوانين والاتفاقيات الدولية!
#محمد_كاظم_خضير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النشرة العراقية
-
الواتساب وسر عرقلته لتشكيل الحكومة
-
فرضيات استمرارية عادل عبد المهدي في الحكم
-
سمكة عراقية تخاطب عادل عبد المهدي
-
ثنائية الفاسدة والغرق في العراق
-
لن تعود داعش ما دام حشد الله موجود
-
مقال
-
انا وسائق التاكسي والنقاش حول حكومة عبد المهدي
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|