صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6107 - 2019 / 1 / 7 - 14:15
المحور:
الادب والفن
عبد برصوم رؤى مفتوحة على مساحات المدى
10
كلّما نكبرُ تكبرُ آهاتُنا
تخلخلُ حبورَ الرّوحِ
كأنّنا نلملمُها فوقَ ظهورِنا
كي ترهِقَ كاهلَنا
كي تصبحَ بلاءً علينا!
عبد برصوم زهرةٌ برِّيّة مورقة في لهيبِ اللّظى
رؤى مفتوحة على مساحاتِ المدى
تبرعمَ من لجينِ البحرِ على إيقاعِ هديلِ اللَّيلِ
حاملاً فوقَ منكبيهِ مناراتِ القصيدة
رحلةُ بحثٍ موصولةٍ عن نضارةِ النّدى!
شمعةٌ تزدانُ اشتعالاً في عتمةِ هذا الزّمان
غربةٌ مفتوحةٌ على آهاتِ الحنينِ
حرفٌ مجدولٌ من اخضرارِ الدَّوالي
قامةٌ محبوكةٌ من طراوةِ شموخِ الحنطة
كم من البلادِ والمدائن جالتْ قدماكَ
كم من التُّرحالِ حتَّى تبرعمَ العشقُ شهداً في مقلتيكَ
ما هذا العبور في لجينِ الأغاني؟!
مراراً قرأتُ أنغامَ القصائد فوقَ وميضِ عينيكَ
طموحُ إنسانٍ مكتنزٍ برهافاتِ السُّؤالِ
شموخُ مبدعٍ طافحٍ نحوَ أقاصي الكلامِ
كم من العطاءِ في خفايا الفنونِ والعلومِ
مليونُ ألفِ سؤالٍ وسؤال انفرشَ على مساراتِ رؤاكَ
انبلجَ كلُّ سؤالٍ من أعماقِ كنوزِ الخيال!
غرّدَتْ بلابلُ البساتينِ تغريدةَ حُزْنٍ
والعصافيرُ توقَّفتْ عن الزّقزقاتِ
مسحةُ حزنٍ تكسو أحواشَ بيوتِنا العتيقة
تناهَتْ أحزانُ الرّحيلِ إلى عظامِ الأمّهاتِ
إلى الأزقّةِ الَّتي ترعرعْنَا فيها
عمرُنا حلمٌ مجنّحٌ نحوَ منائرِ الأسى
غمامةٌ عابرةٌ فوقَ أشجارِ البيلسان
طفحَتْ دمعةُ حزنٍ من مآقي جاك إيليا
على أوجاعِ الرّحيل
تناهى إلى مسمعيه قهقهاتُ عبد برصوم
وهوَ يمسكُ إزميلهِ
يستحضرُ جاك رحابةَ الماضي الفسيحِ
يتراءى أمامَهُ عبد بكلِّ عنفوانِهِ
يتحدّثان عن شموخِ التَّماثيلِ فتتعالى القهقهات
جاك إيليا فنّان من لونِ النّدى
شوقٌ رهيفٌ إلى مذاقِ القصيدة
إلى عبد برصوم
إلى صديقٍ من نكهةِ الزّنبقِ البرِّي
أصدقاء من طينِ المحبّة!
أكتبُ حرفي من وحي طفوحِ الدُّموعِ
من تجلِّياتِ حبورِ الطُّفولة
من ذكرياتِ صديقٍ معجونٍ بألقِ الطُّموحِ
كأنّه مندَّى بأجنحةٍ شامخةٍ فوقَ هاماتِ الجبالِ
كتبَ اسمَهُ فوقَ بسمةِ الحياةِ عابراً زرقةَ السّماءِ
كرفرفاتِ طيورٍ محلّقةٍ فوقَ أبراجِ المدائن
كأصفى انبعاثِ بوحِ القصائد!
6. 9. 2018
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟