ياسر المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6099 - 2018 / 12 / 30 - 00:24
المحور:
الادب والفن
الفسيلة
بعد أن نفض عن بستانه آثار الحرب، شرع في إعادته إلى زهوه السابق بأن يحوي على نخيل أجود التمور. ولهذا الغرض كان عليه أن يحصل على فسيلة واحدة على الأقل من كل نوع، وقد تمكن من توفير ما يريد بإستثناء فسيلة (البرحي)، فلجأ إلى جاره (أبو سعيد) لكي يتدبر أمرها، وهذا الأخير ما كذّب خبرا كما يقال إذ سرعان ما أحضر الفسيلة وقدّمها عن طيب خاطر إلى الجار الذي إحتضنها مثلما تحتضن المرأة وليدها في اللحظات الأولى التي تعقب وضع حملها.
وكعادة فسيل نخل العراق، سرعان ما كبرت الفسيلة وأصبحت نخلة تطاول أعنان السماء، ولكنها عوض أن تثمر (البرحي)، أثمرت تمر (الزهدي)، فذهب الجار المخدوع إلى (أبو سعيد) وهو يكتم غضبا ليحيله إلى عتاب وإستنكار لخداعه إياه في نوع الفسيلة، وقبل أن يكمل عتابه، بادره (أبو سعيد) بالقول:
ـ وكيف لي يا جاري العزيز أن أعرف بأن أحدنا نحن الثلاثة، أنا وأنت والفسيلة، لا يموت فبل أن تكبر الفسيلة وتثمر؟
خيانة
كتفاي للعباس، مالك وعيالك في الحفظ والصون إلى أن تعود، ولمّا عاد وجده بلا كتفين !!
#ياسر_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟