كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 6097 - 2018 / 12 / 28 - 21:24
المحور:
الادب والفن
خالي وفاض
أتسائل
مثل كل كائن حي
خالي وفاض
ماذا يوجد في حوزتي
من مصداقية
أربت بها
على أناتي
الخارجة عن إرادتي
والتي أعثر عليها
منخرطة
في صد هجمات
عيل صبري
ومتورطة
وفي تلقي إصابات
قاتلة
من فت عضدي
-
ولا- لم أبدد الوقت
بل هو يشلحني
كثوب بال
في كل مكان
معزول
عن أنظار عالم
لم يعد يعبأ في
تتبع أثر - تعثري
بالانخراط في مسيرة
إنسانية
بعيدة عن مطلب عتق يدي
من أغلال الشقاء
---
هذا ولم يكرم وفادنا
عمل جاد
على إنقاذنا
من ورطتنا
كحراس فلاة
وكرواد هبوب رياح
وحتى تحولنا
خلال سبع سنين عجاف
إلى أعواد يابسة
في غصن حياة
يبحث عنه
فأس حطاب
ليحطم صلابته
كمؤونة دفء
لشتاء قارس
يدفأ به أطراف
بلاد
مشلوحة بالشتات
-
لا- ولم أعول على
حمى
أو رشاد
ولا لم أنتظر
من أحدهم
لملاقاتي
وأنا أمر
مرور الكرام
كحدث فائت
طواه
صرف النظر
-
ولقد حافظت على رباطة جأشي
وواظبت وعلى
سجيتي السمحة
بالتفائل
ولذلك كنت أنصب
للسكينة
قوس قزح
في حلل
من ندى
وأزياء من طل
-
وفي الليالي الباردة
أشعل أعواد حطب
لدفء
يفرد قبضة زمهرير
أطفال صغار
ولو ---
على اشتعال
عود ثقاب
---
وكنا نحلم
تحت أغطية سميكة
بجذوة حر
تخفف من ارتجاف
أوصال أسر
هتكها القر
-
وأصفق بجناحي
عصفور
لأنخرط بزقزقة شجية
ولأجعل طيور
أبابيل
تخطئ برمي جمارها
في دحر
تلبد طقس
يبعث على القر
-
وأنتظر رصاصة الرحمة
بفارغ الصبر
كي تخطئ هدف
تصويب
على رأس قريب
بعد اقتلاع وتد
في خيمة شتات
تدير ظهرها لهبوب رياح
فتقلب حياة ساكين الفلاة
في مقلب طين
أو وحل -- مما يعتريه
من نفاذ صبر
من اقتلاع
حياة
لبشر معلقين
في ملاقط قشعريرة
على حبال غسيل الشتات
-
ودون أن أدري
أسمع زغاريد
التغريد
وأرهف السمع
لشقشقات الصدح
ولا أرى طيور
تصفق بجناحيها
مروراً بأحداقي
-
ومن ثم أطل من
وجهة نظري
التي تسكن بها
زغاريد سكناتي
المترنمة في رقصات
إشادة
وتلويح
لأرى الوطن
قريب
-
وأكاد أطرق
أبواب المدى
وأرفع الصوت
وأردد الصدى
في هذا الإصرار العجيب
على مناشدة
الأفق البعيد
-
وأحث السير في
تتبع الغياب البعيد
لأبناء
وأحفاد
تناثروا في أطلس خرائط
كل البلاد
-
وأنعم في حنين قاصف
ينقلب
وراء الأفق
كظلام حالك
انتظر طلوع الفجر
لأصبح أنا
صاحب مسقط الرأس
ووفادي وثير
ممتد الأعطاف
إلى كل الناس
أحباب
-
والوطن طيب الثرى
وعلى أحسن مايرام
كمال تاجا
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟