أسامة أبوديكار
الحوار المتمدن-العدد: 6096 - 2018 / 12 / 27 - 16:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل نستورد وزراء من نيبال
أسامة أبوديكار
بات المواطن العربي عموماً، والسوري خاصة، يشعر أن الوزراء و المسؤولين في بلاده ليس لهم أية علاقة بما يعانيه هذا المواطن من مشاكل وهموم، وما يدل على ذلك أن غالبية قراراتهم لا تتناسب مع هموم بلادهم وأزماتها،
فدائما نسمع عن أزمة خبز في ذاك البلد أو أزمة برلمانية في بلد آخر أو أمراض غير معروفة في آخر أو أزمة عمال عاطلين عن العمل.. أو أزمة وقود وسيول في دول أخرى.. أو أزمة حجاب ومساواة
ولكننا لم نسمع عن معالجات حقيقية لهذه الأزمات !!
طبعا أصحاب القرار المعنيين في حل هذه الأزمات معذورون لكونهم يركبون سيارات نوافذها من زجاج أسود لا يشاهدهم المواطن إلا على الفضائيات.. ولا يمكنهم رؤية معاناة هذا المواطن بسبب هذه الحواجز..
لا يخافون من قدوم شهر الميم ( مازوت – مدارس – مونة )
أولادهم في مدارس خاصة لا يخافون عليهم من المرض أو من برد الشتاء القارص
ولا نحسدهم بالطبع على طريقة غذائهم ومكان جامعاتهم أو السيارات التي يمكنهم اقتناءها من عائدات ضرائب هذا المواطن .. لأن طبيعة عملهم تستوجب الراحة الموفرة لهم ليخرجوا بقرارات تهم المواطن وهمومه وطريقة التحايل عليه ؟!
لكن وزراء دولة نيبال كان لهم رأي آخر، فقد عقدوا اجتماعاُ لمجلس الوزراء النيبالي مقابل قمة جبل ايفيرست ليشعروا العالم بخطورة ذوبان الثلوج، وما يمكن أن تحدثه من كوارث على الشعب النيبالي.. والجميل في الأمر أن اجتماعهم كان في الهواء الطلق وفي البرد القارس دون تدفئة مركزية أو ما شابه ذلك.
لو كان لدينا مثل هؤلاء الوزراء هل كنا اليوم نعاني ما نعانيه ؟!
هل نسمع يوماً عن اجتماع لوزراء المياه العرب مثلاً في مكان يعاني قاطنه من الجفاف والعطش؟!
أو اجتماع لوزراء الاقتصاد والشؤون الاجتماعية في مكان يسوده الفقر والجوع ؟!
أو اجتماع لوزراء المالية لإلغاء الضرائب الجائرة ؟!
طبعاً هذه ليست دعوة إلى الهجرة إلى نيبال !!!!
#أسامة_أبوديكار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟