أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الكيلاني - خالد الكيلاني يكتب : مقتل السادات ونظرية حبة الشوينجوم ( 1 من 2)















المزيد.....


خالد الكيلاني يكتب : مقتل السادات ونظرية حبة الشوينجوم ( 1 من 2)


خالد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 6095 - 2018 / 12 / 26 - 05:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان وسوف يظل مقتل السادات في 6 أكتوبر عام 1981 لغزاً محيراً …
السادات تم إغتياله ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1981 في منصة العرض العسكري المقام بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر المجيد على يد 4 أشخاص منهم ضابطان بالجيش المصري هما الملازم أول خالد الإسلامبولي ( ضابط عامل باللواء 333 مدفعية ) والملازم أول مهندس إحتياط عطا طايل حميدة رحيل ، وحسين عباس قناص بالقوات المسلحة وعبد الحميد عبد السلام ضابط سابق بالدفاع الجوي ينتمون جميعهم لتنظيم الجهاد الإسلامي ( المنبثق عن جماعة الإخوان ) .
تلك كانت الرواية الرسمية للحادث ، والتي ماتت بإعدام هؤلاء المجرمين فجر يوم 15 إبريل عام 1982 بعد محاكمة قصيرة أمام المحكمةالعسكرية العليا ، ومعهم أميرهم والمخطط للإغتيال والمنظر الفكري لتنظيم الجهاد ، وهو الشخص الذي وضع أول سطر في قضية مقتل السادات قبل اغتياله بعدة أعوام وذلك بمؤلفه الصغير الحجم والذي حمل عنوان " الفريضة الغائبة " الذي اعتبره الكثيرون أنه كان ترخيصاً بقتل السادات ، إذ كان يدعو إلى الجهاد على أساس أنه الفريضة الغائبة .
ولكن السؤال الذي ما زال يطرح نفسه حتى الآن هو : هل يمكن لأي تنظيم مهماً كان أن يقوم بإغتيال رئيس الجمهورية في عرض عسكري وسط قوات الجيش ، بينما هو يجلس على المنصة وسط أركان حكمه ؟!!! .
وكيف لم يكشف جهاز المخابرات العامة المصرية وجهاز المخابرات العسكرية وأمن الرئاسة ( المسئول عن حماية الرئيس شخصياً ) وبقية أجهزة الأمن الأخرى هذا المخطط الذي دبره ونفذه عدد قليل وضباط صغار في القوات المسلحة ، دون أن تعلم تلك الأجهزة بمخططهم هذا ؟!!! .
بل كيف لم تكشفه ال CIA ( المخابرات المركزية الأمريكية ) والتي كانت قد تغلغلت في كل شيء في مصر ، منذ أن فتح لهم السادات أبواب مصر على مصراعيها منذ عام 1974 ، خاصة وأن السادات كان رجل أمريكا الأول والأثير في مصر والمنطقة في ذلك الوقت ؟!!! .
أم أن الأمر وراءه مؤامرة كبرى لم يحن الوقت بعد لكشفها كاملة … وسوف نظل ننتظر سنوات طويلة حتى يحين الوقت لكشف وثائق وأسرار المخابرات المركزية الأمريكية لنعرف القصة الحقيقية ؟؟؟ .
وهل كان هناك أطراف أخرى وشخصيات كبرى شريكة في المؤامرة ، ربما بغير علم المنفذين أنفسهم ؟ … وهو الأمر الذي كنت - وما زلت - أميل إليه دوماً ، وحتى الآن .
فمن المعروف أن التنظيمات الإرهابية الإسلامية منذ نشأتها الأولى على يد حسن البنا عام 1928 ( جماعة الإخوان المسلمين ) ، وحتى أحدث إصداراتها وتنويعاتها ( داعش والقاعدة وأنصار بيت المقدس وجبهة النصرة وغيرهم … إلخ ) تعمل دائماً Under Control لأجهزة المخابرات الغربية خاصة جهازي ال MI6 البريطاني وال CIA الأمريكي .
ومن المعروف أيضاً أن أجهزة المخابرات الغربية الكبرى قد توصلت - مع الوقت والخبرة - إلى كيفية إستخدام التنظيمات الإرهابية التي تعمل تحت راية الإسلام في تنفيذ أغراضها ( أغراض تلك الأجهزة ) دون أن يعلم أفراد تلك التنظيمات أنهم يعملون لحساب تلك الأجهزة ، بل وهم يحسبون أنهم يفعلون ما يرضي الله ورسوله ، سواءً عن طريق إختراق تلك التنظيمات بعملائها ، أو عن طريق تجنيد زعماء تلك التنظيمات ، أو عن طريق تكوين تلك التنظيمات من الأساس ( تشكيل جماعة الإخوان عن طريق المخابرات البريطانية في البداية ، ثم تشكيل القاعدة وداعش وكل التنظيمات الإرهابية الإسلامية التي تم تشكيلها منذ عام 1979 وخصوصاً بعد 11 سبتمبر عام 2001 ) .
فهل كانت عملية إغتيال السادات عملية إستخباراتية أمريكية بالأساس ، وأوكل تنفيذها لأفراد من تنظيم الجهاد في مصر ، سواءً كان هؤلاء الأفراد يعلمون أنهم يقومون بالعملية لحساب الإدارة الأمريكية أو لا يعلمون ذلك ؟؟؟
كان أنور السادات - خاصة بعد حملة إعتقالات سبتمبر 1981 في مصر - قد أصبح " كارت محروق " لدى الأمريكان ، فقد نفذ تماماً كل ما هو مطلوب منه وأكثر ، فقد حول إنتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر عام 1973 إلى ما يشبه إنتصاراً بطعم الهزيمة ، وقبل من الشروط الأمريكية والإسرائيلية ما لم تقبله مصر وهي مهزومة عام 1968 ، ووضع 99 ‎%‎ من إرادة مصر في يد الصديق الأمريكي ، وحول مصر ومعظم المنطقة العربية من أكبر حليف للإتحاد السوڤييتي إلى عدو لهذه الدولة العظمى التي ساندتنا في الحرب وفي بناء صناعتنا وإقتصادنا قبلها … ولم يعد لدى السادات جديداً يقدمه لأمريكا وإسرائيل والغرب ، خاصة بعد أن أصبح معزولاً عربياً بعد توقيعه على معاهدة الصلح المنفرد مع إسرائيل عام 1979 ، ومعزولاً ومكروهاً داخلياً بعد أن اعتقل كل رموز المعارضة في فجر يوم 5 سبتمبر عام 1981 .
وطبقاً للمنطق الذي تعمل به الإدارات الأمريكية منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية " منطق حبة الشوينجوم " ، والذي يقوم على نظرية إمتصاص حبة الشوينجوم ( اللبان ) حتى ينتهي ما بها من سكر ، ثم بصقها على الأرض بكل قوة وقسوة … فقد كان يجب على السادات أن يرحل تماماً ، ويتسلم الأمر من بعده وجه جديد لم يحترق بعد ، وهو ذات المنطق الذي سبق وأن فعلته أمريكا قبل السادات مع شاه إيران محمد رضا بهلوي ، ثم مع نورييجا ديكتاتور نيكاراجوا ، ومع الكثيرين غيرهم من حكام العالم الثالث .
ولكن يبقى السؤال الأهم : هل كانت هناك شخصية كبيرة في مصر تعلم بهذا المخطط وتوافق عليه ؟ .
المبدأ القديم الذي ترسخ - منذ إكتشاف علم الجريمة - في كل جريمة قتل هو : فتش عن المستفيد …
فمن هو المستفيد داخلياً من إغتيال السادات ؟ ، بالطبع ليست جماعة الجهاد التي قامت بالإغتيال ، ولا كل الجماعات التي تعمل تحت راية الإسلام في مصر والعالم ، فقد كانت تعلم أن إغتيال السادات - سواءً فشل أو نجح - هو نكبة كبرى جديدة لها ولأعضائها ، وكانت تعلم أيضاً أن إغتيال شخص الرئيس لا يمكن أن يؤدي لتغيير النظام في مصر وإحلال نظام إسلامي على غرار إيران محله … خاصة وأن الأشخاص الأربعةالذين قاموا بالإغتيال لم يصوبوا رصاصاتهم سوى لأنور السادات فقط ، بينما كان يجلس على يمينه السيد محمد حسني مبارك نائب الرئيس والسيد صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب ، وعلى يساره المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع والسيد فؤاد محيى الدين رئيس مجلس الوزراء ، وفي المنصة كل قيادات مصر المدنية والعسكرية ، ولو كانوا يريدون إسقاط النظام أو يستهدفون القيام بإنقلاب عسكري لقتلوا كل هؤلاء ، ولكنهم لم يكونوا يستهدفون شيئاً من ذلك … كانوا يستهدفون فقط قتل السادات .
وحضور واقعة الإغتيال قالوا في التحقيقات أن الإسلامبولي وشركاءه ، عندما رأوا الرعب والخوف في عيون الجالسين على المنصة قالوا لهم بصوت جهوري وهم يشيرون للسادات : " نحن لا نريد سوى هذا " … وكان كل همهم بعد أن سقط السادات على الأرض أن يجهزوا عليه ويتأكدوا من موته ، فقفز الثلاثة على المنصة وهم يصوّبون نيرانهم نحو الرئيس ويمطرونه بالرصاص في كل أجزاء جسده رحمه الله .
من كان في مصر يعلم ويشارك بالسكوت ؟
فهذا ما سوف نجيب عليه في الحلقة القادمة غداً …



#خالد_الكيلاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد الكيلاني يكتب : القانون ومهنة المحاماة … وفستان رانيا ي ...
- خالد الكيلاني يكتب : أسئلة الوقت ... نحو تفكيك الذهنية السلف ...
- : ترتيب قطع البازل بجوار بعضها يؤدي للنتيجة المنطقية … جرد ا ...
- بعد أن يهدأ غبار المعارك الكلامية …دولة القانون هي الحل
- خالد الكيلاني يكتب : الميكروفون واللافتات والإسلام الجديد .. ...
- خالد الكيلاني يكتب : محنة العقل الجمعي في مصر
- خالد الكيلاني يكتب : هل كان السادات خائناً ؟
- الإخوان كمان … نزل فيهم قرآن !!!
- خالد الكيلاني يكتب : هل هناك حل ؟
- خالد الكيلاني يكتب : ما بين مبارك والسيسي … دروس الماضي ، وإ ...
- خالد الكيلاني يكتب : عفواً أستاذ مكرم … إنه إعلام المصطبة
- خالد الكيلاني يكتب : عفواً فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع ال ...
- خالد الكيلاني يكتب : هوامش على دفتر الحوار …
- خالد الكيلاني يكتب : صديقي وأنا وخالد علي وشارع شامبليون !!!
- خالد الكيلاني يكتب : الرئيس السيسي وسياسة لعب الكبار
- خالد الكيلاني يكتب : ولا أي إندهاشة !!!…
- الفوضى الإعلامية … والخراب في العالم العربي !!!
- موقفي من النقاب والحجاب ... ورأيي في الخمار والجلباب .
- خالد الكيلاني يكتب : ‏Master Seen الجماعة و- العسكر- !!!
- إيه اللي حصل ... وإزاي حصل ؟!!! . الخطة ... 1


المزيد.....




- شاهد.. ركاب يقفون على جناح طائرة بعد اشتعال النيران بمحركها ...
- سوريا.. القلم الأخضر بيد أحمد الشرع عند توقيع الإعلان الدستو ...
- كالاس: وشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إلا ...
- الاتفاق بين دمشق والأكراد.. ماذا عن التفاصل والآثار المحتملة ...
- سوريا.. محافظ اللاذقية يعزي سيدة من الساحل في مقتل نجليها وح ...
- شيخ الموحدين الدروز الحناوي: لم نطلب الحماية من أحد ويجب إعط ...
- طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة دليل على الخداع وخرق القا ...
- حريق ضخم في أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية ...
- محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل يطالبون بالإفراج الفوري عن ...
- اكتشاف قد يحدث ثورة في علاج داء الثعلبة


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الكيلاني - خالد الكيلاني يكتب : مقتل السادات ونظرية حبة الشوينجوم ( 1 من 2)