|
الاحتفال باعياد المسيح .
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6094 - 2018 / 12 / 25 - 16:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية ليس لي مشكل مع جميع الديانات ، لأني احتفظ بنفس المسافة منهم جميعا ، لا فرق بين ديانة الإسلام ، وبكل فروعها من سنة وفروعها ، وشيعة وفروعها ، ولا بين الكاثوليك ومختلف فروعها ، والبروتستانت بمختلف فروعها ، ولا اليهودية وفروعها ، ولا بين البودية ، واليزيدية ، والسيخية ،والهندوسية ..... لخ ، طالما انهم يتجنبون العنف ، والاملاءات ، وفرض الدين بالقوة ، واعتبار حججهم ، وتفسيراتهم هي الأصل ، ومن خالفها يخرجونه عن الدين والملة . انه نفس الإحساس والشعور المتولد لي ، مع الملحدين واللاّدينيين ، فانا احتفظ من الجميع بنفس المسافة . لكن ما اثار انتباهي ، وقد تولدت لدي شكوك من قبل في الموضوع ، انّ بعض من يدعي الالحاد ، ويربطون هذا، بالمطلب الجمهوري ، وكأن الجمهوريين ملحدين ، والنظام الجمهوري مرتبط فقط بالإلحاد ، دفعني الى التساؤل عن حقيقة بعض الأشخاص التي تدعي الالحاد ، وترفع شعارات الجمهورية ، وهم في الحقيقية لا علاقة لهم بذلك ، بل ما ترسخ في ذهني ، واشكر الله انه حباني بملكة الاستكشاف ، والقراءة فيما بين السطور ، والتنبئي بالشيء قبل حصوله ، انهم يخدمون اجندات لا علاقة بمعارضة النظام القائم في المغرب ، ويتخذون ذلك فقط مطية ، لإيجاد بيئة حاضنة من المريدين القليلين ، لا علاقة لها بمطلب الجمهورية ، اعتقادا منهم ان التشبث والتمسك بهكذا مطلب ، سيمايزهم في الساحة ، وسيمكنهم من قصدهم الحقيقي ، الذي هو ضرب وحدة الأرض ، ووحدة الشعب ، ومن ثم التهجم على الإسلام في اطار سياسة ومخطط ، خارج عن ارادتهم ، وقوتهم ، وحدسهم ، وكأني بهم موظفون ، يتقاضون اجرا ومساعدات ، وهبات مختلفة ، وحماية قانونية من لدن جماعات استخباراتية ، تجمعها حاضنة ماسونية ، صهيونية ، يهودية ، مسيحية كاثوليكية ، بروتستانية . فالمخطط الذي حشروا فيه نفسهم واضح ، وضحاياه معروفون ، هم وحدة المغرب بتشجيع الانفصال في الصحراء وفي الريف ، وضرب وحدة الشعب ، وضرب الإسلام كأكبر دين ينافس النصرانية واليهودية ، ليس الاختلاف ( العقائدي ) ، بل ينازعهم السيطرة على الجاه ، والمال ، والثروة ، والاقتصاد . وهو نفس سبب تصارع المذاهب العقائدية المختلفة ، بين السنة والشيعة ، وبين اليهودية والنصرانية ... الخ ، فالصراع هو من اجل حوري العين ، والخلان ، والغلمان ، والغزلان ، والثروة ، والجاه والسلطان ..لخ فلو كان هؤلاء ملحدون حقيقة ، وكان هدفهم المتوخى هو نظام الجمهورية ، فكيف لا يحتفلون بعيد من أعياد الإسلام ، وفي نفس الوقت يحتفلون بأعياد المسيح ، وربما يحتفلون بأعياد اليهود ، طالما انهم ضد القضية الفلسطينية ، وضد عروبة القدس ، وضد حق العودة ، ويدافعون عن إسرائيل ، وعن الدولة اليهودية ؟ فما العلاقة بين الالحاد ومطلب الجمهورية ، والاحتفال بالأعياد المسيحية ، وبرأس السنة الميلادية ، ولما لا الاحتفال برأ س السنة الهجرية ، وبالأعياد الإسلامية ؟ لقد تولد لي هذا الاستنتاج منذ مدة بعيدة ، وظللت ارقب الوضع حتى ابني الاحكام على دليل ، حتى لا أكون ظالما ، او معتديا في الحكم ، على تسلسل الاحداث ، بدون برهان ولا دليل ، فأكون من القوم الظالمين . فكيف الادعاء بالإلحاد ، وربط ذلك بمطلب الجمهورية ، في حين ان الناس ، يمارسون شعائر المسيحية ، ويعلنونها جهرا ، ويطالبون بالجمهورية ، ليس كمطلب استراتيجي ، بل يطالبون بذلك لشرعنه دعوة الالحاد ، اعتقادا منهم ان الالحاد هو الجمهورية ، وان الملحدين هم الجمهوريون ؟ وللتحليل اكثر . هل المنطق ، وحسن البصيرة ، يسمحان بالدعوة الى نظام الجمهورية عبر الاثير ، بدون امتلاك أدوات التغيير الجذري لثورة الجمهورية ؟ كيف الاقتصار على الدعوة الى نظام الجمهورية ، وسط شعب وجدانه متغلغل في الإسلام ، وفي نفس الوقت التهجم الممنهج ضد الدين المغلف للعقلية المغربية منذ 1500 سنة ؟ فهل الدعوة هنا هي ضد الشعب المعتنق للإسلام ، ام هي دعوى ضد الدين المستعصي عن الفهم ، او المستعصي عن الاستيعاب ، مما يجعل الدعوة الى مطلب الجمهورية ، تكون فارغة من مضمونها الحقيقي الأصيل ، والتي هي في الحقيقية دعوة فوق طاقة مردديها ، لان دورهم كموظفين لدا أجهزة استخباراتية اجنبية ، عجز وعاجز عن تحقيق المراد ، والايفاء بالمشروع المخطط له من قبل الدوائر الاستخباراتية ، الصهيونية ، الماسونية ، الكاثوليكية ، والبروتستانية ؟ ان الدعوة الى الالحاد التي يدعون ، هي دعوى كاذبة ، أساسها ضرب الإسلام الموحد للمسلمين ، كما ان الدعوى الى الجمهورية هي كذلك دعوى كاذبة ، لان الهدف المتوخى منها ، ليس الثورة للوصول الى الجمهورية ، بل ان الهدف هو الدعوة الى الفتنة ، التي لن تنتهي الاّ بضرب وحدة الأرض ووحدة الشعب . ثم كيف يزاوجون في عملهم ، بين الدعوة الى الجمهورية ، وبين التهجم على الدين الإسلامي ؟ ولماذا التهجم على الإسلام ، دون التهجم على المسيحية التي يعتنقون ، وعلى اليهودية التي يمجدون ؟ لقد راهنت الدوائر الاستخباراتية ، والبوليسية الغربية التي توفر حاضنة لهؤلاء ، على ايادي فاشلة لضرب دين الشعب المغربي ، ومن ضرب وحدة المغرب ارضا وشعبا . فمساندة هؤلاء لانفصال الصحراء عن المغرب ، وانفصال الريف كذلك ، والدعوة لمساندة الجمهورية الريفية ، والدعوة لحق باقي الجهات في الانفصال ، وتأسيس دويلاتها القزمية ، هي دعاوى ومطالب ، ومشاريع ، صهيونية ’ مسيحية ، وماسونية . لقد اعتقدت هذه الدوائر ، وهي مخطئة في ذلك ، ان ابسط وسيلة لضرب الوحدة ، هي ايادي ابناءها الذين تم استقطابهم ، وتم توظيفهم في خدمة هذا المشروع بشكل سيء ومفضوح . فحين تتم الدعوة لمساندة الانفصال ، وبدون امتلاك وسائل تحليل علمية لتبرير الانفصال ، وحين يتم التهجم على الدين الإسلامي ، ومحاباة المسيحية واليهودية ، وحين تنكشف الحقيقية ، في انّ من يروجون لمثل هكذا دعوات ، هم مسيحيون وليسوا بملحدين ، وحين ترفع شعارات جمهورية عبر الفضاء الأزرق ، مع افتقارها الى الميكانيزمات / والاطارات الفاعلة للنظام الجمهوري ، وحين تطرح السؤال : من اين لهؤلاء بالأموال التي بحوزتهم ، وما يملكون من عقارات وأضاع اجتماعية ، ومن يقف وراء تنقلاتهم في كل اوربة عبر الطائرات ، والقطار السريع ( ت ج ف ) الغالي الثمن .... وحين وحين ، فإننا لا نملك الاّ ان نقول ، ان هؤلاء ليسوا بجمهوريين ، وليسوا بملحدين ، ولا عداوة لهم مع النظام المغربي ، بل هم مستخدمون ، او موظفون لدا أجهزة المخابرات والبوليس الغربي يحضون بحمايته وبتوجيهه ، ولدا الحاضنة الأيديولوجية التي ترعاها الجماعات ، الصهيونية ، والماسونية ، والكاثوليكية ، والبروتستانية . ان الهدف الاكبر منهم ، والذي تم توظيفهم لتحقيقيه ، ليس هو الجمهورية ، بل الفتنة ، وليس الالحاد ، لانهم مسيحيون ومتعاونون ومناصرون لليهود ، بل الإسلام ، وليس وحدة الأرض والشعب ، بل خدمة الانفصال ، لتغيير الجغرافية ، وتغيير الاثنية . لقد راهن النيو-- كلونيال على حمار اعور . امّا انا فسأردد . انا علماني .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسباب نفخ الاسلام في النعرة القبلية والمذهبية ( 3 )
-
تطور القبيلة في الاسلام ( 2 )
-
النظام القبائلي في الدولة الثيوقراطية ( 1 )
-
بخصوص تقادم جريمة ( حامي ) الدين .
-
الحاكم العربي
-
هل اقترب انهاء مدة بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في ال
...
-
زمن العهْر ، زمن الذّل ، زمن القهْر ، زمن الإنكسار .
-
الطاغية العربي
-
لقاء جنيف : أي مخرج .. أي نتيجة ؟
-
ملكية برلمانية ام جمهورية برلمانية .. اي تغيير جذري سيكون با
...
-
كل شيء للفقراء .
-
أيّ بلاد هذه ........ بلادي ليست قابلة للنسيان ( 9/9 )
-
هل عدد الصلوات وعدد الركعات ممارسات شرعية ؟
-
دولة السحل ..... تسحل مواطنيها
-
أيُّ بلاد هذه ......... ( 8/9 )
-
يمامة أطلسية طارت تنشد الحرية
-
اي بلاد هذه .... بلاد قابلة للنسيان ( 7/9 )
-
الزمن العفن ..... الزمن الرديء
-
ايّ بلاد هذه ...... بلاد قابلة للنسيان ( 6/9 )
-
قلم الرصاص ، كاتم الصوت القاتل
المزيد.....
-
مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ
...
-
بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
-
لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
-
تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
-
الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
-
تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
-
ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
-
روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
-
لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
-
مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني
المزيد.....
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|