أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عزيزي - بعض تساؤلات عفوية بخصوص أكذوبة الهوية العربية















المزيد.....


بعض تساؤلات عفوية بخصوص أكذوبة الهوية العربية


كريم عزيزي

الحوار المتمدن-العدد: 6092 - 2018 / 12 / 23 - 15:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


((أمازيغي ولست عربيا: العروبة انتماء مزيف فرضته سماء الوهم وليست عرقا. الأمازيغية انتماء تطلبه الأرض، ثقافة لم تستطع محوها قرون القهر، ليست عرقا. السماء لا تهب تحضرا وكرامة، والأرض المجهولة والمهملة من أبنائها لا تهب التحضر والكرامة أيضا. لنتقدم لا بديل عن اكتشاف أرضنا أولا وقطع أغلب "العلاقات" مع السماء، لن نستطيع قطع كل صلة مع السماء لكن أن نظنّ أننا سننهض بعيدا عن أرضنا فذلك هو الوهم الذي آن أوان قطع كل رابط معه. الأرض أمازيغية وليست عربية، القول بعروبة الأرض سيجعلنا ننتظر أبدا هبة من السماء والسماء وهم لا يُرسل تحضرا وكرامة.)): كتبت هذا كتعريف بنفسي على موقعي الفرعي، أردت معه أن أضع صورة لتيهيا لكني لم أتمكن من ذلك؛ أظن أن السبب مشكلة تقنية في الموقع، لا يهم الآن فكل من سيقرأ المقال سيعلم أما من لن يقرؤوا هذا فسيعلمون من غيره عندما سيقرؤونه.

أكيد أنك نصحت المسلم بأن يخرج من الڤتو الإسلامي ولو للحظات ويحاول النظر له من الخارج لأنه إن فعل سيبصر حقيقته لا محالة لأنها ساطعة سيراها حتى الأعمى، هل ستقبل نصيحتي بأن تفعل نفس الشيء مع الڤتو العروبي؟ حاول للحظات أن تنسى كل ما سمعته من الإسلاميين والقوميين العرب والماركسيين وعن فلسطين وعن الرأسمالية والصهيونية، ضع كرة أرضية أمامك وانظر لهذا الذي يوصف بـ "العالم العربي" واسأل الأسئلة التي يجب أن يسألها مَنْ قدم من كوكب آخر للتو؛ ليست صعبة وأنصحك بأن تتذكّر مشوارك مع الإسلام، أظن أن أول أسئلة سألتها كانت: "ما معنى إسلام؟" "ما معنى قرآن؟" "من يكون محمد هذا؟" "ما معنى سنّة؟"، فاسأل إذن: "ما معنى عالم عربي؟" "ما معنى عرب؟"... الغالبية الساحقة من المسلمين الذين طرحتَ عليهم سؤال: "ما معنى إسلام؟" تعجبوا من سؤالك وسخروا منك وربما ظنوك مريضا أو تهذي فأنت سألت عن شيء بديهي لا يُسأل عنه وكأنك سألت أباك عن اسمه أو أخاك عن عمره! أراهم أجابوك: "الإسلام؟! ما هذا السؤال!!؟ الإسلام ديننا" و.... سكتوا. هلا سألت من تعرف: "ما معنى عالم عربي؟"، أنا متأكد أنك ستسمع نفس الجواب: "ما هذا السؤال؟ العالم العربي معناه دولنا العربية وشعوبنا (العربية)" و... سيسكتون.

هناك مشاكل كبيرة جدا مع الأسئلة البديهية، هل تذكر سؤال: "من خلق الله؟"، أكيد سألته عندما كنت صغيرا وإن لم تفعل فأكيد سألته عندما كبرت، سألتَه عندما كنت في الصندوق وقالوا عنك أنك "غبي" و "سؤالك أغبى منك" لأنه سؤال لا يُطرح أصلا! قالوا لك ذلك ليترأفوا بحالك في البدء ثم ليهربوا من مواجهتك بعدما فهمتَ، وها أنت اليوم تسألهم نفس السؤال لتترأف بأحوالهم ولتعينهم على غبائهم وتقول: ربما فكروا واستيقظوا.

أسئلتي في الفقرة الثانية تشبه سؤال: "من خلق الله؟"، أكيد ستراني "غبيا" لكن الحقيقة التي لا تزال تجهلها مهما كان فكرك أني أحاول مساعدتك، وأزيدك هذا التأمل "الأغبى" من الذي مرّ:

قلت: "مهما كان فكرك". لنقل أن عندك مشروع معين لي: إسلامي/ قومي عربي/ ماركسي/ علماني/ دكتاتوري/ حتى كانيبالي! مهما كان هذا المشروع.
سأفترض أني عراقي من البصرة، التقينا وبدأتَ تتكلم عن برنامجك وأنت تصفني بالكركوكي، قاطعتك وقلت لك يا فلان أنا عراقي نعم لكني من البصرة ولست من كركوك، لكنك واصلت -وأنت تصف لي مشروعك- وصفي بالكركوكي وعندما قاطعتك لمرات عديدة لم تأبه لقولي بل ووصفتني بـ "المتعصب" وبأن موقفي لن يسمح بنجاح مشروعك الذي سينهض بالعراق وهو المشروع الوحيد القادر على ذلك، لنقل المهدي المنتظر!

أنا هنا سأتساءل: إن كنت بقولك ذاك تريد تجاوز الفكر القبلي فأنا لا أحمله لأني لم أقل أن "البصرة أولا أحد" ولتذهب كركوك وغيرها إلى الجحيم بل فقط قلت أني من البصرة فلماذا تصر على تغيير الجهة التي أنتمي إليها؟ وأي مشروع هذا الذي حجره الأساس رفض تصريحي بأني من ذلك المكان ولست من آخر؟ لن أرفض مشروعك الآن لكني لن أمنحك ثقتي لأن سلوكك غريب وغبي غباء مجانيا وغير مقبول عندي، لكنك يوم ستعطيني بطاقة هوية فيها أني من كركوك وقتها سأرفض رفضا قطعيا مشروعك وإن كنت ليس المهدي بل الله والملائكة أجمعين! أي مهما كان مشروعك هذا والذي يستحيل أن يأتي من وراءه خير، فواضح من سلوكك المريب أن عندك مشكلة مع البصرة! وعن أي عراق تتكلم وأنت استثنيت منه البصرة -التي أنتمي أنا إليها-؟ من صاحب الفكر القبلي المتخلف هنا: أنا -ولنقل أني جاهل أمّي وابن ستين جاهل وسبعين أمّي- أم أنت "المفكر الكبير" و "الدكتور" و و و؟

الحكم السابق سيكون قراري إذا كنت عراقيا وسأحاول إصلاحك، أما إذا كنت غير عراقي أي أجنبي ولنقل مثلا أنك دوّنتَ في هويتي أني من دمشق أو من القاهرة أو من تونس فسأضعك مباشرة مع المستعمرين الإنكليز والعثمانيين.

لنعد الآن إلى شمال افريقيا، ولأسأل نفس الأسئلة "الساذجة": يا أخي لماذا تصرّ على نسبتي للعرب وأنا لست عربيا؟ لماذا كل مشاريعك تختمها بختم العروبة وإن ادّعيت العكس؟ فالإسلامي يدّعي أن إسلامه عابر للقوميات، والماركسي يدّعي نفس الشيء فهو أممي الهوى يمقت التشرنق القومي الأرض الخصبة للبرجوازيات الانتهازية التي يُحاربها، وحتى السيد العلماني الإنساني الذي يرى العالم بلا حدود والذئاب تلعب فيه الكرة مع الخراف يختم مشروعه الجميل بنفس ختم من سبقوه.

لنقل أكثر فربما مثال البصرة وكركوك لم يكفِ ليُفهم القصد، لنقل أن المشرقي الذي إلى اليوم يُصدر لنا أوهامه العروبية نحن نضعه مع الفرنسيين والعثمانيين، والشمال افريقي الذي يُردد على مسامعنا نفس الأسطوانة المشروخة نراه أخا سنحاول إيقاظه إلى أن تستيقظ شعوبنا وإن استيقظتْ قبله فلها أن ترى فيه ما تشاء وقتها.

نستطيع أن نناقش أي مشروع يُطرح علينا، نستطيع أن نأخذ من أي فكر من أي دين من أي أيديولوجيا لكن انطلاقا من ذاتنا الحقيقية من هويتنا الحقيقية ونحن أمازيغ ولسنا عربا! اليوم نحن مُعرَّبون وشعوبنا مخدوعة بهذه الأكذوبة، لكن ذلك يستحيل أن يتواصل أبدا. مع ملاحظة أننا جرّبنا هذه العروبة ولم نجنِ منها أي شيء، لو كانت صالحة كنا -ربما!- قبلنا وسكتنا لكنها مشروع خاسر ونظرية فاسدة أثبت تاريخها فسادها.

"نحن" من؟

نحن (كل) سكان شمال افريقيا الحاليين، الهوية هوية الأرض قبل كل شيء، إذا أردت الجينات التي تدّعي أنها جاءت من صحراء نجد نقول لك أنها أقلية لا قيمة لها، إذا قلت باللغة العربية نجيبك أن من تكلم العربية منا ليس عربيا إلا إذا اعتبرت مثلا أن البرازيليين برتغاليون وأن المكسيكيين إسبانيون. إذا قلت بـ "وطنك العربي" الخرافي نقول لك أن العرب وطنهم جزيرتهم (حصرا) في آسيا أما هذه فقارة أخرى ومنذ فجر التاريخ أرض أمازيغية ووطن أمازيغي. إذا قلت بأن القصة ثقافة مشتركة وتاريخ وحّد شعوبنا، نجيبك أن الإسلام وإرهابه وثقافته العربية التي فرضها على أجدادنا بالسيف لم يستطيعوا محو خصوصيتنا واختلافنا عن العرب مثلنا مثل كل الشعوب المُعرَّبة أي كل الشعوب الموجودة خارج جزيرة العرب: إن قبل المصري والعراقي والسوري وغيره بهوية ليست أصله فتلك مشكلته، أما نحن فلا ولن نقبل وسنظل نقول أننا يستحيل أن نتقدّم ونحن نتبنّى هذه الهوية الأجنبية ويستحيل أن يكون مستقبلنا تحت قيود هذه الهوية أو ما يسمى "العالم العربي". ثم ألست تقول عنا أننا "بربر" "متوحشين" "متخلفين" "متعصبين" فلماذا تنسبنا إليك؟ ولماذا تدعم الشواذ الجنسيين منّا الذين ينسبوننا إليك وأنت أول من تعلم بكذبهم؟

لنقل في الختام كلمة عن شيء يدعيه الجميع: "المبادئ"، الإسلام أكذوبة كما تعلم لكن أهلنا كلهم مسلمون، هل نسكت عنه؟ إذا فعلنا نكون مجرمين بل وخونة لأوطاننا ولشعوبنا لأن المركب كما ترى تغرق، حتى وإن كنا نستطيع السباحة ونعرف أننا نستطيع النفاذ بجلودنا فلن نفعل، لأن هؤلاء أهلنا وهذه أوطاننا ولأننا أصحاب "مبادئ". لماذا ندافع عن الفقراء ونحن نستطيع اقتناء كل ما نحتاج وإن صارت الأسعار مائة مرة أغلى؟ لماذا نرفض التوزيع الغير عادل للثروة وخصوصا أولئك النفر الذين يملكون المليارات وغيرهم جائع؟ لا شك في أن ما قيل "مبادئ" لن يجادل فيها إلا "الطيبون" ومن يسترزقون من تواصل الوضع المأساوي لشعوبنا كما هو.

لكنّ المسلم الذي يفجر نفسه وسط الأبرياء ومن يذبح من الوريد إلى الوريد أيضا عنده "مبادئ"! أنا أراه مجرما لا عذر له وأنت كذلك، لكن من هم على شاكلته سيرونه بطلا شهيدا رمزا للـ "مبادئ".

دعني أقول لك أن المبدأ الأول عندي هو الجهر بأكذوبة عروبة الشمال أفارقة، وهو مبدأ كما تعلم مرفوض عند الغالبية الساحقة من شعوبنا ومن مثقفينا، وقولي تقريبا مرفوض مثل رفض قطع الرؤوس عند شعوبنا، أي لو أجرينا اليوم استفتاء على قولي وعلى الذبح الإسلامي سترفض شعوبنا وبنفس النسبة تقريبا. سأقول لك أيضا أن قولي لا يدعو إلى عنف عكس الذباح المسلم لكنه أخطر منه بكثير لأنه دعوة صريحة إلى التخلص بالكلية من الهوية العربية لشعوبنا.

الإسلام سيبقى في ربوع شمال افريقيا، لكن أن تبقى عروبته فهذا هو المستحيل وقولي هذا الذي سيسخر منه الجميع اليوم سيقف عليه أبناء الغد. لهم مني سلام، وليعلموا أن كل من قالوا قولي لم يكونوا لا أذكياء ولا عباقرة بل فقط كانوا أحرارا أصحاب مبادئ.



#كريم_عزيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأسان جديدان يُقطعان في المروك: ما علاقة ذلك بعروبة المغرب؟
- إلى مليكة مزان: ((أمازيغيتي لا أساوم عليها!))
- القول بأمازيغية شمال افريقيا -قول عنصري- عند سدنة هياكل الوه ...
- ماذا لو بقي الأمازيغ مسيحيين؟
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (10)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (9)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (8)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (7)
- رسالة إلى أساتذة التاريخ (الشرفاء)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (6)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (5)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (4)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (3)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (2)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا
- الماركسيون والإسلام : نظرة سريعة
- لماذا يتواصل تعثر نهضتنا ؟


المزيد.....




- سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- وفاة زعيم تنظيم الإخوان الدولي يوسف ندا
- بالصور.. الزاوية الرفاعية في المسجد الأقصى
- جماعة -الإخوان المسلمون- تنعى الداعية يوسف ندا
- قائد الثورة الاسلامية: اثارة الشبهات من نشاطات الاعداء الاسا ...
- قائد الثورة الاسلامية يلتقي منشدي المنبر الحسيني وشعراء اهل ...
- هجوم ماغدبورغ: دوافع غامضة بين معاداة الإسلام والاستياء من س ...
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عزيزي - بعض تساؤلات عفوية بخصوص أكذوبة الهوية العربية