أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عزيزي - رأسان جديدان يُقطعان في المروك: ما علاقة ذلك بعروبة المغرب؟















المزيد.....

رأسان جديدان يُقطعان في المروك: ما علاقة ذلك بعروبة المغرب؟


كريم عزيزي

الحوار المتمدن-العدد: 6090 - 2018 / 12 / 21 - 21:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يمثّل الدين أو لا يمثّل الدين؟ يسأل الجاهل ومعه كاذبا الانتهازي، ويجيب العاقل الذي شرب العلقم إن مثّل أو لم يمثّل فلن يعيد لي الجواب الحبيب الذي قُتل، أما الجاهل الذي شرب العلقم فلن يجد أي عزاء إلا في الدين وربما قال "الله يصبرني" "قدر الله" "الله يسامح الإرهابيين فهم أيضا ضحايا مثل ضحاياهم"، أما أنا فأقول:

تفوه على العالم برمته! عالم قذر هو أول من يعلم أن ذلك أصلُ أصولِ الدين ولا تزال سياسته لا يهمها إلا مصالحها على حساب شعوبها!

تفوه على الملك وحكومته العروبية الإسلامية راعية "الإسلام الوسطي المعتدل"!

تفوه على الحكومة الدنماركية وشقيقتها النرويجية وكل حكومات الغرب رعاة "الانفتاح وثقافة المواطنة وعدم التمييز بين البشر مهما كانت أفكارهم وعقائدهم وألوانهم وأعراقهم"!

متى سننتهي من هذه الأسطوانة المشروخة؟ إلى متى ستقطع الرؤوس والجميع يتفرج؟ إلى متى سيولول الكتاب وسيشجبون دون جدوى؟ المؤلم أنه لا حل في الأفق، وطريق التحرر لا يزال طويلا، ولا فرق بين رؤوس محسن فكري ومبروك السلطاني والدنماركية والنرويجية: كلها قرابين قُدمت لآلهة هذا الزمان؛ (الرأسمال والعروبة والإسلام) أكبر! حي على الجهل! حي على النهب! حي على الذبح!

هل حقا المشكلة في الإسلام كما نسمع من أغلب من تحرّروا من الوهم الإسلامي؟ مسكين أنت إن صدقت ذلك، ومسكين أنت أكثر إن ظننت أنك اكتشفت كل المستور بعد مشاهدتك شوية فيديوهات لمسيحيين وملحدين وغيرهم ممن عرفوا بعض حقائق الإسلام.

كل الأديان فيها ما يؤدي للقتل والإرهاب، وبقاء الإسلام الفاعل الوحيد اليوم -تقريبا- لا يعني إطلاقا أن غيره من الأديان جمال وحلاوة وطلاوة، الإسلام لم يأت بشيء من كيسه بل حمل ثقافة العرب وطباعهم البدوية القاسية. قيل لك أنه تجميع لما سبقه من عقائد -وخصوصا اليهودية- وهذا صحيح لكن أصولَه وركائزَه ثقافَتُه العربية الصحراوية التي يشكل فيها قطع الرؤوس والتنكيل بالجثث فخرا ونياشين شرف وعِزّة ولك في أفصح شعرائهم خير دليل؛ شعراء كانوا صعاليكا قتلة مجرمين وتساءل -والشاعر مثقف تلك الأزمنة-: كيف يكون مثقفو أمةٍ ما قتلة وسراقا وقطاع طرق صعاليك؟

نصوص كل الأديان دعت إلى النهب والذبح، نصوص كل الأيديولوجيات دعت إلى النهب والذبح، إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ومن أراد وبحث سيجد ضالته. الأديان سوق فيها كل شيء لكن الذي يُحدد اختيارنا منها ليس النص ذاته أو تفاسيره بل الانطلاق يكون من ذواتنا ومن وعينا الذي تشكّل من الواقع الموضوعي الذي عاش فيه: الواقع إما يصنع مشاريع حياة أو موت، إما "قاتلوهم" وإما "لكم دينكم ولي دين".

الغالبية يرون أن النص الديني هو الذي يُحدد السلوك، ويقولون أن الجهل والفقر هما الحاضنتان الأساسيتان لأن يَحكم الفهم الحرفي للنص سلوك الجهلة والفقراء: مَنْ جهّلهم ومن فقّرهم؟ الحكومات اللاوطنية عميلة الغرب الرأسمالي؛ أرى كلامهم صحيحا لكن أن يكون ذلك هو الأساس فلا: الإسلام ألبس شعوبنا هوية العرب، وفي هذه الهوية العنف سمة أساسية لأن أصلها بدوي صحراوي، الصحراء لونها واحد لونُ موتٍ وصراع بالسيف من أجل الحياة فلتستطيع الحياة والموارد شحيحة لا خيار أمامك إلا أن تنهب وأن تقتل إن دعتك الحاجة، هذه الثقافة عندما تصبح هوية وذاتا يصعب أن تميل إلى النصوص الدينية المسالمة وستجد تنفيسا وجنّةً في نصوص العنف.

هويتنا أصلها التعاون مع الآخر ومشاركته الخيرات فهي كثيرة أما السيف فيُحمل للدفاع عن الأرض ضد المعتدي الأجنبي، هويتنا الحقيقية كانت ستحملنا إلى النصوص المسالمة لا العنيفة، وبتبنينا لهوية أجنبية وليعترف لنا السادة بذلك صرنا أكثر ملكية من الملك أكثر بداوة وتصحرا من بدو الصحراء أنفسهم، في لاوعي شعوبنا المجهلة لا يزال يحدث ذلك وآلاف "المجاهدين" في سوريا والعراق دليل على كلامي مع ملاحظة أنهم لم يلتحقوا بـ "المجاهدين" في افريقيا بل ذهبوا لآسيا أين يوجد إخوانهم أو أسيادهم العرب: المجاهدون الأوروبيون التحقوا بسبب الدين أما الأفارقة فكانت العلّة الدين والاستلاب الهوياتي.

سؤالي الجوهري الذي أطرحه هنا؛ شمالنا الأفريقي عُرّب أغلبه لكن لا تزال فيه نسبة من السكان يتكلمون الأمازيغية، كل هؤلاء مسلمون سنّة المُعرّبون منهم وغير المُعرّبين، وسؤالي: لماذا لا نسمع بقطع الرؤوس عند الأمازيغ الذين يتكلمون باللغة الأمازيغية؟ لماذا لم يذهبوا بالآلاف للجهاد في سوريا والعراق والنصوص الإسلامية هي نفسها عند النوعين؟ لماذا لا نسمع بذلك إلا عند الأمازيغ المُعرّبين ومنهم تونس المصدر رقم واحد للقتلة والإرهابيين؟

أسئلتي تنطبق بعض الشيء على الأكراد: من الأكثر وحشية فيما حدث في العراق وسوريا؟ هل فعل الأكراد بشاعات "العرب" والكل يحمل نفس العقيدة السنية؟ قارن بين المقاتلات الكرديات وبين مجاهدات النكاح "العرب"؟ لماذا لم نسمع قط بجهاد نكاح عند الأكراد والنصوص المؤسسة له هي نفسها عند الأكراد و "العرب"؟

عُرف الأمازيغ طوال تاريخهم بمقاومة المستعِمرين بشراسة، وكان ذلك من أهم الأسباب التي جعلت الغرباء يُطلقون عليهم لفظ "البربر"، والتاريخ لم يتغيّر منذ الفينيقيين والرومان إلى اليوم أين القلاقل دائما ما تكون أمازيغية وانطلاق الثورات دائما ما تكون الدماء الأمازيغية الحرة الرافضة للظلم والقهر مصدره، وليتساءل من يجهل ذلك لماذا انطلقت الانتفاضة في تونس من سيدي بوزيد والقصرين؟ ولماذا لا يهدأ الريف في المغرب ولماذا منطقة القبايل كانت دائما مصدر الثورات في الجزائر؟

لكن الأمازيغ عُرفوا أيضا بانفتاحهم على الثقافات والأديان واللغات الوافدة وكانوا يرفضون فيها الجانب السلطوي عند الوافدين وما يتنافى مع ثقافتهم ومن ذلك غياب العبودية في تاريخهم القديم، لذلك كتبوا بلغات الأجنبي وأخذوا من ثقافته الكثير؛ طبعا لم يقع ذلك لأنهم "منفتحون" فقط بل أيضا لأنهم غُلبوا وفَرض عليهم الأجنبي ثقافته ودينه ولغته. لكنهم طوال تاريخهم حافظوا على مجمل هويتهم التي كانت الأصل أما ثقافة الوافد فكانت الفرع وفرعا من الفروع.

استمر ذلك حتى قدوم العرب والإسلام حيث عُرّبوا مع الزمن وتبنّوا بداوة العرب، واستمر ذلك بشراسة جنونية وفي سباق مع الزمن بعد "الاستقلال" عن الغرب والسياسة التعريبية التي تبنّتها الحكومات العروبية التي قيل عنها أنها "وطنية" برغم أنها واصلت نفس سياسة الاستعمار الغربي الذي وكّلها على مصالحه في بلداننا والأمر لا يزال متواصلا إلى اليوم.

عندي واقع يقول أن تونس مُعرَّبة بالكامل ومنها خرج آلاف قطاع الرؤوس، الجزائر تعريبها نسبي وقطع الرؤوس فيها لا يُرى إلا عند المُعرَّبين ولنتذكر العشرية السوداء أين كان قطاع الرؤوس والقتلة من الإسلاميين لكن أيضا من السلطة العسكرية العروبية، المروك لم يُعرَّب بالكامل ولا نرى الذبح إلا في الشق المُعرَّب منه، حتى ليبيا وحربها الأهلية اليوم لا تُرى أبشع الجرائم والتنكيل إلا عند المُعرَّبين.

دلائل كثيرة تجعلني لا أرى النور في بلداننا إلا في كل ما هو أمازيغي، حتى وإن استطاع الإسلام إخفاء الكثير من تلك الحقيقة فواضح وضوح الشمس الفرق بين (الإسلام الأمازيغي) و (الإسلام "العربي") في بلداننا؛ الإسلام واحد ونصوصه جليّة عند كل من عرفوا حقيقته لا أشك في ذلك، لكنه عند من لم يعرفوا حقيقته من عوامنا تُقلم مخالبه بتلقائية وتُكسر قرونه أينما وُجدت الهوية الأمازيغية.

لو أرادت الحكومات الأوروبية السلام للعالم، لو أرادت حياة أفضل لكل الناس وأولهم مواطنيها ما دعمت الإسلام وما دعمت عروبة بلداننا وتعريب شعوبنا، عروبتنا تعني أن بلداننا وشعوبنا غنيمة عند حكامنا لذلك كلهم خونة ولصوص، والغربيون يعلمون جيدا أن الأمازيغي صاحب الأرض حسه الوطني يستحيل أن يجعل منه عميلا لسياساتهم الاستعمارية، ولذلك يعلمون جيدا أنهم لن يستطيعوا مواصلة نهب مواردنا إلا بدول عربية تحكم شعوبا مُعرّبة.

الإسلام ليس عدو نهضتنا الأول كما يدّعي العروبيون عندنا مرددين أوهام المشارقة، بل عدو نهضتنا الأول هو عروبتنا الوهمية التي يدعمها الغرب بكل قوته مضحيا في ذلك بسلامة مواطنيه بأيدي المُعرَّبين المسلمين منا: لاحظوا أن (كل) من قام بعمليات إسلامية/ إرهابية في الغرب من تونسيين وجزائريين ومغاربة حتى وإن كان لا يتكلم حرفا واحدا من العربية يقول عن نفسه أنه "عربي" لا أمازيغي!

من سيرى أن ما قيل "عنصري" عليه بالعودة إلى ثقافة الصحراء ومقارنتها مع غيرها، القضية ليست أعراقا، وبفرض الإسلام للهوية العربية على شعوبنا فُرضت الغلظة والبداوة عليها وصارت في لاوعيها قبيلة تعيش في صحراء نجد. هذه الهوية ستمنع تحديث الإسلام ويستحيل معها أن توجد علمانية، وواهم من يدّعي ذلك مهما كان فكره، ولن يكون كلامه وآماله إلا مجرد شعارات ستتحطم على صخرة الهوية البدوية الصحراوية الغير قابلة للتحديث.



#كريم_عزيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى مليكة مزان: ((أمازيغيتي لا أساوم عليها!))
- القول بأمازيغية شمال افريقيا -قول عنصري- عند سدنة هياكل الوه ...
- ماذا لو بقي الأمازيغ مسيحيين؟
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (10)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (9)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (8)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (7)
- رسالة إلى أساتذة التاريخ (الشرفاء)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (6)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (5)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (4)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (3)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (2)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا
- الماركسيون والإسلام : نظرة سريعة
- لماذا يتواصل تعثر نهضتنا ؟


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عزيزي - رأسان جديدان يُقطعان في المروك: ما علاقة ذلك بعروبة المغرب؟