حسن نبو
الحوار المتمدن-العدد: 6088 - 2018 / 12 / 19 - 10:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
توقع المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري خلال مؤتمر 《أتلانتيك كاونسل》 للأبحاث في واشنطن أن كلفة إعادة الإعمار في سوريا تتراوح بين � و 400》 مليار دولار بحسب تقديراته ، وأضاف: أن الولايات المتحدة والدول الغربية لن تساهم في إعادة إعمار سوريا اذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي يقبله الجميع ويرافق مع تغيير في سلوك النظام ، مع رحيل الايرانيين الذين يدعمون الرئيس الأسد. وأكد في الوقت نفسه أن بلاده لاتسعى إلى التخلص من الرئيس بشار الأسد.
** يمكن القول أن ماقاله السيد جيفري يلخص بمنتهى الوضوح والشفافية جوهر استراتيجية الادارة الأمريكية الترامبية تجاه نظام بشار الأسد وهي أن الإدارة مستعدة للمساهمة للمساهمة في تمويل إعادة الإعمار مع بقاء النظام مقابل قيام الأخير ببعض الترقيعات الإصلاحية السياسية والادارية لا أكثر ، وأؤكد على كلمة الترقيعات لأن الإدارة الأمريكية تدرك جيدا أن نظام بشار الأسد ليس في وارد القيام بتغيير جوهري لنظامه الذي يكون قادرا على الاستمرارية في المستقبل اذا ما قام بتغيير جوهري سياسيا واداريا. وبخصوص مطالبة ادارة ترامب برحيل الايرانيين عن سوريا فهو ايضا مطلب غير واقعي لأن الإدارة تدرك أكثر من غيرها أن هذا المطلب صعب جدا تحقيه إن لم يكن مستحيلا ، إذ من الصعب جدا وضع النظام في مواجهة إيران التي كان لها فضل كبير في بقاء النظام وعدم سقوطه .
بالنسبة لنظام بشار الأسد فإن عدم مساهمة الولايات المتحدة والدول الغربية في تمويل إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة في سوريا لا تعني لديها أي أهمية تذكر ، لأن اعادة اعمار سوريا اصلا ليست هدفا رئيسيا لنظام بشار الأسد وليست ضرورة ملحة لديه ولن تشكل أي ضغط داخلي عليه ، خاصة بعد أن تجاوز قارب النظام خطر الغرق ووصل الى بر الأمان كما يرى الكثيرون .
وعليه يمكن القول أن السياسة الأمريكية تجاه نظام بشار الأسد في المرحلة القادمة لاتتضمن أي تهديد جدي للنظام المذكور في بنيته واستمراريته ، فضلا عن أنها قابلة للتغيير في المرحلة القادمة ، ليس نحو التصلب في مواجهة النظام بل نحو القيام ببعض التنازلات للنظام بهدف المشاركة في عملية إعادة الإعمار التي التى ترى فيها الإدارة تحقيق بعض المكاسب المالية .
#حسن_نبو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟