أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر ناشي آل دبس - رؤية في الشخصية العراقية














المزيد.....


رؤية في الشخصية العراقية


حيدر ناشي آل دبس

الحوار المتمدن-العدد: 6087 - 2018 / 12 / 18 - 14:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نتناول في مقالنا هذا بأختصار شديد الشخصية العراقية وطبيعتها الاجتماعية، فبعد مرور فترات طويلة على فرضيات رواد علم الاجتماع كالدكتور علي الوردي والدكتور عبد الجليل الطاهر وغيرهم، نرى الكثير من المتغيرات والتحولات حصلت في الفترة التي تلت فرضياتهم، من الحروب العبثية التي تسبب بها النظام السابق، الى الحصار الاقتصادي المفروض من قبل مجلس الأمن الدولي على الشعب العراقي عقب أزمة الخليج التي نتجت بعد غزو الكويت، ما أفضى الى محاولة رصد الطبيعة الاجتماعية للفرد العراقي ومراجعتها بعد مرور هذه الازمات، كذلك شهدت فترة مابعد الاحتلال الامريكي صعود تيارات الاسلام السياسي وشيوع أيدلوجيتها بشكل كبير، ومما ساعد هذه التيارات في إنتشار أفكارها وأخذ مداها الواسع بالتجذر في البنية الاجتماعية، الانحسار الواضح لدور القوى الديمقراطية طوال فترة حكم حزب البعث، وكذلك الوضع الاقتصادي المتردي الذي مر على العائلة العراقية، فضلاً عن غياب وسائل التعبير عن الرأي وحرية الانتماء السياسي، كل هذه وغيرها من الاساليب التي أستخدمتها السلطة الحاكمة آنذاك هيأت المناخ المناسب للعقل الجمعي، حتى يرتمي في احضان قوى الاسلام السياسي للتنفيس عن ما يعتمل في الصدور من ضيق سببته سياسات النظام، ففرضت هذه التيارات أراداتها وأفكارها على شخصية الفرد العراقي، وقد أدت كثرة التابوات في مناهج هذه القوى الى تقييد حرية الانسان وخصوصاً المرأة واعتبروها عورة، فأدى ذلك الى إبتعادها عن المشاركة في النشاطات السياسية والاجتماعية، وأنعزلت عن الاسهام في محاولة النهوض بالواقع الاجتماعي، وقد أدت هذه الانعزالية الى توسيع الفوارق بين الرجل والمرأة من الناحية الفكرية والثقافية، لذلك تكرست لدى كل من الرجل والمرأة طبيعة غرائزية تجاه بعضهما البعض، بسبب أبتعادهما عن الاحتكاك المباشر.
لا ندّعي إن هذه الظاهرة لم تكن موجودة، لكن إستفحالها في هذه المرحلة جعلها مرتبطة مع تكوين شخصية الفرد العراقي. وتضخم الطبيعة الغرائزية لدى الإنسان العراقي لم تأتِ فقط من التحولات السياسية والاجتماعية التي ذكرناها، وانما جاءت ايضاً من طبيعة مجتمعنا الشرقي ذي النزعة الذكورية.
وللتنويه أشير الى الثقافة العراقية بشكل عام، فهي ذات طابع أدبي، والثقافة الادبية كما توصل اليها عالم النفس الروسي (بافلوف) تنبع من الجزء المسؤول عن الغرائز والانفعالات في الدماغ.
لا أزعم إنني جئت بفرضية جديدة، إلا أن ما حفزني للكتابة هو السكوت واللامبالاة من قبل المتخصصين بدراسة العلوم الاجتماعية، وعدم التعامل معها على محمل الجد، للخروج بنتائج علمية رصينة تستطيع رصد ما آلت اليه شخصية الفرد العراقي وفق المتغيرات التي ذكرتها أعلاه، وفي مقالي هذا أضم صوتي الى صوت أستاذ علم الاجتماع (د. محمد حمود ابراهيم )* حينما طالب بتشكيل فريق بحث متخصص من علماء اجتماع وأنثروبولوجيين وعلماء نفس ومؤرخين وغيرهم ممن لهم علاقة في هذا المجال** لغرض دراسة هذا الجانب المهم حتى يخرجوا بنتائج علمية تسهم في نقل الفعل العلمي الى مواقع متقدمة، وتسهم ايضاً في إيجاد حلول للازمات المتلاحقة التي نمر بها.

_____________________________________________
* د. محمد حمود إبراهيم أستاذ مساعد في جامعة ذي قار ومعاون مدير مركز ابحاث الاهوار .
** دعا الى ذلك في بحثه الموسوم ( أنموذج إفتراضي لدراسة الشخصية العراقية ) المنشور في مجلة الثقافة الجديدة - 2011.



#حيدر_ناشي_آل_دبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راهب الحرف
- الفساد في تعيينات تربية ذي قار
- سوق الشيوخ
- صلاةٌ ميممةٌ بالخيبة
- مشوار
- عذراً ياسعد... ألورثة غير جديرين
- مقارنة فكرية بين العراق ومصر
- تحالف (سائرون- الفتح) أسبابه... مآلاته.
- لعنة الشوق
- السينما المصرية وتأثيراها على المراهقين
- رداً على الفيلسوف مراد وهبة (استدعاء الماضي غمة يجب الخلاص م ...
- مراد وهبة: واهم من يظن إن العالم العربي والاسلامي يعيش في ال ...
- قراءة موضوعية في خطبة عبد المهدي الكربلائي
- بنت ليل
- تساؤلات شيوعية
- ناي
- من هو الفاسد السياسي ام المجتمع؟
- حدباء الكون
- متى تتوقف سرقة آثارنا؟
- الفنان العراقي يموت برداً


المزيد.....




- رئيس وزراء اليابان يخطط لزيارة الولايات المتحدة ولقاء ترامب ...
- ترامب يعلق على تحطم الطائرة في فيلادلفيا: المزيد من الأرواح ...
- الدفاعات الروسية تسقط 9 مسيرات أوكرانية غربي البلاد وتدمّر ز ...
- -فوكس نيوز-: إيران تخفي تطويرها النووي تحت ستار برنامج فضائي ...
- استخباراتي أمريكي سابق يتحدث عن حرب مع المكسيك -قد تتحول إلى ...
- OnePlus تكشف عن هاتفها الجديد ومواصفاته المميزة
- اكتشاف ارتباط بين النظام الغذائي وسرعة الشيخوخة البيولوجية
- أول هجوم على قوات الاحتلال منذ بدء توغلها في سوريا
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع في دارفور
- جامعة أميركية تعلق عمل مجموعة مؤيدة لفلسطين عامين


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر ناشي آل دبس - رؤية في الشخصية العراقية