أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح حسن - تربية كربلاء .. و سورة الكوثر














المزيد.....

تربية كربلاء .. و سورة الكوثر


كفاح حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6085 - 2018 / 12 / 16 - 22:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و انا أقرأ قرار مديرية تربية كربلاء.. تذكرت مدرسي المرحوم معين شعيب.. فهو من عائلة كربلائية عربية.. و اعتقل اكثر من مرة بسبب عمله في الحزب الشيوعي.. و كان مدرسا للغة العربية.. و كالعادة مدرس اللغة العربية كان مدرسا للدين.. و في وقتها كانت مدارس كربلاء تزدحم بالمدرسين اليساريين و العلمانيين.. و عدد غير قليل منهم كانوا من مدرسي العربية. لهذا أصبحوا في نفس الوقت مدرسين لمادة الدين.
و كان درس الدين شيق جدا مع استاذي المرحوم معين شعيب.. حيث كان يفتح كتاب الدين و يقرأ فقرة منه.. ثم يقوم بشرحها.. و لكن اي شرح! شرح لم يجرأ حتى دكتور صادق جلال العظم من الوصول إليه.
ففي شرحه المنطقي يبين لنا التناقض الموجود في الفقرة المقروءة. و يبين ضعفها الفقهي و التأريخي و المنطقي.. و لكن بشكل غير مباشر لا يفهمه الا من يكون منتبها لتسلسل حديثه. لقد زرع معين شعيب في عقولنا مبدأ ان الدين هو علاقة ما بين الرب و عبده.. و ان تعدد الأديان و العبادات و الطوائف تجعل هذه العلاقة متنوعة. لهذا لا يمكن فرض طريقة واحدة و تفضيلها على الطرق الأخرى.. و كان يردد أمامنا دائما شعاره المشهور..
الدين لله.. و الوطن للجميع..
و حذرنا من خطابات الروزوخونية و المعممين.. فهي خطابات تحريضية بعيدة عن الحقيقة.. و تفتقد إلى الصدق..
و في إحدى دروس الدين .. كان عليه ان يشرح لنا سورة الكوثر..
و هنا كانت المشكلة الكبرى.. حيث تركنا في شك مريب و حيرة كبيرة.. فهذه السورة نزلت بعدما وصف أحد اعمام النبي محمد بالابتر.. و الابتر هي صفة للرجل الذي لا يستطيع أن يخلف أبناء.. فكان رد السورة الصارم و الشديد بأن محمد ليس ابتر و لكن عمه (شانئك) هو الابتر ، رغم أن عمه لديه جيش من العيال و الزوجات..
فكان اعتراض استاذي معين على سبب نزول السورة و لغتها القطعية.. كان ينبغي اهمال هذه التهمة و عدم الرد عليها.. كما و ان الرد جاء منفعلا و لا ينطبق مع الحلم الآلهي..
و بعد انتهاء اليوم الدراسي .. سارعت إلى مكتبة والدي العامرة في بيتنا الآمن.. و سألت الوالد عن مصدر موثوق لمتابعة حديث مدرسي الغالي معين، فأرشدني إلى كتاب الشيخين للعلامة طه حسين.. و لم انم ليلتها حتى وصلت في الكتاب الفقرة التي يتناول بها طه حسين هذه السورة..
نعم.. ما قاله معين شعيب صحيح.. حيث كتبه طه حسين في كتابه.. و فيه يشير إلى أن هذه الآية فيها نوع من تبادل السب و الشتائم.. و هذا لا يليق بكتاب مقدس.. و هنا يشير طه حسين إلى أن الخطأ موجود في عملية جمع القرآن في عهد الشيخين.. و ربما ان هذه السورة وردت بدون تدقيق أو لرغبة خاصة لدى من تولى جمع آيات القرآن.. سيما و ان عملية الجمع رافقها إتلاف كامل لكل الصحف و المعالق التي كتبت عليها الآيات القرآنية قبل حفظ القرآن..
و هنا تأتي حيرتي و تعجبي لكتاب معاون المدير العام لمديرية تربية كربلاء.. فهي تنم عن جهل شديد بمهمته الوظيفية.. فهو ليس مرشد ديني.. و إنما هو معني بإدارة التربية و المدارس في كربلاء لتخرج للمدينة و البلد جيل متعلم يستطيع أن يواصل بناء و إدارة البلد.. و التربية ليست لها علاقة بالدين و والمعتقدات و النصوص الدينية.. فهذه من اختصاص المؤسسات الدينية .. و يا مكثرها في كربلاء..
كما و إنه اختار سورة دار و يدور حولها جدال شديد.. ليفرض على الطلبة قراءتها.. ماذا سيكون رد فعله اذا شعر عدد من الطلبة التناقض في هذه الصورة.. و هذا سيؤدي بدلا من تمسكهم بالقالب الديني الذي يريده.. إلى التمرد عليه..
رحم الله استاذي معين شعيب.. ماذا سيكون رد فعله و هو يقرأ كتاب حضرة المعاون المبجل..



#كفاح_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث هاديء في جو مشحون
- عن الزيارة الاربعينية
- أبو حجاز .. نجم قطبي ساطع
- البداية .. أم النهاية
- ذكريات مع معلمي رشدي العامل
- عندما تعجز الكلمات
- عن حملة الانتخابات العامة في السويد
- العجائب العراقية..
- المرجعية الشيعية.. و الخطأ المكرر..
- حييت سفحك من بعد فحييني
- تعايش و تصارع الثقافات داخل الحزب الواحد
- انتهى العرس .. و انكشفت الحقائق
- اليوم أدليت بصوتي
- الجرح الذي لا يندمل
- الكلام من الفضة .. و السكوت من الذهب!
- الطائفية مرض يهدد اليسار العراقي
- الطريق الجديد الذي دشنه ابو احلام
- ما أشبه اليوم بالبارحة..
- مام رسول بناوي
- قانون قدسية كربلاء المقدسة


المزيد.....




- ترامب يكشف عن ما سيفعله مع روسيا والصين إذا فاز في الانتخابا ...
- إيلون ماسك محور جدل في أمريكا واتهامات له بالتحريض على قتل ب ...
- روسيا.. انخفاض عدد مستعمرات النحل بمقدار 500 ألف على مدى الس ...
- خسوف جزئي للقمر سيتمكن سكان مختلف مناطق العالم من مشاهدته
- Lava تكشف عن هاتفها الجديد لشبكات الجيل الخامس
- من النصر إلى كارثة. الغرب يتناسى أنه قبل عامين احتفل بهزيمة ...
- المهندسون الروس يدرسون مبادئ عمل صاروخ هيمارس الأمريكي
- نمط غريب ومفاجئ في إدارة الحملات الانتخابية في أمريكا
- بلقاسم حفتر لـ-الحرة-: شرق ليبيا وغربها يتوافقان على إعمارها ...
- بعد -محاولة الاغتيال الثانية-.. بايدن يتصل بترامب


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح حسن - تربية كربلاء .. و سورة الكوثر