عقدة الجنس

احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 6084 - 2018 / 12 / 15 - 11:48
المحور: الادب والفن
    

اشد ما يلفت انتباهي ويثير استغرابي هذه الايام هو تلك المشاهد المصورة التي تكشف لك عن ولع الغربيين بتلك الالعاب والنماذج والادوات وحتى المأكولات التي تصمم على هيئة الاعضاء التناسلية الذكرية والانثوية حتى اصبحت تلك المشاهد تشكل ظاهرة تستحق منا التوقف وتستدعي التحري ونحن نرى خروج جموع غفيرة من النساء والرجال كبارا وصغارا وهم يحملون بايدهم اشكالا مختلفة واحجاما متباينة للاعضاء التناسلية وهم في اشد حالات الفرح والغبطة والابتهاج مثل تلك المشاهد اخذت بالانتشار هذه الايام عبر مواقع الماسنجر وقد وجدت لها مروجين كثر يبعثون بها لاغراض مختلفة كالترفيه والتندر ورسم الابتسامة والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هو ان الغرب لطالما عاب على المسلم عموما والعربي تحديدا ولعه بالجنس وهوسه بالاعضاء الجنسية الذكرية والانثوية وهو امر صحيح الى حد بعيد كون الفرد العربي يعيش وسط مجتمع يفصل بين الرجل والمراة فصلا متعسفا وبالتالي فهو يعاني جوعا جنسيا قاتلا لكننا نتفاجأ بمستويات الهوس الجنسي ترتفع عند الغربيين بشكل ملحوظ هذه الايام دون ان نقف على الاسباب الموجبة لتلك الظاهرة
قد يبرر البعض تلك الممارسات التي يخرج فيها المحتفلون وهم يلوحون بالاعضاء الجنسية او يتناولوها كحلوى او اي اكلة اخرى ان ذلك لا يعد هوسا ولا يسمى ولعا بالجنس كما هو حال العرب والمسلمين لكنها الحرية التي تطال كل ما يتعلق بالفرد الغربي من نفس وجسد وافكار وممارسات الا انني ارى هكذا تبرير ليس مقبولا بالنسبة لي على اقل تقدير بل اني ارجح ان الهوس بالجنس يبقى ملازما للطبيعة البشرية سواء كان ذلك في مجتمعات منفتحة كالمجتمعات الغربية والاوروبية او المجتمعات المغلقة كالمجتمعات العربية والاسلامية .

#احمد_عبدول (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين