كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 6079 - 2018 / 12 / 10 - 14:36
المحور:
الادب والفن
أوطان بديلة
شعب يبحث
في محلات
بلاد البالة
عن مأوى آمن
ولو وكر
للسع
عقارب الساعة
-
عن مكمن - جحر
ثعبان مضيّ الوقت
للدغ يكوي جنباتنا
وعلى أحر من الجمر
-
عن مكان بعيد
على الحدود الدولية
لينصب خيمة
شقاء مؤقته
لعيشة تعيسة
في مهب الريح
-
عن حيز بسيط
على حجم دوسة
بسطار عيش
غير مرغوب به
بين الدول المستهلكة - للنفط
يشق سبل
غير سالكة - الود
-
عن فرع على شجرة
غير موصوفة
بتلويح حفيف
ليضع فقس بيوضه
في أعشاش
خالية من الريش
-
عن موطئ قدم
متعثر
في الشتات
-
عن عمى مؤقت
في شطط
رحلة
كثبان رمال متحركة
-
وأن يقف على خدمتكم
أيها الساسة الغلاة
كنادل يصب
كؤوس المرارة
في مقهى
الأمم المتفرقة
على مشارب قهوتنا
-
ليشتري رقع ممزقة
ومن أوطان مستعملة
ليتدبر بها أمر
نفيه
كحارس شتات
وكأجير شقاء
-
عن كسرات خبز مقددة
ليقيم بها أود أولاده
في بلاد
ما بين القهرين
-
في ديار
ما فيها جذع
خداع نظر
ليهز نخلة
تبيض لنا- ذهب
رطباً جنياً
-
وما فيها مربض
لفأس
ضارب بشرش الأرض
-
وليس فيها مقبض لرفش
عزة نفس
مسنود على كتف
أفق شاسع
يقوم على حراسة
حصاد المدى
بهبوب ريح
لتستكين لها نفوسنا
-
أوطان بديلة
ليس فيها
ثرى طاهر يضاهي
مسقط رأس
-
ولوووووو
وما فيها تربية نسيم
على أوراق شجر
كثرة أغصاننا
ووفرة ثمارنا
-
وآآآآآآه
على امتداد أعطافها
شو أليف
-
بلاد مافيها نوفرة
بصحن الدار
ولا ياسمينة
عم تعربش على حيطان
معقودة بجدران
جيران
طيب مقام
مع منبت أصل
تراث مجيد
-
لعوائل
تسهر
على زغاريد العتابا
ليل نهار
في دبكة
أهل الشام
والمنهمكين
بمد أرائك
بين أيكات وارفة الظلال
في سيران
مطل
على شرفات
خرير شلال
يقفز من على
ضفة جدول
مياه عذب
إلى ملء معيننا
من الغدق
-
وهاد
بلا أجمات
ياسمين
تسقيك نبيذ الضوع
ومن انسكاب
كؤوس شذى
المثقلة بالعطور
في حواري دمشق
-
مع عبق
وأريج
وعبير
ومن كل العطور
-
ولتسجيك
ومن فواح
جميع أصناف الزهور
والورود الشامية
مذاق الفرحة
في عيون الناظرين
-
بلاد
لا يوجد فيها
نظرة شافية
ترقص على رأب صدع
شعب
يتمتع بصحة
كل شفاء
العافية
-
ولا يوجد لديهم
شبابيك
تفضي
على إطلاله
من ردفة نافذة
تلج منها ذؤابات شمس
على وقع رنين
أشعة ذهبية
-
وتغفو على فنارات نوافذها
بقع ضوء
نجوم خافتة
على حلبة
انتشار ضوع شذى
لهدهدة
زقزقة عصافير
-
ونحن الشعب الشامي
عم نغص
ونحن عم نقص بالسكين
ونقيس بإبرة وخيط
ثياب
حياة مهلهلة
لنفصلها على مقاسنا
لا تتناسب مع
خفة روحنا قط
كمال تاجا
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟