أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - ماهية النقد














المزيد.....


ماهية النقد


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1519 - 2006 / 4 / 13 - 11:46
المحور: الادب والفن
    


هناك آراء عديدة حول ماهية النقد منها ما تختص بكشف عيوب النص، تسليط الضوء على جوانبه الخفية، إظهار جماليته، تطابقه مع القواعد والمعايير، إعادة قرأته بأسلوب جديد، تقييمه، تفكيكه، تمييز عناصره، منحاه الإنساني وغير الإنساني، وتوجهه الفكري-السياسي....وباختلاف تلك الآراء، اختلفت المذاهب النقدية واعتمد كل منها معياراً ومكيالاً خاصاً به تبعاً لمزاج وتوجه الناقد السياسي أو الفكري.
رفض العديد الكتاب توجهات النقاد وأحكامهم الصارمة ووجدوا بأن النتاج الإبداعي هو من خاصتهم ولايجوز للنقاد تشكيل محكمة لإصدار الأحكام المجحفة بحق ملكية الغير!. وتفسير النص وفقاً لمزاجهم ونوازعهم العدائية أو الشللية مع الكتاب، وبنفس الوقت فإن هذا الرأي لايلغِ حق النقاد في إبداء أرائهم الفكرية المستندة للبراهين العقلانية لمناقشة النص الأدبي بدافع الحرص على المسيرة المعرفية.
يعتقد ((أرنست همنغواي))"بأن النقد ما هو إلا محكمة نصبت نفسها بنفسها، وقاضي ومحلفون واتهام وسجن وكرسي كهربائي بغرض الكشف الفوضوي عن أخطاء النص للتعدي على حقوق الملكية الفكرية للآخرين".
إن إخضاع النص الأدبي لمنهج صارم في النقد يقتل الإبداع فيه والعمل الإبداعي الذي يخضع لأحكام وشروط مسبقة وصارمة يفقد سمة الإبداع، فالمنهجية يجب أن تكون منهجية علمية تتطور بتطور لغة النص المعاصر وإلا فإنها تصبح عبارة عن مسطرة يتم بها قياس مساحة النص فإن تطابق وقياسها أخذت به وأن اختلفت معه طالها الإهمال.
كما لايجوز التمسك بحرفية المنهجية في النقد لقياس أبعاده الفنية والجمالية، لأن النص نصاً متكاملاً ومتماسكاً وكائن حي أن تعطلت إحدى أجهزته أصبح عاجزاً عن ممارسة مهامه.
يرى ((كارلوني وفيللر))"أنه مهما كانت صعوبة التمسك بالحرفية فإن الانطباعية هي ضرورة يشعر بها النقاد دائماً، فحين يكون الناقد مسرفاً في المنهجية ينسى الجوهر، فالعمل الإبداعي ليس مهمته الإجابة على الأسئلة ولكن لتوفير الانطباع واللذة النفسية أو الفكرية....وأغلب النقاد وحتى المسرفين في المنهجية هم انطباعيون بشكل أو أخر".
وهناك من يجد أن النقد حًّرف عن اتجاه الصحيح فماهيته الأساس هي تفكيك النص أو تمييز عناصره لتسهيل قراءته بصورة أوضح وتسليط الضوء على مفاصله الأساس وأهدافه، وليس مهمته تقييم النص وإصدار الأحكام الجاهزة على جودته أو رداءته.
إن مهمة الناقد ليس إصدار الأحكام للاستحواذ على رأي القارئ وإقناعه بجودة أو رداءة النص من خلال اجتزاء فقرات أو جمل منه لإثبات صدق أحكامه!. وتختلف آراء القراء باختلاف مستوى ثقافتهم وبالمحصلة فإن رأيهم (أو رأي النقاد) غير مُلزم للكاتب لكنه يتطلع للنقد العلمي والبناء لتطوير عمله الإبداعي.
يقول ((محمد مندور))"أن كلمة نقد مأخوذة من الفعل اليوناني CRINO ومعناها (يُمييز) فكلمة النقد الأوروبية تعني تمييز العناصر المكونة للشيء الذي ننقده وليس بمعنى تقييم الشيء والحكم على جودته أو رداءته".
إذاً ماهية النقد الأساس تعني تمييز لمكونات النص أو تفكيكه بغرض تسليط الضوء على جوانبه الخفية وليس له علاقة بالتقييم أو إصدار الأحكام الجاهزة الخاضعة للمنهجية الصارمة لتبيان جودته أو رداءته. ومن ثم إطلاق العنان للنيل من الكاتب، باعتباره خالقه ومسؤولاً عن كافة أشلائه ومكوناته المشوهة أو الصحيحة.
تمر عملية الخلق الإبداعي بمخاضات عديدة منها بذات الكاتب نفسه ومنها عند خروجها من الذات لتسود الورق الأبيض، وفي كلا الحالتين تخضع لمنظومة اللاوعي عند الكاتب غير الملتزمة بالقواعد والمنهجية الصارمة....وفيما بعد تخضع لمنظومة وعيه عند التدقيق والمراجعة فتحذف مقاطع وتضاف أخرى وتعدل فقرات وتضبط الصياغات اللغوية لكن يبقى الجوهر على أصله دون تعديل.
وبهذا فإن الخلق الإبداعي من خاصة منظومة اللاوعي ولايجوز إخضاعه كلياً لمنظومة الوعي وإصدار الأحكام النقدية عليه دون مراعاة مراحل مخاضه المتعدد في منظومة اللاوعي والوعي ليستقيم العمل النقدي بمذهبه التمييزي وليس التقويمي!.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروح والإبداع
- أقطاب المعرفة
- الاستقلال الفكري
- المثقف الدجال
- منتجو المعرفة
- المزاد الثقافي
- مثقف السلطة والحزب
- المثقف وسلطة الاستبداد
- الإبداع والحرية
- الثقافة والفكر الشمولي
- منظومات الوعي بين الماضي والحاضر
- التوظيف والاستخدام لمكونات اللغة
- اللغة والفكر
- دور اللغة في التواصل الحضاري
- المهام والسلطات الثقافية في المجتمع
- مساهمة الثقافة في الإرث الحضاري للأمة
- صراع الأجيال في الوسط الثقافي
- نضوب الإبداع عند المبدع
- العمل الإبداعي وآلياته
- الكاتب والمجتمع


المزيد.....




- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - ماهية النقد