أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل السلحوت - ابراهيم صبيح يرحل دون استئذان














المزيد.....

ابراهيم صبيح يرحل دون استئذان


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6076 - 2018 / 12 / 7 - 23:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جميل السلحوت
ابراهيم صبيح يرحل دون استئذان
رحل ابن جبل المكبر القريب والصّديق ابراهيم حمدان صبيح صباح الأربعاء 5 ديسمبر 2018 دون استئذان، ودون انذار مسبق، والموت حقّ وهو النّهاية الحتميّة للأحياء كافّة، وكل منّا نهايته الموت، ومن البشر من يرحلون وتبقى ذكراهم خالدة في ذاكرة من عرفوهم، وابراهيم صبيح "أبو عادل" واحد من الذين تركوا ما سيجعلهم خالدين عند كلّ من عرفوهم، فالرّجل الذي كان يتحلّى بذكاء ملحوظ، وذاكرة لا تخيب، كان يتحلّى بصفات حميدة منها: الصّدق، الوفاء، التّسامح، طيبة القلب، عزّة النّفس وكبرياؤها. ومن صدقه أنّه كان يقول الحقّ ولو على نفسه، ومن وفائه أنّه كان لا يذكر من أصدقائه إلا محاسنهم، وينسى هفواتهم في لحظتها، ولا ينسى أن يزورهم ويتفقّد أحوالهم خصوصا عند الملمّات كأن يموت عزيز من أقربائهم، أو أن يصاب أحدهم بمرض ما، أو أن تقعده الشّيخوخة، حتّى أنّه كان يتابع أخبار وأحوال تلاميذه الذين علّمهم في قرية كفر مالك قضاء رام الله أواخر خمسينات ومننتصف ستينات القرن العشرين، والذين لا زالوا يذكرونه بالخير حتّى يومنا هذا. ومن باب الوفاء أنّه كان لا يشتري حاجة بيته من زيت الزّيتون ومن العسل إلا من صديقه عبدالله البيّاع ابن كفر مالك.
ومن تسامحه أنّه كان يتنازل عن حقّه أو حقّ أبناء عائلته في الخصومات العشائريّة بسهولة تامّة، كما يتسامح مع من يسيئون إليه سهوا أو عمدا، ويتغاضى عن هفواتهم دون أن يمنّ عليهم بذلك، وكان يلتمس للآخرين العذر دائما.
ومن طيبة قلبه فإنّه أحبّ النّاس وأحب الخير لهم كما يحبّه لنفسه، لذا فقد بادلوه حبّا بحبّ. وقد كان واصلا للرّحم، وله فضل على العديدين من أبناء عائلته.
لم يعرف الحقد مكانا في قلبه على كائن من كان، وكان يبدّل مساوئ الآخرين بحسنات. وجاء موته المفاجئ دون انذار وكأنّه استجابة لأمنية كان يكرّرها دائما وهي: " أسأل الله أن يميتني وأنا بكامل قواي، كي لا أحتاج مساعدة أحد، وكي لا أثقل على أحد." ولهذا فرحيله المفاجي ترك غصّة وحزنا في قلوب كلّ من عرفوه. فله الرّحمة ولذويه ومحبّيه العزاء.
7-12-2018



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة دقدوق لا تزعج أبوك في ندوة مقدسي
- قصّة دقدوق والسجع على حساب اللغة
- الأديب محمود شقير وسيرته الأدبيّة
- بدون مؤاخذة- العدوان على غزة ليس عفويا ولا بريئا
- سداسيّة محمود شقير للأطفال والبعد التّربويّ
- رؤية أخرى للنكبة في رواية بلد المنحوس
- بدون مؤاخذة-الخاشقجي وربيع السعودية
- البهاء ومدرسة ثقافة الحياة
- د. عدنان عرفه أنت السابق ونحن اللاحقون
- بدون مؤاخذة-المجرم -س-!
- رحلة الحياة في عين الحبّ كفيفة
- بدون مؤاخذة- الانتحار العربي في فصعة القرن
- بدون مؤاخذة-طاسه وضايع غطاها
- قضية اسحاق الطويل وأدب المغامرات
- بدون مؤاخذة- قم للمعلم
- بدون مؤاخذة-السعودية وفصعة القرن
- شبابيك زينب رواية الحبّ والحياة
- جرائم داعش بحق الأيزيديات
- بدون مؤاخذة-أوسلو ومأساة النوايا الحسنة
- بدون مؤاخذة-حرب امريكا على فلسطين


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل السلحوت - ابراهيم صبيح يرحل دون استئذان