أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان!!















المزيد.....

الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان!!


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 6076 - 2018 / 12 / 7 - 16:24
المحور: الادب والفن
    




صغيرا كنت حين قرأت لافتة مثبتة على جدار مصور الحي القديم ( الحياة فقاعة فصورها قبل أن تنفجر) . وحين امتد بي العمر عرفت الحياة فرصة لا تُعوَّض, الحياة هي تلك الفرصة التي مُنِحها كل
إنسان، والتي من خلالها يمكنه أن يصل إلى المعالي، وأن يُحقّق إنسانيته كاملة، والحياة أيضاً هي الحاضنة الكبيرة لكل المخلوقات والتي تتواجد مع بعضها البعض، وتتفاعل بشكل إيجابي ما لم تحدث تدخلات بشرية غير مشروعة، وهي بهذا المعنى تزهو، وتزدهر، وتتألق بالتكامل الحاصل بين عناصرها. الحياة فرصة يجب على كلّ الناس اغتنامها كلٌّ حسب ما يراه مناسباً، وهي قصيرة جداً؛ حيث إنّه من غير المجدي إهدارها في الأعمال السيئة، والنزاعات، كما أنّها ثمينة بحيث لا يُتصوّر إهدارها فيما لا فائدة منه، فهي بهذا كله تُعتبر رأس مال الإنسان، وحتّى يَستمتع الإنسان بحياته، وحتى يستوفي غاياته، ويحقّق أحلامه، وطموحاته، فقد كان لزاماً عليه أن يتبع أسلوباً معيناً في الحياة، وأن يهتم بالعديد من الجوانب، وإلا فإنه معرّض لأن يحيا حياةً نمطية، يُقلّد فيها من حوله ويكون نسخةً مطابقةً عنهلذا فإن الحياة تمتلك كافة المقومات التي تجعل الإنسان محباً لها، حريصاً على قضاء وقته فيها بكل ما هو مفيد ونافع. عدم إهدار الفرص المتاحة، واقتناصها بكل ما أوتي الإنسان من قوة، وجهد، ولكن بشرط عدم الإضرار بالآخرين؛ فإلحاق الضرر بالآخرين من أجل التحصل على المكاسب يجعل الإنسان يبدو لا أخلاقياً ولا إنساني، وبالتالي فإنه سيخسر أكثر مما قد يكسب نتيجة لنفور الناس عنه. وكما قال يسوع المسيح : (ما نفع ألانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ). على الإنسان الاستمتاع بالحياة، وإيجاد معنى لها، خاصة إن ارتبط كلٌّ منهما بتحقيق خدمة جليلة للإنسانية جمعاء. التفاعل مع الآخرين في أفراحهم، وأتراحهم، وبناء علاقات اجتماعية قوية مبنية على أسس متينة من الاحترام المتبادل، والحب، بعيدا عن التعصب الديني و الطائفي و القبلي المتخلف، والتي قد تبعد الإنسان عن أخيه الإنسان. الكل في هذه الحياة مسافر، فالحياة قصيرة وأقصر ممّا نتوقّع، لذلك يجب أن ندرك معنى الحياة جيداً ونعيشها بالرّضى والسعادة، فكل شيء يرحل ولا يعود. سئلت الكاتبة الأمريكية الشهيرة إيرما بومبيك: ماذا لو عاد بك الزمان، هل كنت ستعيشين بنفس الطريقة، وتختارين نفس الاختيارات؟ أجابت الإجابة الشهيرة بأنها غير نادمة على أي شيء فعلته، لكن لو عادت بي الحياة مرة أخرى فلن أقضي شهور الحمل في الشكوى من متاعبه .. سأنتبه إلى أن الحمل معجزة إلهية .. سأستمتع بأني جزء من هذه المعجزة، وأني سبب خروج روح أخرى إلى العالم , لن أغلق نوافذ سيارتي صيفاً خوفاً من أن يفسد الهواء تسريحة شعري, سأدعو أصدقائي
إلى بيتي أكثر وأستمتع بصحبتهم برغم الأريكة المتسخة والسجادة الباهتة الألوان. سأمرح مع أولادي على الحشائش بلا اكتراث بالبقع التي قد تلطخ ثيابي .. سأقلل دموعي وضحكاتي أمام التلفاز على حكايات لا تخصني، وسأحيا واقعي أنا بدموعه وضحكاته .
إذا ارتمى ابني في أحضاني فلن أبعده لأني مشغولة الآن. لن أشتري أي شيء لمجرد أنه أعجب غيري أو غيري رآه جميلاً، سأعبر أكثر عن مشاعري لمن أحبهم وسأعتذر أكثر لمن أسأت إليهم .. سأنصت أكثر لحكايات جدي عن طفولته وشبابه. سأنصت لمن يحدثني. لو أعطيت فرصة ثانية للحياة سأراها، سأحياها، سأجربها، سألمس كل لحظة.
وأذكر هنا نص جميل أسمه " الدمية" كتبه كاتب ممغمور في صحيفة " لاروبوبليكا" وهو الشاعر المكسيكي "جوني وولش" ونسب النص الى الكاتب الكولومبي ( غابريل كارسيا ماركيز)) قبل ان يرحل عن الدنيا , وقد صدق العديد من القراء أن النص حقًا بقلم ماركيز بسبب جماليته ومستواه الرفيع، إضافة إلى أن ماركيز كان في تلك الفترة يتعالج من مرض السرطان. إلا أن ماركيز نفى أن يكون كاتب للنص , المهم ماورد من جمال في النص و الذي يحمل الكثير من المعاني الانسانية العظيمة وفهم جميل لمعن الحياة
هل الكلمات مازالت تعني لك شيء بعد معرفتك انها لم تكن رسالة وداع , بل هي قصيدة لدمية ؟ . تأمّلها مرة أخرى .. وستـجد فيها الكثير من المعـاني الرائعة , وهل الكلمات
مازالت تعني لك شيء بعد معرفتك انها لم تكن رسالة وداع , بل هي قصيدة لدمية ؟
أعيد نشر النص الجميل بعد أن تناقله العديد من المتصفحين في الشبكة الاجتماعية على أنه نصًا لماركيز ولأن النص جميلاً وحكيمًا ومحكمًا:
لو شاء الله أن ينسى أنني دمْية، وأن يهبني شيئًا من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي. ربما لن أقول كلّ ما أفكّر فيه، لكنني حتمًا سأفكّر في كلّ ما سأقوله. سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثّله، بل لما تعنيه. سأنام قليلاً، وأحلم كثيرًا، مدركًا أنّ كل لحظة نُغْلق فيها أعينَنا تعني خسارةَ ستّين ثانيةً من النور. سوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام . لو شاء ربي أن يهبني حياةً أخرى، فسأرتدي ملابسَ بسيطة وأستلقي على الأرض، ليس فقط عاريَ الجسد وإنما عاريَ الروح أيضا. سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشّاقًا متى شاخوا دون أن
يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق. للطفـل سـوف أعطي أجنحة، لكنني سأدعه يتعلّم التحليقَ وحده. وللكهول سأعلّمهم أنّ الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان. لقد تعلمتُ منكم الكثير
أيها البشر. تعلمتُ أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل،غير مدركين أنّ سرّ السعادة تكمن في تسلقه.
تعلّمت أنّ المولود الجديد حين يشدّ على إصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني أنه أمسك بها إلى الأبد . تعلّمت أنّ الإنسان يحقّ له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف. تعلمت منكم أشياء كثيرة! لكنّ قلة منها ستفيدني، لأنها عندما ستوضَّب في حقيبتي أكون قد ودّعتُ الحياة . قل دائمًا ما تشعر به، وافعلْ ما تفكّر فيه . لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لضممتكِ بشدةٍ بين ذراعيّ ولتضرّعتُ إلى الله أن يجعلني حارسًا لروحك.

لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها، لقلتُ "أحبكِ" ولتجاهلتُ، بخجلٍ، أنك تعرفين ذلك
هناك دومًا يوم الغد، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل، لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير، لأحببتُ أن أقول كم أحبّكِ، وأنني لن أنساك أبدًا؛ ذلك لأنّ الغد ليس مضمونًا لا للشابّ ولا للمسنّ . ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبّهم . فلا تنتظرْ أكثر
تصرّف اليوم لأنّ الغد قد لا يأتي ولا بدّ أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقتَ من أجل ابتسامة، أو عناق، أو قبلة، أو أنك كنت مشغولاً كي ترسل لهم أمنية أخيرة. حافظ بقربك على مَنْ تحب. إهمسْ في أذنهم أنك في حاجةٍ إليهم. أحببهم واعتنِ بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: "أفهمك، سامحني، من فضلك، شكرًا"، وكلّ كلمات الحب التي تعرفهأ.

علي المسعود
المملكة المتحدة



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفیلم الامريكي -مدفون- فيلم يحمل رسائل سياسية..؟؟
- هشاشة الحياة.....؟؟
- حنة أرندت فيلسوفة الحب و الحق.. نموذج المثقف القادر على الجه ...
- الفساد السياسي في العراق ماكينة تخريب اجتماعي واغتيال للعقول ...
- حنا آرندت- فيلم سيرة ذاتية عن حياة فيلسوفة مثيرة الجدل ،
- هل نحن عنصريون من دون أن ندري ؟؟؟
- فيلم ( كفر ناحوم) حكاية الطفولة المهملة و المعذبة ّومأساة ال ...
- ليس الحنين ذكرى ، بل هو ما ينتقى من متحف الذاكرة.. !!
- Banksy (بانكسي ) فنان بريطاني من فناني الشوارع المؤمن ب الان ...
- الشاعر التونسي الراحل الصغيّرأولاد أحمد: شاعر تمرّدَ على على ...
- لوحة - اليدان المصليتان - تكريم للتضحية والبذل والعطاء
- تحسسوا أنوفكم .. واسألوا أنفسكم: كم من الأشياء تم قطعها منكم ...
- لوحة (-عازف الغيتار العجوز-) تصوير لأقصى حدود الفقر والألم و ...
- رواية الراحل حميد العقابي - المرآة - تنقل الواقع بلغة أدبية ...
- قراءة في كتاب ( نزعة إلى الموسيقى)
- شتان مابين هذا ....وذاك!!
- الفيلم الهندي ( نجوم على الارض ) يحمل رسالة عظيمة في التربية ...
- فيلم ( الملاك ) حكاية الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل..؟؟
- رواية خوزيه ساراماجو (العمى ) بين الرواية والفيلم...
- فيلم أمريكي يكشف فضائح الامم المتحدة في العراق


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان!!