روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6075 - 2018 / 12 / 6 - 01:27
المحور:
الادب والفن
لست من هذه البلاد
أنا الذي
لم يحمل السلاح يوما
في حفلات الحرب والحب
لم يطلق رصاصة في الهواء
لتنثر في الأرض ريش العصافير
لم يستنشق من زجاجة العطر
رائحة الدم والبارود
لم يقطف من أصيص الأزهار
أشلاء المدن وخرزات حبيبة
فقدت عذريتها
على حد السيف وتكبيرات .. الله أكبر
لست من هذه البلاد
لست من هذه البلاد
أنا الذي
يبتسم خوفا من شواهد مقابر
دونت تواريخها بحبر
من مؤخرات السلاطين وبصاق الأئمة
يمشي في شوارع مزحمة
تسير الرؤوس خلف أرجل .. تمشي
في مواكب كتب مبعثرة بين التين والزيتون
يحتضن الموت بين سيقان أرامل
لفظن بواكير الحب في أحضان العنوسة
خشية الارتطام بلعنة الزنى
لست من هذه البلاد
لست من هذه البلاد
أنا الذي ..كلما
رقصت أجراس الكنائس
في مواعيد غير مسجلة على تقويم الأيام
صدحت المآذن ابتهالا
مع صياح الديوك على أرصفة الشوارع
تحسس ظهره .. أوصاله وعنقه
خوفا
من تلقين الخطباء
من تراتيل القضاة
من أهازيج الشعراء
في القبض على شرايين الحرية في الساحات
لست من هذه البلاد
لست من هذه البلاد
أنا الذي .. كلما
مر من جانب ثمثال .. صنم
ارتجف مذعورا
فالتماثيل في بلادنا
لم تزل تحمل سوطا .. سيفا .. بندقية
وتحجب عن عيون الأطفال
رؤية الشمس
واستنشاق الاوكسجين
على مقاعد دروس .. كتبناها .. حفظناها .. علمناها
ونحن نردد يحيا القائد .. يحيا السلطان
لست من هذه البلاد
لست من هذه البلاد
بلاد .. ينكحون فيها عذرية الورود
في عمامة الإمام
بقرار القائد وتراتيل الإمام
وأنا الذي ..
أرفع في الخيال .. خلسة
سيقان السماء
متضرعا إلى النجوم
لينكح الجمال من رذاذ الياسمين
أسوار البلد
فتنطلق أناشيد الصباح
من رحم العذارى
ويمشي الجلاد في الشوارع معتمرا سيقانه
مناديا .. الوطن قيود الحرية في معاصمي
لست من هذه البلاد .. أنا من بلدي
٢/١٢/٢٠١٨
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟