|
لايكون بعد اليوم رئيس من أرض مصر
لطيف شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 6073 - 2018 / 12 / 4 - 10:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خلال دراساتي في تاريخ مصر القديم قرأت موسوعة الكافي المكون من اربع اجزاء للمؤرخ ميخائيل شاروبيم بك وكان يعمل في مجال القضاء وارتقي في سلمه الي منصب رئيس النيابة العمومية . والموسوعة مدونة باسلوب عربي راقي لانه سبق انه درس في رواق الاقباط بالازهر . واسترعي انتباهي في الجزء الاول بصفحة 37الاتي : في أواخر سني العائلة السادسة والعشرين أي أوائل ملك بسماتيكوس الثاني الذي حارب النوبة وبعد موته قام بالأمر بعده ابنه فرعون خفرع الذي يقال له ايضا "وح أبرع". كان فرعون هذا معاصرا لصدقيا ملك يهوذا الذي وقع خراب أورشليم وسبيها الي بابل في ايامه باٍغارة بختنصر ملك بابل , واٍن صدقياأرسل الي فرعون خفرع يستنجده علي قتال بختنصرفلم يفلح وسقط صدقيا في يد بختنصر تحقيقا لما جاء بسفر ارميا الذي كان علي عهد سبي بابل "هكذا قال الرب هاأنا أدفع فرعون خفرع ملك مصر ليد أعدائه وليد طالب نفسه " (ارميا 30:44) ويقول أهل التاريخ : وقد تم ماأنبأ به نبي الله أرميا حيث انتفض علي خفرعسكره وشقوا عصا طاعته عند عودته من حروبه مع القيروان ثم خلعوه وملكوا عليهم جنديا اسمه أحمعس وبعد موته تولي بسماتيك الثالث ولم يستقر به المنصب حتي زحف ملك فارس بقيادة قمبيز علي ارض مصر وانتصر عليه وسقط بسماتيك في قبضة قمبيز وبسقوطه زالت دولة الفراعنة وتقلص ملكها واصبحت مصر تابعة لمملكة قمبيز ملك فارس . وقد ورد في التوراة :أن الله أوحي اٍلي حزقيال النبي عند سبي بابل وخراب أورشليم أنه لايكون بعد اليوم رئيس من أرض مصر وألقي الرعب في أرض مصر(حزقيال 13:30) وقد عد أهل التاريخ هذه الدولة الفاتحة الغاصبة في عداد الدول المالكة باعتبار انها السابعة والعشرون بعد السادسة والعشرين المصرية المتأصلة , فاٍذا صح ذلك كان اٍدخالها ايضا معها بقية الدول الاخري المتممة له كالدولة الثامنة والعشرين الصاوية والتاسعة والعشرين الاشمونية والثلاثين السمنودية والحادي والثلاثين الفارسية التي انقرضت باٍغارة الاسكندر الاكبر المقدوني علي البلاد . أقلقتني هذه الاية وسعيت للبحث عن مصداقية هذه النبوة المتثلة في هذه الاية وبحثت عن الحكام الذين اتوا بعد العائلة السادة والعشرين والمنتهية في العائلة الواحد والثلاثين وفقا لتصنيف مانيتون المصري ثم العصور التي تلتها وحتي تاريخه فوجدت الآتي: الاسرة ال 31 الفارسية ثم الحكم الاغريقي ثم الحكم الروماني ثم الحكم العربي (الاموي) ثم الحكم العربي التركي (العباسي) ثم الحكم الطولوني(تركي) ثم الحكم الاخشيدي(تركي) ثم الحكم الفاطمي(البربر) ثم الحكم الايوبي(كردي) ثم حكم المماليك(صعاليك وعبيد) ثم الحكم التركي (العثماني) ثم الحكم العلوي(محمد علي وعائلته) ثم عام 52 الانقلاب العسكري و تجديد الحكم العربي وصارت مصر عربية , والذي بدأ بعبد الناصر حتي تاريخه مرورا بالسادات ومبارك ومرسي الاخوان المسلمين يقول د.محمود مراد في كتابه مصر القبطية :تاريخ مصر هو تاريخ الأقباط حيث انهم عاصروا كل العصور والمراحل التاريخية التي سادت علي أرض مصر من أيام الفراعنة حتي اليوم..... معظم القبط مسلمين ومسيحيين هم الاكثرية العددية في القطر المصري بينما الاجناس الوافدة علي مر التاريخ لم تؤثر في الجنس المصري الا بالنذر اليسير. وفي بردية فرعونيه من القرن الثاني عن نبؤه هيرمس لاسكيلوبس علي مصر اخر الزمان يقول : هل تجهل يا أسكليبيوس، أن مصر هي صورة السماء ؟ أو بالأحري هي إسقاط لكل ما هو سماوي علي الأرض، وإذا شئت قول الحقيقة فإن أرضنا هي معبد العالم سيأتي ذلك اليوم الذي فيه سيتضح كم كان عديم الجدوي ورع المصريين وخدمة هذا الشعب المفعمة بالتضحية له ستنحط هنا الذكري المقدسة للآلهة وتتحول إلي عدم وسيرحل الآلهة أنفسهم من هنا نحو السموات سيهجرون الأرض المصرية للأبد سيحتل الغرباء أرضه الزراعية ولن يقتصروا علي الاستخفاف بالإيمان المقدس وإنما كم هو مؤلم هذا الشيء سيصدر مرسوم سيحظر تحت طائلة أقسي العقوبات الالتزام بقواعد الدين والتقوي والعبادة لن يبقي ما يشهد في القرون المقبلة علي عباداتك سوي الأساطير والحكايات ولكنها بالرغم من ذلك ستبدو للأجيال مجرد خرافات عادية. ستصمد الآثار المنقوشة من الحجارة وحدها كآثار وبراهين علي أفعالك التقية آه يا مصر، سيستوطن السكوذي أو السيسي أو واحد آخر شبيه بهما، همجي من البلاد المجاورة. آه، ما هذا الذي أقوله عن مصر؟ ولن يتركوا مصر وعندئذ ستترك الآلهة أرض المصريين هاربة للسماء وستموت هوية المصريين، وإذا بقي بعض السكان مصريون فبلسانهم فقط وسيصبحون غرباء وكذلك عملهم، …… سيفضل المرء الظلام عن النور، والموت عن الحياة، ولن ينظر أحد للسماء. صدقيني (يا مصر) إن هذا النوع من البشر سيكون في خطر، الخطر الأخير لأرواحهم. سيسن قانون تفرض معه عقوبة الموت لمن يعترف بالعقل الإلهي وهكذا سيتم الفصل بين الآلهة والبشر ولن يبقي هنا سوي ملائكة الشر بين البشر لتدفعهم إلي أسوأ الشرور والكفر والحروب والنهب ولكل الأشياء المناهضة للتعاليم الطبيعة.
#لطيف_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظافة في مصر الفرعونية والقبطية
-
كَجَنَّةِ الرَّبِّ، كَأَرْضِ مِصْرَ -كانت-
-
ديديموس الكفيف البصير
-
هل سيبني اليهود الهيكل
-
كلمة حق للتاريخ
-
د.رشدي سعيد (هيرودت مصر الحديثة)
-
القمص سرجيوس الوطني الثائر
-
مرقص حنا
-
حوارات مع الراهب جون الدومنيكاني
-
الوطن والقمص سرجيوس
-
مازل الاقباط يصرخون ..
-
تجديد الحياة في العام الجديد
-
الدستور والاقباط
-
مصر دفنت مستقبلها في الماضي الكئيب
-
من قتل اسقف الدير
-
الاديرة القبطية مطمع الغزاة
-
المرأة في المسيحية
-
الاستعلاء العربي الجاهل ج2
-
الاستعلاء العربي الجاهل ج1
-
هل في الحرق حضارة ياشيخنا الطيب؟!
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|