أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - ظاهرةُ تعدّدِ الأربابِ البشريةِ!














المزيد.....

ظاهرةُ تعدّدِ الأربابِ البشريةِ!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6072 - 2018 / 12 / 3 - 12:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1. ربُّ المسيحيين: المسيح
بعثه الله رسولاً، فجعلوه ربًّا يعبدونه. مات المسيحُ أو رُفِعَ، رحمه الله!
2. أرباب المسيحيين: باباوات الكنيسة
نصّبوا أنفسهم ربوبًا وأخذوا يوزّعون صكوكَ الغفران لدخول الجنة. رحم الله الأولين واللاحقين!
3. ربُّ الديكارتيين: العقل
هو لم يدّعِ يومًا ذلك، فدعوا باسمه وألّهوه. خذل مريديه وعزل نفسه، قتلته عواطف، رحمه الله رحمة واسعة!
4. ربُّ الماركسيين ومُخلِّصُهم: البروليتاريا
هي لم تدّعِ يومًا ذلك، فدعت لها الأحزاب الشيوعية، ألّهوها، وحكموا باسمها. بعد سبعين سنة من هيمنة النومنكلتورا، خذلت البروليتاريا مريديها وخانتهم مع الليبراليين والمحافظين، وهمٌ اغتالته الحرية، صوتت لفائدة خصومهم، ماتت الفكرة، رحمها الله!
5. ربُّ الأمّيين الكسالى: المثقف
"ظهر في القرن التاسع عشر وسوف ينقرضُ في أواخر القرن العشرين أو الواحد وعشرين على أكثر تقديرٍ، فلا معنى لإنسانٍ يفكّر للآخرين. خليقٍ بأي إنسانٍ حرٍّ أن لا يكون محكومًا بفكرِ الآخرين، وجب على كل فردٍ إذن أن يفكّرَ بنفسه". مات المثقف، سارتر تنبأ بقرب ساعته، رحمه الله مسبقًا!
6. ربُّ سجينِي البراديڤمات الفكرية: الإيديولوجيا
"الإيديولوجيات حرية عند بداية تشكّلِها، جَوْرٌ وطُغيانٌ عند نهاية تشكّلِها". ماتت الإيديولوجيا، تنبأ سارتر أيضًا بقرب ساعتها منذ 1948، رحمها الله مسبقًا!
7. ربُّ علماء الحياة البيولوجيين الأرتدوكسيين: ADN
كانوا يعتقدون أن ADN بجيناته الثلاثين ألف، قادرٌ على تحديد صفاتنا وسلوكاتنا مسبقًا. قتله أساتذتي، علماء ما بعد الوراثي (L`épigenèse: Interaction entre l`inné et l`acquis)، رحم الله ألوهيتَه!
8. ربُّ الحداثيين المستلَبين المبهورين: المركزية الأوروبية والدولة-الأمة (Eurocentrisme et État-nation)
فككها الفلاسفة منتقدو الحداثة من أمثال نيتشه وفوكو وإدڤار موران (يجب إعادة أنسنة الإنسانية) وميشيل أونفري (تفسّخ الحضارة اليهودية-المسيحية). ماتت الدولة-الأمة أو في طريقها إلى الفناء وأولها في القائمة دولة إسرائيل اليهودية العنصرية الإرهابية ودولة داعش الإسلامية العنصرية الإرهابية أيضًا، قتلها المتدينون المتزمّتون القوميون العنصريون المتعصبون، رحمها الله مسبقًا!
9. ربُّ السياسيين الانتهازيين: الأحزاب
سوف تقتلهم الحركات الشعبية العفوية المنظمة ذاتيًّا، هم في حالة احتضارٍ، رحم الله مسبقًا جميع الأحزاب في العالَم!
10. رب الرأسماليين الجشعين الإمبرياليين: الدوائر المالية العالمية
ربٌّ قويٌّ وفتِيٌّ قضى نهائيًّا على مفهوم السيادة للشعب وأصبح يتحكم في مصائرنا دون وسيط. يا الله عجِّلْ بزواله، رحمه الله مسبقًا!
11. ربُّ الغربيين الاستعماريين: الهيمنة عن طريق المراقبة السائلة (زيجمونت باومان)
ربٌّ يراقب من السماء عن طريق الأقمار الصناعية، يرانا ولا نراه، يتهم، يدين، يقرر، يحكم، لا يهمل ولا يمهل، ودون انتظارِ استئنافٍ أو تعقيبٍ يبعث طيارة دون طيار وحكمه يُنفِّذ. لا نملك سلاحًا ضده إلا الدعاء عليه، الله يهلكه، لا تجوز عليه الرحمة!
12. ربُّ السلفيين الجهاديين: داعش
ربٌّ يقطع الرقاب ويحرق بالنار، ربٌّ منتحلٌ لصفة الله سبحانه وتعالى، ربٌّ نَسِيَ أن الله يغفر كل شيء إلا انتحال صفته. تُوفِّيَت داعش والحمد لله!
13. ربُّ المستثمرين: الربحُ
قدّموا من أجله قوتَ العاملِ وعرقَه قُرْبانًا، أشعلوا من أجله حروبًا وأبادوا وضحّوا بملايين الفقراء (منذ تأسيسها، أي منذ 500 عامًا، شنّت أمريكا الشمالية الرأسمالية لوحدها على الدول الضعيفة 200 حربًا استباقية، آخرها ضد العراق وأفغانستان واليمن)، لوّثوا الأرضَ، جوفَها وجوَّها وبحرَها. في تونس، أول طعنة أخذها هذا الربّ، جاءته من الجمنين في تجربتهم الرائدة: خلعوا المستثمر بالضربة القاضية ولم يُنجِدْه ربه الربحُ، ومن أجل خدمةِ المصلحة العامة تطوّعَ عشرةُ أنفارٍ منهم مجانًا لتسيير التجربة، وتنازل عمال الواحة الـ130عن تقاسم المحصولِ، فذهب كل ثمن الصابة لمصلحة القرية الآمنة بعد ما كان يذهب في جيبِ مستثمرٍ واحد. نكرانٌ للذاتِ وتحدٍّ للأنانيةِ، إعلانُ بقربِ زوالِ معبود الرأسماليين الربحُ، هزمته جمنة، ادعوا له بتسريعِ لفظِ أنفاسهِ الأخيرةِ.

خاتمة: عدّدتُهم لتحذَروهم، كلهم ظلمة عنصريين إقصائيين، أربابٌ من صنعِ البشرِ ومن طينتِهم، ولا يبقى فيها إلا الباقِي، الواحدُ، العالِي، المُجَرَّدُ، الرحمانُ، الرحيمُ، يُمْهِلُ ولا يُهْمِلُ، ربُّ العالمينَ، مسلمينَ وغير مسلمينَ، وربُّ الحيوانِ والنباتِ والجمادِ.

إمضائي
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"الأساتذةُ لا يَفهَمونَ أن تلامذتَهم لا يَفهَمونَ" باشلار
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 3 ديسمبر 2018.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضرتُ أمس جِلسةً حواريةً ثنائيةً حول كتابِ - المراقبة السائل ...
- كيفَ قسّمنا إرثَ أمي وإرثَ خالتي؟
- هل تغيرَ الزمنُ أم أنا الذي تغيرتُ؟
- ذكرياتي المقتضبة عن تسع سنوات دراسة متقطعة بجامعة كلود برنار ...
- معلومات دقيقة حول شيعة تونس، أكتشفُها لأول مرة في كتاب صديقي ...
- أعتذرُ!
- جاراتُ أمِّي ورفيقاتُ دَربِها في جمنة الستينيات!
- أمارس ثلاثة أنشطة ذهنية كانت لي بمثابة حبوب مهدِّئة؟
- عن أيِّ ضميرٍ مِهَنيٍّ تَتَحَدَّثونْ؟
- -الفِتنةُ- لم تكن فتنةً!
- بتصريحاتها العنترية الأخيرة، يبدو لي أن النهضة بدأت تهدد أرك ...
- دفاعًا عن منهجيتِي وأسلوبِي في الكتابةِ والنشرِ
- أشياءٌ كنتُ بالأمسِ معها وأصبحتُ اليومَ ضدها!
- بطاقة تعريف مواطن العالم محمد كشكار
- فكرةٌ مخالفةٌ للسائدِ: هل حقًّا إن المرأةَ العربيةَ المسلمةَ ...
- نساء مناضلات في جمنة الستينيات
- جمنة وروزا؟
- سيرة فكرية، تُقرأ ولا تُحتذى: خطاب الهوية، المختلف، المتعدد، ...
- سيرة فكرية، تُقرأ ولا تُحتذى: خطاب الهوية، المختلف، المتعدد، ...
- جولةٌ علمية داخل المخ صحبة دليلٍ عالِمٍ اسمه جان دِيدْيي فان ...


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - ظاهرةُ تعدّدِ الأربابِ البشريةِ!