أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - ثلاث خواطر حول مايجري















المزيد.....

ثلاث خواطر حول مايجري


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 6072 - 2018 / 12 / 3 - 02:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثلاث خواطر حول مايجري

: الخاطرة الأولى ، الرأسمالية الهجينة
د محمد الزعبي
02.12.2018
لكي لايستهجن بعض القرّاء الكرام أننا عمدنا إلى وصف الرأسمالية الراهنة (رآسمالية النظام العالمي الجديد ) بالهجينة ،رأينا أن نشير هنا إلى اننا قد استعرنا هذه المفردة ( الهجين /الهجينة) من المجال البيولوجي ، حيث يطلق هذا الوصف عادة على الحيوان أو الإنسان في حالة كوّن أبيه وأمه من فصيلين مختلفين ( حمار مع فرس في حالة الحيوان مثلاً ) أو من مستويي إجتماعيين مختلفين ( حر وأمة على سبيل المثال ) ( أنظر : المنجد في اللغة والأعلام دار المشرق ، بيروت 1986 ط 25 مادة هجن ). وبنقل هذا التشبه / الوصف من المجال البيولوجي الى المجال الاجتماعي ، فإن الأب هنا هو التكنولوجيا الأمريكية ، والأم هي النفط الخليجي عامة ، والسعودي منه على وجه الخصوص، أما الإبن الهجين الناجم عن هذه العلاقة الإقتصادية – السياسية - الإجتماعية غير المتكافئة ، بين دولة حداثية متطورة هي أمريكا ، وأخرى تقليدية ناقصة التطورهي المملكة العربية السعودية ، فهو ( البترودولار ) ، والذي يحمل كما هو ملاحظ اسما مزدوجا يشير الى هوية كل من أبيه وأمه معاً .
نعم إن رآسمالية القرن الواحد والعشرين هي رأسمالية هجينة ، قياساً على رأسمالية القرن التاسع عشر ، بل وحتى على رأسمالية القرن العشرين . ولذا فإننا لانستهجن ولا نستغرب
من جهتنا هذه الظواهر الجديدة التي نراها تطفو على سطح القرن الواحد والعشرين ، مثل ظواهر ترامب وبوتين والسيسي وبشار الأسد ومحمدبن سلمان (على سبيل المثال)وغيرهم من أبناء هذا السفّاح الرأسمالي الهجين بين أصحاب التكنولوجيا المتطورة من جهة ، وأصحاب النفط ، من جهة أخرى ، والتي تتمثل بالعلاقة غير الشرعية وغير الديموقراطية. وغير المتكافئة ، بين طرفي هذه العلاقة . إن ماتبوح به هذه العلاقة غير المتكافئة بين طرفيها المذكورين هو أن هذه الآسماء التي أتينا على ذكرها أعلاه لاتمثل - براينا - بدعة تاريخية ، ولا بدعة جغرافية ، وإنما هم الأبناء الطبيعيون لتلك العلاقة غير الطبيعية بين من يمتلك التكنولوجيا فائقة التطور، وبين من لايمتلك سوى " شعاب مكة " التي لايعرف و لايدري كيف يستخرج ( بضم الياء ) النفط من أعماقها .

الخاطرة الثانية ، صفقةالقرن :
من نافل القول ان السيد ترامب هو ألاب النظري والعملي لهذه الصفقة ، التي افتتحها بعد استلامه لمهامه الرئاسية في شهر يناير ٢٠١٧ ، بإجرائين عمليين هما ، زيارة المملكة العربية السعودية والمشاركة الى جانب عاهلها الملك سلمان ( خادم الحرمين الشريفين ) ب ( العرضة النجدية) المعروفة ب (رقصةالسيف ) بتاريخ ٢٠ -٢٢ ماي ٢٠١٧ والتي كانت أول. زيارة خارجية له بعد توليه الحكم ، والثانية كانت نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس بتاريخ (15 ماي 2018 ) والذي يمثّل الذكرى ال 70 للنكبة الفلسطينية ، وأتبعها السيد الرئيس ترامب بثالثة الأثافي ألا وهي الدفاع عن دور ولي العهد محمد بن سلمان المفضوح في تصفية الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول بتركيا ( قتلاٍ وتقطيعاً وطمساً للجثة) باعتبار أن تنفيذ صفقة القرن ( الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها ) تقتضي وجود هذا الصديق الشخصي لترامب ولزوج ابنته جاريد كوشنر، على رأس السلطة الإسلامية السنية في السعودية كما صرح بذلك علنا كل من رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو ، والرئيس ترامب نفسه ، وذلك لأسباب باتت لاتخفى على أحد .
إن مايرغب الكاتب أن يضيفه هنا حول هذه النقطة ، هو أنه مابات معروفاً ب ( صفقة القرن ) لايمكن أن تحمل ( بضم التاء )على محمل الجد من قبل كل من ترامب و نتنياهو معاً مالم يكن طرف فلسطيني أساسي ، وطرف عربي كبير آيضاً مساهمين معهما في هذه الصفقة . هذا من جهة ، أما من جهة أخرى ، فإن الثورة المضادة لثورات الربيع العربي لعام 2011 ، والتي يشارك فيها ( الثورة المضادة ) كل من الشرق والغرب ، العرب والفرس ، دول الفيتو الخمس في مجلس الأمن ، إنما تصب جميعها في طاحونة هذه الثورة المضادة لثورات الربيع العربي ، والتي كانت ( الثورة المضادة) تعبد (بتشديد الباء) الطريق عملياً أمام هذه الصفقة (صفقة القرن ) .
ولكن هيهات أيها السادة المبجلون ، هيهات أن تنجحوا في مخططاتكم المشبوهة هذه ، ذلك أن الشعب الفلسطيني ومعه الشارع العربي لكم بالمرصاد ، ولسوف ترون قريباً ( إن شاء لله) كيف سيعصفان بكل ألاعيبكم وأكاذيبكم ، إن لم يكن اليوم فغداً ، وإن غداً لناظره قريب .
الخاطرة الثالثة ، حول جثة الخاشقجي :
شهران كاملان مضيا على هذه القضية ، وما يزال الأخذ والرد بين الأطراف الرئيسية الثلاث ( تركيا ، السعودية ، ترامب ) حولها قائماً على قدم وساق ، وكان آخره ، ماغرد به ولي العهد محمد بن سلمان ، لافظ فوه ، في" بوينس آيروس " في الأرجنتين ، من أن عدم وجود جثة ، إنما يعني عدم وجود جريمة (!!) ، وما رد عليه رجب طيب أردوجان ، من أن أحداً لايستطيع إخفاء الشمس بغربال ، ولاسيما بعد الإعترافات السعودية الرسمية العلنية بهذه الجريمة التي وقعت في قنصليتها في اسطنبول ، والتي (الإعترافات) أصبحت في عهدة كافة وسائل الإعلام في العالم. إن الإشكالية التي تتمحور حولها هذه القضية اليوم ، هي – برأينا - " جثة خاشقجي" بالذات ، والتي لم يعثر عليها من قبل الجانب التركي بعد ، كما أن الجانب السعودي قد اختار الصمت -على مايبدو - على الكلام في هذا الموضوع ، رغم إعلانهم ( المدعي العام السعودي ) عن التحقيق مع عدد من المتهمين والحكم على خمسة منهم بالإعدام (!!) ، وهو مايشير – برأينا أيضاً– ، وخاصة بعد تصريح ولي العهد محمد بن سلمان في بوينس آيروس هذا اليوم ( 02.12.2018) عن العلاقة بين غياب الجثة وغياب الجريمة ، إلى أحد الأمرين التاليين أو كليهما ، إما أن دولة عظمى معينة أوحت إليه بهذا الأمر، وذلك إحراجاً لتركيا ولرجب طيب أردوغان ، بل وربما لنقل التهمة إليها لاحقاً ، أو أن الجثة لم تعد موجودة أصلاً في تركيا ،حيث تم نقل بعضها خارج الحدود مباشرة بعد القتل والتقطيع ، بينما تم التخلص نهائياً من البعض الآخر بهذه الطريقة أو تلك داخل تركيا نفسها . إن تصريح محمد بن سلمان عن العلاقة بين غياب الجثة ، وغياب الجريمة ، وبعد كل الإعترافات السعودية الرسمية التي أشرنا إليها ، والتي سمعها العالم كله ، لايمكن فهمه ، ولا تفسيره ، إلا على أساساس محاولة إلقاء الكرة في ملعب أردغان . والله أعلم .



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية بين العلم والعالم
- حزب البعث وعائلةالأسد خطوتان إلى الوراء
- الحزب السياسي بين منظورين
- وجهة نظر حول مقتل الخاشقجي
- بشار الأسد بين النفي ونفي النفي
- الثورة السورية بين المجلس والإئتلاف
- محاصرة الحصار - إعادة نشر
- سيرغي لافروف السوري
- الثورة السورية بين الشمال والجنوب
- بين بشار وديمستورا شعرة معاوية ( إعادة نشر )
- مجلس الأمن بين الجعجعة والطحن
- الغزو الأمريكي للعراق والدور الإيراني
- ملحمة سجون بشار والديموقراطيات الخرساء
- أبو هشام في فقرات
- نظام الأسد وإشكالية الهوية العربية ( إعادة نشر)
- بعد سقوط درعا بيد بوتن، عود على بدء
- الثورة السورية وصمت المجتمع الدولي
- حوران بين فكّي بوتن وترامب
- المعارضة السورية بين القول والفعل
- حوران بين المطرقة والسندان في مثلث الموت


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - ثلاث خواطر حول مايجري