أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - العدوان على سوريا ....مجموعة رسائل داخلية وخارجية















المزيد.....

العدوان على سوريا ....مجموعة رسائل داخلية وخارجية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6070 - 2018 / 12 / 1 - 23:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العدوان على سوريا ....مجموعة رسائل داخلية وخارجية
بقلم :- راسم عبيدات
من الواضح بان الهجوم الذي شنته "إسرائيل" سواء بطائراتها الحربية أو باستخدام الصواريخ على ما قالت عنه انه اهداف ايرانية ولحزب الله في جنوب العاصمة دمشق، ليلة الخميس الماضي، حملت أكثر من رسالة ومضمون فنتنياهو الذي بالكاد استطاع ان ينقذ حكومته من الإنهيار على خلفية الصفعة القوية التي تلقاها في قطاع غزة،وبعد ان نجح في لجم قوى اليمين الإسرائيلية الشريكة معه في الحكومة،وبالذات حزب "البيت اليهودي" وزعيمه بينت،الذي اتهم نتنياهو بالإستسلام امام حركة حماس وقوى المقاومة وفقدان قوة الردع الإسرائيلي،وكان يصر على أن يمنحه نتنياهو وزارة الجيش وإلا فإنه هو وحزبه سيستقيلون من الحكومة،مما يعني سقوطها بعد استقالة ليبرمان،وإنسحاب حزبه "إسرائيل بيتنو" منها (5 اعضاء)،ولكن نتنياهو لعب على وتر الأمن والخطر الوجودي الذي يتهدد دولة "إسرائيل" وانه من الصعب تغيير الحكومات،وبان "إسرائيل" في حالة حرب،ولا يجوز في ظل التهديد الأمني خلط الأمن بالسياسة والبحث عن الشعبية ،وبذلك نجح في إنقاذ حكومته من السقوط وإحتواء قوى اليمين المتطرف التي كانت تطالب بالإنتخابات المبكرة على خلفية تأكل قوة الردع الإسرائيلية امام قوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة،حيث استئثر بوزارة الجيش لنفسه،واعداً بانه لن يتهاون في امن " إسرائيل" وسيقود خطوات جدية وعملية لرفع معنويات جنوده وإستعادة قوة الردع الإسرائيلية،ولإسترضاء قوى اليمين،وعد بالعمل على الشروع في هدم التجمعات البدوية في الخان الأحمر،والقيام بعمليات هدم واسعة في مدينة القدس وتطهير عرقي .
نتنياهو أراد من هذه المغامرة العسكرية الفاشلة،ان يوجهه عدة رسائل، على الصعيد الداخلي الإسرائيلي،إستعادة هيبة وقوة الردع الإسرائيلية المتآكلة ،امام قوى المقاومة،وأن يرفع من معنويات جنوده وضباطه،وكذلك يطمح بأن يعزز حضوره الإنتخابي كشخص وحزب،وخصوصاً بأنه ما زال هو وعائلته تحت سيف مسلسل الفضائح المتعلقة بالرشاوي والفساد الذي يلاحقهم في اكثر من قضية،حيث زوجته سارة تستدعى مجدداً للتحقيق بتلك التهم وتهم التضليل للعدالة.
اما على الصعيد الإقليمي فهناك أيضاً رسائل توجهه،حيث كشف الرئيس المتصهين ترامب عن ان واشنطن باقية في المنطقة وبالذات في سوريا والعراق لضمان امن اسرائيل وليس من اجل النفط،ولذلك هي تشدد على ضرورة اخراج قوى المقاومة من سوريا،وجربت مقايضة ايران عبر وساطة روسية بخروج قواتها من سوريا مقابل تخفيف العقوبات الإقتصادية التي تفرضها عليها...ولغرض حماية وجود اسرائيل لأمنها ووجودها،نرى بأنها تعمل على توسيع نفوذها في منطقة شرق الفرات عبر بناء قواعد عسكرية جديدة لها...وسعت الى خلط الأوراق هناك،لمنع أي تقدم لحل قضية ادلب وتصفية الجماعات الإرهابية فيها،حيث حركت تلك الجماعات في أرياف ادلب وحلب وحماة،ولتقوم ما يسمى بجبهة النصرة بقصف حي الخالدية في حلب بالقذائف الصاروخية المحملة بالكلور السام .....واسرائيل ترى بأن أي تقدم في العملية السياسية في سوريا يقود الى استقرارها واستعادتها لدورها ونفوذها في المنطقة يشكل خسارة سياسية لها،ولذلك بالتعاون مع حليفتها الإستراتيجية امريكا تسعيان من خلال هذا التصعيد الى التأثير على مخرجات قمة " سوتشي" لحل ازمة إدلب،وخاصة بأننا نجد تلكؤ تركي في تطبيق ما جرى الإتفاق عليه من تفاهمات،في ظل مزاجية وبرغماتية أردوغان المتقلب دوماً.
والرسالة الأخرى هي لموسكو حيث هذا العدوان الجوي اتى بعد اكثر من شهرين على تسليم روسيا لصواريخ الدفاع الجوي (اس 300) لسوريا،فهو يريد ان يقول بانه لا يكترث بالصواريخ الروسية،رغم كل التحذيرات الروسية له بعدم اللعب بالنار،او انه يسعى لعودة دفء العلاقة مع روسيا من خلال بوابة تلك الغارات،ونتنياهو وترامب ايديهما ليست بعيدة عن ازمة مضيق كيرتش ،ودفع اوكرانيا لإستفزاز روسيا من خلال خرق ثلاثة سفن حربية اوكرانية لمياهها الإقليمية .....نتنياهو بغاراته هذه وتهديداته المستمرة لحزب الله ،هو يريد ان يقول بأن الحل السياسي في سوريا يجب ان ياخذ مصالح هذا الكيان بالحسبان،وهو بات على قناعة بان حزب الله يعد العدة لفتح جبهة عسكرية ثانية من الجولان....ولربما يسعى نتنياهو أيضاً لجر المنطقة الى حرب رغم عدم جهوزية جيشه لذلك،معتمداً على إمكانية التدخل العسكري الأمريكي والغربي الإستعماري لصالحه في ظل التصريحات العلنية والواضحة للرئيس الأمريكي ترامب بان الوجود الأمريكي في المنطقة لحماية اسرائيل وامن اسرائيل فقط.
الهجوم الإسرائيلي على مواقع سورية في جنوب العاصمة دمشق،والذي يبدو انه نفذ بواسطة صواريخ اسرائيلية،سجلت فشلاً اسرائيلياً أخر،حيث ان الدفاعات الجوية السورية من صواريخ سام المطورة،إستطاعت بكثافة نيرانها ان تسقط كل الصواريخ الإسرائيلية وتمنعها من تحقيق أهدافها،وكذلك منعت طائرات العدو من دخول المجال الجوي السوري،وبما يؤكد على ان قوى الدفاع الجوي السوري تستعيد عافيتها وقدراتها،بعد أن عملت على تدميرها الجماعات الإرهابية،عندما سيطرت على مساحات كبيرة من الجغرافيا السورية،وكذلك أصبحت تمتلك مهارات وخبرات تكنولوجية كبيرة ،وبالتالي هي لم تشغل منظومة الدفاع الجوي (اس 300).
في الوقت الذي تتصدى فيه سوريا لقوى العدوان،مؤكدة على موقفها القومي العربي،وإنحيازها قولاً وفعلاً لمعسكر وقوى المقاومة،نجد بان نتنياهو يهرب من ازماته،نحو الذهاب الى توسيع وتشريع علاقاته التطبيعية مع العديد من المشيخات الخليجية العربية،وكذلك دول عربية وإسلامية اخرى،مما يؤكد بأن العديد من هذه الدول شريك في مشروع تصفية قضيتنا الوطنية،ولم تعد لا فلسطين ولا القدس تحظيان بإهتمامها،ولم تعد تنظر الى دولة الاحتلال على أنها دولة معادية،بل تعمل على تطبيع علاقاتها معها،كمكون طبيعي من جغرافيا المنطقة،لحساب عدو افتراضي صورته لها أمريكيا، بأنه يهدد امنها وإستقرارها وعروشها وأمن المنطقة،ألا وهو ايران،وبما يحرف الصراع عن اسسه وجوهره من صراع عربي- إسرائيلي جوهرة القضية الفلسطينية الى صراع مذهبي إسلامي(سني- شيعي).
رغم كل الهرولة التطبيعية العربية الرسمية نحو إسرائيل وتجول قياداتها في القصور والمساجد العربية،ورغم عدم وجود جيوش عربية تهدد أمن ووجود دولة الاحتلال،لكن قادة الإحتلال يشعرون بأن هناك خطر وجودي يتهدد دولتهم،شبيه بالوضع الذي كان قائماً قبل نكبة عام 1948 ،فهناك جبهة قطاع غزة جنوباً،وجبهة حزب الله شمالاً ،وجبهة الجولان شرقاً والتي باتت مسألة فتحها مسألة وقت من قبل حزب الله وقوى المقاومة الشعبية السورية،ونتنياهو لم يحصد في غاراته على سوريا وتهديداته المتواصلة لحزب الله سوى المزيد من الفشل،فزمن شن الحروب الخاطفة ونقل المعارك الى أرض " العدو" لم يعد ممكنناً،فما يواجهه المحتل،هم عرب مقاومين من طراز جديد،لديهم الإرادة والصلابة والإنتماء والإيمان والقناعة،بحتمية النصر وفق شعار زمن الهزائم قد ولى.

القدس المحتلة – فلسطين
1/12/2018
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس......حرب مستمرة و في كل الإتجاهات
- خطاب نتنياهو دعاية انتخابية ام اعلان حرب ...ام كليهما..؟؟
- ليبرمان إستقال بدافع حساباته السياسية الانتخابية وليس بدافع ...
- ما الذي تعنيه المصادقة على قانون - الولاء في الثقافة-....؟؟
- اقتحام وزارة شؤون القدس ومحافظتها رسائل أمنية وسياسية من الع ...
- الصراع على -كي-و -صناعة- الوعي- في الجولان والقدس
- العدوان على وكالة الغوث في القدس يتصاعد
- بن سلمان في طريقه للهاوية
- في القدس...نعم فشلنا في تحقيق المناعة المجتمعية
- هل سيلجأ بن سلمان لل- حضن- الروسي هرباً من عقوبات ترامب..؟؟
- إدخال الوقود لقطاع غزة والإبتزاز الإسرائيلي
- لماذا لم نتعلم من - تسونامي- تسريب عقارات سلوان...؟؟
- لماذا الإضراب وشمولية الإضراب ؟؟
- ترامب يزداد -تغولاً- كممثل للعولمة المتوحشة
- الحرب على الأقصى والتقسيم المكاني
- هل ستكون تركيا قادرة على تحقيق مضمون التفاهمات ..؟؟؟
- المشهد الإقليمي ذاهب نحو التصعيد
- حول المشاركة في الإنتخابات لبلدية - القدس-
- حرب إسرائيلية - أمريكية على شعبنا في كل الإتجاهات
- جرائم قتل ...فوضى وفلتان مستمرين وحلول غائبة


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - العدوان على سوريا ....مجموعة رسائل داخلية وخارجية