متى يكفون عن استغلال معاناة الناس...؟

نوري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 6064 - 2018 / 11 / 25 - 18:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في الوقت الذي فقد اهالي مدينة الشرقاط 10 اشخاص غالبيتهم من النساء والأطفال جراء السيول التي إجتاحت محافظة صلاح الدين، ومحافظات اخرى تستعد للمزيد من السيول، يخرج مجلس النواب بقرار يقضي بتعويض جميع المناطق التي تعرضت الى اضرار بسبب الامطار والسيول والفيضانات، بحسب تصريح للنائب هوشيار عبدالله نشره على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، قال فيه، ان "القرار يشمل ايضا مناطق في اقليم كوردستان التي تعرضت في نهاية شهر تشرين الاول الى اضرار بسبب الفيضانات".
الامر حسن لكن هل هو عمل مجلس النواب ان يصدر مثل هكذا قرار، الجواب بحسب القانونيين "لا"، والسبب هو ان مجلس النواب يشرع القوانين ولا يصدر القرارات، بالتالي ان تطوع المجلس في اصدار قرار لا يكون ملزما للحكومة، فهي من واجباتها اصدار القرارات وفق القوانين المشرعة من البرلمان.
اذاً ما الدافع الحقيقي لمجلس النواب باصدار مثل هكذا قرار قد أصدرته الحكومة في وقت سابق من نفس اليوم، وهذا ما اكده محافظ صلاح الدين عمار جبر خليل، حيث قال: ان الحكومة الاتحادية خصصت مبالغ مالية للعوائل المتضررة في المناطق التي ضربتها السيول في قضاء الشرقاط اسهاما من الحكومة في مساعدتهم وتقليل أثر هذه السيول عليهم، وهذا التخصيص إن بادرت به الحكومة سينسحب بشكل تلقائي على المناطق الاخرى وهي غير متفضلة على المتضررين ، ففي الموازنة العامة مبلغ مخصص للطوارئ في حالة حدوث كوارث كبيرة.
كان على مجلس النواب بدل ان يتنافس مع الحكومة لاستغلال معاناة الناس في المزايدات السياسية، ان يوجه نواب المناطق التي تعرضت للسيول وتسببت بخسائر بشرية ومادية، في مساعدة الحكومة على الوصول الى الناس بشكل اسرع وتقديم المساعدات لهم وتسليمهم التعويضات المطلوبة.
السؤال المهم هل صحيح ان اعضاء مجلس النواب لا يعرفون ادوارهم ام انهم يطمحون الى ان يشاركوا الحكومة في اصدار قرارات تتحول الى حبر على ورق، ومتى نرى سياسيينا يعملون لصالح جمهورهم دون استغلال معاناتهم.

#نوري_حمدان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات