فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 6064 - 2018 / 11 / 25 - 18:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يسعى البعض من الذين راهنوا بوجودهم ومصيرهم على نظام الفاشية الدينية في إيران الى إشاعة مزاعم ودعايات بخصوص إنها قد خرجت من الاختبار وإکتسبت الشرعية من المجتمع الدولي ولذلك فإنه لن يکون هناك بعد الان من يتحدث عن تحديد دور أو نفوذ النظام الايراني في العراق والمنطقة، بصيغة توحي وکإن ماتقوم به الفاشية الدينية من أعمال وممارسات مشبوهة وفي مختلف دول المنطقة ومن ضمنها العراق، ستصبح أمرا واقعا لامناص من قبوله والتسليم به.
الدور السلبي لهذه الفاشية الدينية في المنطقة عموما والعراق خصوصا، والذي تداعت عنه الکثير من المشاکل والازمات وتسبب في إحتقان طائفي وإنتشار وتفشي مختلف أنواع القضايا والمسائل السلبية، هو دور سيبقى يشکل أکبر تهديد على الامن القومي العراقي ولاسيما وهو يتصرف بمنطق مصالحه وإستراتيجيته المبنية أساسا على المشروع السياسي الفکري الذي يستهدف إخضاع المنطقة کلها تحت هيمنته وتحقيق حلم الملا المقبور خميني.
الاوضاع الدولية وإصطفافات القوى والمصالح وطبيعة الاوضاع المعقدة في المنطقة وتشابك المصالح، شاءت إعطاء الفرصة الحالية للفاشية الحاکمة في طهران، ونقول فرصة لإنها حقا کذلك، إذ ليس هنالك أبدا شهادة حسن سلوك أو منح شرعية مطلقة لما قامت و تقوم به من ممارسات ونشاطات وتحرکات في إيران نفسها وفي المنطقة، فالقصة مازالت في بدايتها والحبل لازال على الجرار.
مراقبة ومتابعة الاوضاع في إيران خصوصا الصراع المحتدم بين الجناحين الرئيسيين لنظام الملالي والتصريحات والمواقف المتداعية عن ذلك وخصوصا بعد الانتفاضة الاخيرة وتزايد دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق على الساحتين الداخلية والدولية، يبين بمنتهى الوضوح مدى حالة القلق والتوجس التي تسيطر على أعلى هرم السلطة في طهران، حيث ليس هناك ثقة أو إطمئنان للمستقبل وانما هناك قلق وخوف وترقب وإستعداد لمجهول يحذر منه الجناحين عموما وجناح المرشد الاعلى خصوصا.
في هذا الخضم، وفي ضوء التراجعات الکبيرة لدور نظام الملالي في کل من سوريا واليمن والعراق الى حد ما، وبعد أن إزداد توجس و حذر شعوب المنطقة کلها من هذا الدور، فإن الفاشية الدينية وفي ضوء مخططها الجديد، تسعى لتوسيع وتوطيد وترسيخ نفوذها أکثر فأکثر في العراق من أجل جعله قاعدة أساسية لإنطلاق الدور المشبوه والخبيث لها في المنطقة و العالم، وإن المطلوب وطنيا وحتى إقليميا ودوليا مواجهة هذا المخطط الجديد و عدم السماح به، فذلك يخدم المصالح العليا لأمن وإستقرار المنطقة کما إنه يدعم أيضا النضال المشروع الذي يخوضه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والديمقراطية وإسقاط النظام.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟