أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفعل والحرف في قصيدة -أنا من تعبت- جروان المعاني














المزيد.....

الفعل والحرف في قصيدة -أنا من تعبت- جروان المعاني


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6062 - 2018 / 11 / 23 - 12:18
المحور: الادب والفن
    


الفعل والحرف في قصيدة
"أنا من تعبت"
جروان المعاني
وحدة الألفاظ والمضمون ضرورية في العمل الأدبي، فهذا يشير إلى انسجام الكاتب/الشاعر مع نصه، مع ما يكتبه، ويؤكد على حالة التماهي مع النص، بحيث يجعلنا نشعر بصدق ما يقدم لنا من أدب، كما أن الاختزال والتكثيف أصبح سمة العصر، فالنصوص الطويلة ـ في عصر النت ـ أصبح عدد متناوليها من القراء محدود جدا، من هنا نجد ميل العديد من الكتاب إلى التكيف مع العصر، والشاعر "جروان المعاني" واحدا منهم، وعندما يوجه الأديب/الشاعر خطابه إلى القارئ، فهذا يشير إلى ثقة الأديب/الشاعر بالقارئ لهذا خصه بهذا الحديث الشخصي، ويشير أيضا إلى العلاقة الحميمية التي تربطهما، وعندما تكون المتعة والسلاسة حاضرة، فهذا يعطي دفعا اضافيا ليتقدم القارئ من النص/القصيدة بشهية ورغبة جامحة.
فاتحة النص الأدبي تعطينا صورة أولية عن مضمونه:
"أنا من تعبت فراغاته من غرغرة الماء
اشرب كأسا من سراب "
عندما يحدثنا الشاعر عن ألمه، عن تعبه، فهذه فاتحة تقدمنا من الشاعر، لأن هذا الحديث الشخصي عن الهموم لا يكون إلا بين الأصدقاء، فرغم ألفاظ الألم التي جاءت "تعبت، فراغاته، غرغرة، سراب" إلا أن طريقة الخطاب جاءت لخففت من وطأة الألم على المتلقي لأنه هو المخاطب/هو من خصه الشاعر بهذا الحديث، وهذا ما جعله يشعر أنه (الماعون الكبير) الذي يستع لسماع حديث مؤلم من صديقه.
وما يلفت النظر أن هناك ثلاثة أوصاف/حالات متعلقة بالماء "غرغرة، أشرب، سراب" وإذا ما توقفنا عند الألفاظ المجردة، سنجد الحالات السلبية أكثر من الايجابية، وهذا يخدم مضمون القصيدة الذي يحمل الألم.
وهناك ثلاثة حروف "السين والشين" جاءت في كلمات "السراب، كأسا، أشرب" قريبة من بعضها، وحرف مكرر ثلاث مرات "الغين" جاءت متعلقة في "فراغاته، غرغرة"
سنجد هذه الحروف "السين والشين والغين" حاضرة في الألفاظ المستخدمة في القصيدة، وبقيت مؤثرة في العقل الباطن عند الشاعر، لهذا نجدها حاضرة في هذا المقطع:
"جادلني لأرى سر التعب
وشهوة الغياب "
المضمون قاس، والألفاظ أيضا "التعب، الغياب" وحروف "السين والشين والغين" كذلك حاضرة.
المقطع التالي يتضمن أضافة معرفة لهذا التعب والعذب:
"اسأل الغيب فيجيبني السياب
ما أخبار من قصت أظافر عمري ؟
وسكبت جمرها بردا على جسدي
ما أخبار من تركتني أتلوى
اعاتب الاقدار"
دائما ما يكون مخاطبة المرأة أو الحديث عنها يخفف من وطأة الالم على الكاتب/الشاعر والقارئ أيضا، كما أن تناول الكتابة أو الكتاب يهدئ من النفوس، كما هو حال الطبيعة، الشاعر يستخدم الكتاب/السياب والمرأة ليهدئ مما يمر به من ألم، لهذا نجد صورة الألم أقل حدية مما جاء في الفاتحة، فهناك ألفاظ بيضاء في "السياب، وسكبت، بردا، جسدي" كما اننا نجد فعل القسوة "قصت" متعلق بشيء جميل "أظافر" إذا ما تجاوزنا "عمري" وهذا التأخير للفظ "عمري" يمكننا القول أن هناك ميل ورغبة عند الشاعر إلى التخلص من حالة الألم، لهذا نجد عبارة "بردا على جسدي"، موازية ل "تركتني أتلوي"، وحالة التوازن هذه جاءت من خلال كلا من السياب والمرأة، وأيضا حالة المخاطبة لنا نحن المتلقين للقصيدة، كل هذه جعلت الشاعر يتجه نحو السكون والهدوء، ويختم قصيدته قائلا:
"فتبثني صورتها عبر ألف جدار
أعود واشرب كأس الحنين
وها أنا
أعيش عمري انتظار"
فكافة الألفاظ جاءت بيضاء "فتبثني، صورتها، عبر، ألف، أعود، وأشرب، كأس، الحنين، أعيش، عمري" إذا ما استثناء "جدار، انتظار" فالشاعر تخلص من حالة الألم وأخذت نفسة تهدئ، لهذا وجدنا ألفاظه المستخدمة بعيدة عن حالة الألم والقسوة.
إذا ما تتبعنا كلمات: "أسال، الغيب، السياب، وسكبت، جسدي، أشرب، كأس، أعيش" كلها تؤكد على تأثر الشاعر بالحروف التي جاءت في فاتحة القصيدة، لكن المضمون تحول من حالة القسوة إلى الهدوء والسكون، وهذا ما يجعلنا نؤكد أن مخاطبة الأصدقاء/القراء، والحضور المرأة، والكتاب/الكتاب كلها عناصر مهدئة للنفس، مما ينعكس على النص الأدبي.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلد الذات في رواية -درب الحيب- باسم سكجها
- المسؤول
- مناقشة قصائد عمار خليل
- دور القصيدة في ديوان -حارس المعنى- أحمد الخطيب
- المد في رواية -بحر تموت فيه الأسماك- ممدوح أبو دلهوم
- قصائد عمار
- الأيتام مشاريع العظماء خليل حمد
- التنوع والتعدد الأدبي في مجموعة -مسا ... فات- سمير الشريف
- مسرحية زمن الخيول البيضاء
- مناقشة قصائد مختارة للشاعر أمل دنقل
- المسرح الفقير في مسرحية -رأس عروس-
- البطل الجماعي في مسرحية -مروح ع فلسطين-
- أمل دنقل
- مهرجان فلسطين الوطني للمسرح -مسرحية سراب-
- اللغة والأسلوب عند. اياد شماسنة--
- -حكايا النافذة- فاطمة يوسف عبد الرحيم
- -سلوى الخزرجي-
- اللغة والمضمون عند علي أبو عجمية
- دور الفنان/الكاتب
- السلاسة في قصيدة -القدس أنت- محمد شهاب


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفعل والحرف في قصيدة -أنا من تعبت- جروان المعاني